بعد أسبوع من الهجوم الصاروخي الثلاثي من قبل الولايات المتحدة وفرنسا و انجلترا علی  مناطق من  سوريا ، تشير نتائج هذه الهجمات إلى أن النتيجة کانت مختلفة عما توقعته هذه الدول.  و كان هدف الولايات المتحدة وحلفاؤها كسر الرهبة ومصداقية النظام السوري وحلفائه ، وخلق نوع من الاضطراب والإحباط وخيبة الأمل بين الجيش السوري لمواصلة الحرب على الإرهاب ، والتي استمرت لأكثر من سبع سنوات. لكن ما حدث بالفعل هو تعزيز الشعبية والقبول الشعبي للرئيس السوري بشار الأسد ، تعزيز معنويات الجيش لمواصلة القتال ضد الإرهابيين وتعميق التحالف بين النظام السوري وروسيا وإيران.

 و فی نفس السیاق،بعد ساعات قليلة فقط من الهجوم ، أعلن قائد الجيش السوري  عن التطهير  الکامل لمنطقة الغوطة الشرقية ، وعلى وجه الخصوص مدينة دوما ريف دمشق من الجماعات الإرهابية.  و هذا الإنجاز العسكري والاستراتيجي السريع الذي حققه الجيش السوري كان ردا عملیا علی الولايات المتحدة وحلفائها. لان الغوطة الشرقیة  كانت واحدة من أهم و في نفس الوقت أكبر المناطق الخاضعة لسیطرة الجماعات المسلحة التی تدعمها واشنطن وحلفاوها، و حالیا تحریرها کان یعتبر ضربة قویة لهم.

یجب ان نعتبر جزءا آخر من الإنجاز العسكري للجيش السوري ، عدم الإحباط وخيبة الأمل في مواجهة الدول الغازية التي کانت تهدف بدعم واضح  من عدد من الدول الغربية والعربية إلى التشکیک فی مصداقية وقوة هذا الجيش لمحاربة الجماعات الإرهابية وتقويض معنوياته. لكن البيان الصادر عن الجيش السوري أشار إلى أستمرار النضال ضد بقايا هذه الجماعات.

يمكن اعتبار تعزيز التحالف السوري الروسي نتيجة هامة أخرى للهجوم الثلاثي على سوريا. بعد ساعات قليلة من هذا الهجوم ، أعلن سيرجي رودسكوي ، رئيس هيئة أركان الجيش الروسي ، أن بلاده ستعيد النظر على الأرجح في قضية تسلیم منظومة الدفاع الصاروخي اس - 300  الی سوریا، مضيفًا:  اننا رفضنا في السنوات الماضیة، تسلیم منظومة اس – 300 الدفاعیة إلى سوريا بسبب طلب عدد من شرکائنا الغربیین ، ولكن في ضوء ما حدث الآن ، قد نعيد النظر في هذه المسألة ، ونسلمها إلى عدد من البلدان الأخرى ، بالإضافة إلى سوريا. كما أكد أن بلاده قامت بتوسيع منظومة الدفاع الجوي السوري بشكل كبير.

من ناحية أخرى ، بينما تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها التصرف بطريقة تظهر انهم حققوا أهدافهم في الهجوم على سوريا،  الا ان الخوف و الاحباط الذی یظهره الصهائنة بالنسبة لهذا الهجوم یدل علی ان ما حدث کان مجرد فعل رمزی.   و یکمن قلق الکیان الصهيوني فی أن الخطوة الأخيرة ستجعل الروس يسرعون خطتهم لبيع S-300 إلى سوريا  و في هذه الحالة ، سيواجه الجيش السوري الكثير من المشاكل على الجبهة الشمالية. و اشارت القناة الاسرائیلیة الثانیة الی هذا الموضوع معلنا أن هناک قلقا من ان بيع الأسلحة الروسية  المتطورة للسوريين سيحد من تحركات الجيش الإسرائيلي  و في الوقت نفسه ، تصبح مواجهة تهديد إيران فی الحدود الشمالية أكثر صعوبة.

وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية الی أهمية  مسالة تسليم منظومة اس - 300 إلى سوريا ، موکدا انه وفقا للخبراء والمسؤولين العسكريين والأمنيين الاسرائیلیین، لن تولي روسيا اهتماما لطلبات تل أبيب بعدم تسلیم هذه المنظومة إلى سوريا. لأن العلاقة بين تل أبيب وموسكو وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ الهجوم الإسرائيلي على قاعدة «تيفور» الجوية السورية وبعد الإعلان الإسرائيلي عن الهجوم الثلاثي على سوريا وتعاونها الاستخباراتي فی هذا المجال.