رمز الخبر: 6263
تأريخ النشر:18 September 2018 - 08:19
مستقبل الجماعات الإرهابية على مشارف معركة إدلب الحاسمة
أن مستقبل الجماعات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة في إدلب يمكن أن يودي الي نفس المصيرالذي حدث لإرهابي داعش. وأولئك الذين بقوا على قيد الحياة فهم لجووا الي المناطق النائية ويفكرون في الذهاب إلى بلدان أخرى . ومن المحتمل ايضا ان قيادة تنظيم القاعدة في سوريا ستسعى إلى تفعيل نواتها في بعض مناطق سوريا والدول الأوروبية و ستقوم مثل داعش بعمليات و تفجيرات ارهابية.
ان محافظة إدلب التي تقع شمال غرب سوريا ، هي الخيمة الأخيرة انتشر فيها عشرات الآلاف من الإرهابيين. و هم أشخاص  يشملون عددًا كبيرًا من الجماعات الإرهابية تراسها مجموعة تسمى "وفد تحرير الشام" (جبهة النصرة السابقة ، فرع تنظيم القاعدة في سوريا) و إلى جانبها  توجد جماعات أخرى لديها في الغالب أفكار قريبة من تنظيم القاعدة. و هذه الجماعات التي قد اضطرت الى الانتقال إلى هذه المنطقة بعد توسع سيطرة الجيش السوري علي أجزاء مختلفة من هذا البلد، هي في الواقع واحدة من معارضي الحكومة السورية ، والتي لم تکن هناک امکانية  المشاركة السياسية معها. وهذا في حين انه في الاجتماع الثلاثي الأخير بين إيران وروسيا وتركيا ، أعرب المشاركون عن عزمهم على مواصلة التعاون من أجل التدمير النهائي لداعش وجبهة النصرة ، وجميع الأفراد والجماعات والكيانات المرتبطة بالقاعدة أو داعش في سوريا ، والتي تم تحديدها من قبل مجلس الأمن الدولي.
و حاليا تکون العملية السياسية والميدانية المتعلقة بإدلب معقدة للغاية. لأن مجموعة من الجماعات المسلحة قد تجمعت في المنطقة وحتى بلد مثل تركيا لا يمكن أن يكون مؤيدا سياسيا لجميع هذه الجماعات. بالإضافة إلى ذلك ، فإن العديد من هذه الجماعات لديها مقاربات سلفية وإرهابية قريبة من تنظيم القاعدة. ان  الفصيل المسلح الرئيسي في ادلب هو «جبهة تحرير الشام» التي تشکلت موخرا و تتکون من 15 مجموعة، أكبرها «أحرار الشام»، و«حركة نور الدين زنكي »، و«صقور الشام» و«جيش الأحرار». يقال أن هذه الجبهة وحدها تضم 60،000 من القوات المسلحة. وبعد الجبهة السورية ، توجد مجموعة ما يسمى "تحرير الشام" ، التي تضم أكثر من 40 الف جندي ،  و تسيطر على أكثر من 70 بالمائة من إدلب. أما المجموعة الثالثة فهي "الجبهة الوطنية لتحرير سوريا" ، التي تركز أساسًا على الريف الغربي لمدينة حلب ومعرة النعمان وأريحا في ريف إدلب.
و توجد مجموعات اخري جنبا إلى جنب هذه الجماعات التي معظمها السلفيون-الوهابيون. و بعض هذه المجموعات هي "منظمة حراس الدين" التي أعلنت الولاء للقاعدة ،"حزب تركستان الإسلامي" ، الذي يعمل في منطقة جسر الشغور وأكثر من 5000 من قواته هم من الأويغور الصينيين الذين جاءوا إلى سوريا مع أسرهم في السنوات الأخيرة.  کما يتم نشر الإرهابيين من القوقاز والشيشان ، الذين يقع مقرهم الرئيسي في ريف حلب وريف اللاذقية ، وأهم المجموعات المرتبطة بها هي "اجداد الشام" ، بقيادة المسلم الشيشاني ، الذي تعاون مع تنظيم القاعدة في أفغانستان.
ففي مثل هذه الحالة ، فإن الخوف والقلق من البلدان الأوروبية هو أن الحد من نطاق تصرفات هؤلاء الإرهابيين في ادلب السورية في النهاية يدفعهم إلى أوروبا. ولهذا السبب تعارض وسائل الإعلام التابعة لها عمليات الجيش السوري لتحرير أدلب. لكن الوضع الحالي لإدلب غير مقبول من قبل الحكومة السورية وحلفائها في الحرب ضد الإرهاب ، کما ان هذا الوجود الهائل للإرهابيين في إدلب يجعل العملية السياسية غير ناجحة في حل الأزمة السورية.
بالنظر إلى ما قيل ، يمكن أن نستنتج أن مستقبل الجماعات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة في إدلب يمكن أن يودي الي نفس المصيرالذي حدث لإرهابي داعش. وأولئك الذين بقوا على قيد الحياة فهم لجووا الي المناطق النائية ويفكرون في الذهاب إلى بلدان أخرى . ومن المحتمل ايضا ان قيادة تنظيم القاعدة في سوريا ستسعى إلى تفعيل نواتها في بعض مناطق سوريا والدول الأوروبية و ستقوم مثل داعش بعمليات و تفجيرات ارهابية.