رمز الخبر: 2805
تأريخ النشر:28 February 2017 - 12:00
مصير جنيف السوري في سروال دي ميستورا!
يحتاج دي ميستورا إلى متعهد حفلات، لا مستشارين لترتيب اجتماعات الوفود السورية في جنيف.
فالمبعوث الاممي المكلف بالملف السوري؛ أمضى إلى الآن أسبوعا كاملا، في بحث تفاصيل، تتعلق بطريقة دخول وخروج وجلوس الفرقاء المزاجيين المختلفين على كل التفاصيل.

ولا يبدو أنهم على استعداد لتقديم تنازلات، وصولا نحو لحظة انطلاق جنيف الرابع الذي وضع له الدبلوماسي السويدي-الإيطالي مناصفة بين الوالدين، سقفا زمنيا لغاية الثالث من آذار/مارس القادم.

وقد يتمكن متعهد حفلات بارع  في اختراع طريقة تجمع المطلوبين للحوار، حول مصير وطن يقضي شعبه ساعات وربما أياما بحثا عن كسرة خبز أو شربة ماء، ويغلي الحصى في الماء إيهاما بالطعام.

وفيما يختلف الفرقاء السوريون على ترتيب الطاولات، وتصنيف المنصات والجدل حول الأحقية في الريادة والتمثيل، تنشغل صالونات جنيف، بالتفتيش عن صور وفيديوهات، مسيئة للمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا؛ في سياق مساع لاستبداله بعد أكثر من سنتين ونصف السنة، استلم خلالها ملف التسوية السورية من الدبلوماسي الجزائري العتيد، الأخضر الإبراهيمي، الذي أقر بصعوبة الوساطة بين أناس، ينفي بعضهم بعضا، ولا يعترفون بمكانته مفاوضا ومفوضا.

وليس خافيا أن بعض دول القرار العالمي، مثل روسيا، لم تعد تبادل الماركيز دي ميستورا، خريج مجلات الموضة اللماعة، الود، ووجهت الخارجية الروسية في أكثر من مناسبة انتقادات لتصريحات صدرت عن الموظف الأممي، اعتبرتها موسكو منحازة للمعارضة السورية.

وتنظر الحكومة السورية للماركيز دي ميستورا بعين الريبة. وينفجر غضب دمشق كلما عَنّ للمبعوث فتح ملف الانتهاكات أو طالب بتنازلات.

وترى المعارضات، خاصة تلك التي جرى استبعادها من جنيف الرابع، في دي ميستورا عدوا، بعد أن كانت تهرع للقائه، وتعبر عن الغضب لأنه أسقطها من قائمة المدعوين؛ وكأن الأمر يخص حفلة عرس أو وليمة بمناسبة ختان الأولاد!!

ويتسقط  المبعدون، أخبار المبعوث، وحياته الخاصة، ويفتشون في ملابس الأمم المتحدة الداخلية وفِي سجلاتها عن فضائح. وسواء عثروا على بقع داكنة أو سوداء في السجل الشخصي للماركيز فإن غيوما تتلبد حول مهمته. وثمة من يبحث عن بديل. قد يعين بعد فشل الطبعة الرابعة لجنيف.

وإذا تحققت التوقعات وجرى اختراع بديل، فالمبعوث الأممي الجديد سيحتاج إلى بضعة شهور، للدخول في المناخ السوري المتضاد، ويعني ذلك، زمنا  إضافيا يطيل عذابات السوريين الذين تكشف استطلاعات رأي تلفزيونية خاطفة، أن لا أحدا من بين الأحياء والمشردين والنازحين واللاجئين يعلق ولو ذرة أمل على ليالي جنيف.

ويتندر الطرفاء بأن طبعات جنيف ستتوالى حتى يبلغ المتفاوضون من العمر عتيا. وقد يظهر رئيس أمريكي، بعد عمر طويل لمؤتمرات جنيف، ويكون عندها حاكما لولاية واشنطن، إثر انفراط عقد الولايات المتحدة، ويطالب السوريين بتعويضات بنحو ملايين اليوانات الصينية لقاء مساهمة بلاده في تمويل المؤتمرات الخاصة بالتسوية السورية.

أما لماذا باليوان الصيني؟

ذلك لان بعض العّرافين يتكهنون بهيمنة العرق الأصفر على العالم! وما دامت السياسة بعد وصول زعامات عالمية لا يمكن التنبؤ بسلوكها، فان التنجيم يصبح بديلا عن التحليل السياسي.

طرفة؛ لكن فيها شيء من الحقيقة في ضوء مسلسل المؤتمرات لحل المعضلة السورية، كما الفلسطينية.

ألم نعاصر صبا وشباب وكهولة وشيخوخة المفاوضين الفلسطينيين، أطال الله في أعمارهم وثبتهم وراء الطاولات حتى القدر المحتوم والحق المرحوم! 

المصدر: روسيا اليوم