رمز الخبر: 6741
تأريخ النشر:16 February 2019 - 00:36
معايير مزدوجة للغرب عن فنزويلا واليمن
تنطبق "الانتخابات الجيدة" و "الانتخابات السيئة" للغربیین فی هذا السیاق. و تزعم الدول الغربية دعمها لتصويت الأغلبية في مختلف البلدان فی حین تمکن مادورو من حصول علی دعم معظم الناس بفوزه علی أكثر من 67 في المئة من الأصوات في فنزويلا.

النظرة المزدوجة للبلدان الغربية للتطورات الدولية أدت إلى مصطلحات مثل "الإرهاب الجيد" و "الإرهاب السيئ". في الواقع ، يحاول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تحقيق أهدافهما من خلال استغلال بعض القيم الدولية. ان التطورات في اليمن وفنزويلا هما مثالان جيدان جدا لدراسة هذه القضية. و جنبا إلى جنب مع الثورات العربية في عام 2011 ، انتفض الشعب اليمني أيضا ضد ديكتاتورية علي عبد الله صالح . و ادت هذه الانتفاضات في النهاية إلى هروب عبد الله صالح الی المملكة العربية السعودية في يونيو 2011 و فيما بعد، اضطر الرئيس المؤقت ، منصور هادي إلى الاستقالة والهروب. و دعا منصور هادی من عدن إلى تدخل عسكري من قبل دول الخليج الفارسی. و فی النهایة، في أبريل 1394 م، هاجمت المملكة العربية السعودية اليمن بتشکیل تحالف سعودی مع شعار استعادة الشرعية ودعم منصور هادي. الا انها سعت المملكة العربية السعودية والإمارات الی منع استقلال الیمن. واستمرت هذه الحرب من السنوات الأربع الماضية حتى اليوم ، واستشهد 100.000 طفل يمني بسبب الحصار والمرض. و بالإضافة إلى ذلك ، استشهد أكثر من 60 ألف يمني في هجمات التحالف السعودی ، وفقاً لتقرير الجارديان. کما یتعرض 14 مليون مواطن يمني للجوع والمجاعة. ويتم الإبلاغ عن  10000 حالة جديدة من الاصابة بالكوليرا كل أسبوع. و وفقا لتقديرات مجموعة "أنقذوا الأطفال" ، يتم استشهاد 77 طفلاً يومياً.

  بالتأكيد هذه الجرائم في اليمن تتم فقط بمساعدة الدول الغربية. فلقد باعت الولايات المتحدة أحدث الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية و فی صفقة واحدة فقط قدمت لها أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار. و تعتبر بريطانيا  كشريك للمملكة العربية السعودية في جرائمها ضد اليمن من خلال دعمها بالاسلحة لهذا البلد. و باستثناء بيع الأسلحة العسكرية ، لقد تم نشر صور عن وجود ضباط غربيين في غرفة الحرب اليمنية في الرياض مرات عديدة. و هذا الامر على الرغم من حقيقة أن أنصار الله انتفضت بدعم معظم الناس ضد عدوان بلد أجنبي و هی تقاوم. و في الواقع ، حتى على أساس القواعد القانونية التي اخترعتها الدول الغربية نفسها ، تعتبر مهاجمة دولة أخرى وغزوها عملا عدائيا وجنائيا ، و مخالفا للقانون الدولي. و ان الدول لها الحق في التصدي لعدوان الآخرين. لكن الدول الغربية لم تقم فقط بعدم اتخاذ إجراءات ضد الغزاة في اليمن، بل انها فی الواقع، شریکة الجریمة وتوفر المجال لمزيد من جرائم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في اليمن. و مثال آخر هو فنزويلا. ففی 3 فبراير  "خوان غوايدو" رئيس المجلس الوطني الفنزويلي وزعيم المعارضة التی تقوده الولایات المتحدة ، قدم نفسه  کالرئيس الفنزويلی المؤقت ثم أقسم بالولاء.و  بعد هذا العمل غير القانوني، اعترفت به الدول الغربية كرئيس شرعي. و في الواقع فيما یتعلق بموضوع فنزويلا، أنکرت الدول الغربية كل مزاعمهم فی مجال حقوق الإنسان والديمقراطية. لأن نيكولاس مادورو تم انتخابه کرئیس شرعی لفنزوئلا خلال الانتخابات في أبريل بحصوله على أكثر من 67 في المئة من الأصوات.و في الواقع اعترفت الدول الغربية بزعيم مجموعة معارضة كرئيس شرعی لفنزويلا في حين أن هذه الدول تتجاهل الانتخابات التي تدعي أنها قائدتها ، وسخرت فعليًا من أصوات الناس. ففی إطار النظام الدولي ، الذي صورته الدول الغربية نفسها ، یتم تأكيد شرعية السلطات السياسية من خلال الانتخابات وصوت الناس ، ولكن على ما يبدو هذا هو مجرد ادعاء. كما تنطبق "الانتخابات الجيدة" و "الانتخابات السيئة" للغربیین فی هذا السیاق. و تزعم الدول الغربية دعمها لتصويت الأغلبية في مختلف البلدان فی حین تمکن  مادورو من حصول علی دعم معظم الناس بفوزه علی أكثر من 67 في المئة من الأصوات في فنزويلا.