] لماذا اجتاحت تركيا جرابلس؟.. هل تغيرت السياسة انكارا تجاه دمشق؟
الرئیسیة >>  عمومی >> مقابلة
29 August 2016 - 14:02 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 1543

لماذا اجتاحت تركيا جرابلس؟.. هل تغيرت السياسة انكارا تجاه دمشق؟

اعتبر مدير مركز الدراسات العربية والدولية في لبنان، غالب قنديل " لا نستطيع ان نقول بان هناك حصل تغييرا واقعيا في السياسة التركية اتجاه الوضع في سوريا. اردوغان يخشي من انتشار واستقرار مواقع لقوات الحماية الكردية بالقرب من الحدود السورية الكردية".
موقع البصیرة / غالب قنديل


وفي حوار مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء، قال المحلل السياسي غابل قنديل أن: "التكفير الارهابي تم انشائه بواسطة الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة. علما ان في هذا الحلف هناك العديد من دول المنطقة مثل تركيا وقطر والسعودية ايضا مشاركون في هذه المؤامرة".

داريا موقع مهم وخطر

وأضاف: "داريا كانت موقعا مهما وخطرا لتلك العصابات والان تسنى للجيش العربي السوري بصبره وصموده وبفضل العمل الدؤوب والدقيق بان يصل للحظة التي يفرض فيها على الجماعات الارهابية ان تخرج من هذه المدينة.

المسلحون طلبوا العفو

وأوضح قنديل: "الان اضطر معظم المسلحين الى الخروج من المدينة والقاء السلاح والبعض منهم طلب العفو. المفارقة بشان توافق داريا هو ان المسلحين في داريا هم الذين طلبوا التفاوض من اجل الخروج من هذه المدينة. لذلك تعد هذه خطوه نوعية وجيدة في هذا الامر.

أهمية تحرير داريا

وحول أهمية تحرير داريا استراتيجيا قال: "بهذا الاتفاق فان استطاعت الحكومة السورية تخليص العاصمة دمشق من الضغط الذي كان يمارس على خاصرة دمشق العاصمة من قبل الجماعات الارهابية المسلحة. هؤلاء الجماعات الارهابية طيلة فترة حضورها في داريا تمكنت من قتل العديد من الناس الابرياء في دمشق وذلك من خلال اطلاق القذائف علي الاحياء السكانية في دمشق".

وتابع قائلا: "خلال السنوات الماضية الجماعات التكفيرية والارهابية المسلحة استطاعت خلق الاجواء المتوترة في العاصمة. الان ما حصل وجرى اليوم يمكن ان يصبح مقدمة وبداية من اجل تكرار نفس هذه الحالة لباقي المدن السورية التي تواجه نفس الازمة. الانهيار المعنوي والتضعضع وانعدام الثقة في القدرة على الاستمرار حاليا تنتشر في صفوف المعارضة المسلحة السورية. كل هذه الحالات يمكن مشاهدتها من خلال شبكات التواصل الاجتماعية المتعلقة لتلك الجماعات الارهابية المسلحة".

هل ستتكرر فصول داريا؟

وحول إمكانية تكرار فصول داريا وتحرير مناطق أخرى بأسلوب مشابه قال: "في الغوطة بالتحديد ستكون هناك فصول مشابهة لما حصل بخصوص داريا. وبعدها في الايام القادمة ستتكرر نفس الحالات في اكثر من موقع ومنطقه اخرى من سوريا. الان هناك في العديد من المناطق الاخرى السورية التي سيطر عليها المسلحون هم يطالبون بالتفاوض مع الحكومة السورية من اجل الخروج من هذه المناطق. انهم يبحثون عن سبل المصالحة ويبحثون عن طرق للتفاوض من اجل الخروج من المناطق التي سيطروا عليها من قبل".

هل تغيرت السياسة التركية تجاه سوريا؟

وحول حصول تغيير في السياسة التركية تجاه سوريا، قال: "مع احترامي لكل الذين يتحدثون عن حصول تغير في السلوك التركي اتجاه النظام في سوريا اقوال وبكل صراحة، حتى الان ليس هناك اي وقائع صلبة من قبل النظام في تركيا اتجاه سوريا لكي يمكن الاعتماد عليها من اجل الوصول لمثل هذه الاستنتاجات.

وأوضح: "عمليا ماتزال العصابات الارهابية تتلقى الدعم من النظام التركي عبر الحدود التركية. المخابرات التركية ترسل الدعم اليهم عبر الحدود ويشمل هذا الدعم الذخائر والسلاح و الاموال والمعلومات وحتى في بعض الاحيان هذه الاجهزة الاستخباراتية تجهز الارهابيين بالمسلحين كذلك".

لماذا اجتاحت تركيا جرابلس؟

وحول أسباب الاجتياح التركي لجرابلس قال: "تركيا قامت وتقوم بتنفيذ خطة احتلال في داخل الاراضي السورية. هي دخلت الاراضي السورية تحت خطاء الطيران الامريكي وتحت غطاء الدعم السياسي من قبل معاون الرئيس الامريكي جو بايدن. الان تركيا جاءت الى جرابلس و الارهاب حل محل ارهاب اخر".

وأضاف: "هي لم تتدخل في سوريا عبر اتفاق سياسي مع الحكومة الشرعية السورية في دمشق. وهذا الامر هو يخالف القانون الدولي ويخالف كذلك الدستور السوري. هذا التواجد التركي الان يعد اعتداءً من قبل دولة اخرى على سيادة الدولة السورية".

قنديل: الولايات المتحدة البلد الاستعماري الذي دار كل ويلات المنطقة والعالم

واستطرد قائلا: "هناك الكثير من الكلام يتردد بخصوص تركيا وحتي قبل حصول محاولة الانقلاب العسكري الفاشل في هذا البلد. البعض كان يعتقد بان النظام التركي بعد محاولة الانقلاب سيسعى من اجل تعديل بعض السياسات، الاحداث المتواصلة تؤكد بان ما حصل يظهر ان تركيا على ثبات في اتباع نهجها فيما قبل الانقلاب. انها لحد الان تتبع حلف الناتو وانها لحد الان تتبع حلفها مع الولايات المتحدة البلد الاستعماري الذي دار كل الويلات التي تعاني منها دول المنطقة والعالم".

تركيا تساير روسيا وإيران

وحول العلاقات التريكو الإيرانية قال: "طبعا تركيا تسعي الى مسايرة الطلبات الروسية والايرانية في هذه الاثناء. لان هناك مصالح حيوية تجمع كل من روسية وايران مع تركيا والجميع يعرف مدى قوة وقدرة هاتين الدولتين العظيمتين في المنطقة. هاتين الدولتين داعمتين لسوريا ومؤثرتين على الواقع في المعادلة السورية".

وتابع: " رغم كل ذلك لا نستطيع ان نقول بان هناك حصل تغييرا واقعيا في السياسة التركية اتجاه الوضع في سوريا. اردوغان يخشي من انتشار واستقرار مواقع لقوات الحماية الكردية بالقرب من الحدود السورية الكردية. طبعا هناك تداخل سكاني بين اكراد سوريا واكراد تركيا علي امتداد الحدود السورية التركية".

قوات إرهابية أخرى حلت بدلا من داعش في جرابلس

وقال: "تركيا تعتقد بان هذا التقارب يسهل عملية نقل السلاح والتجربة العسكرية من اكراد سوريا الى اكراد تركيا. اردوغان الان يريد القضاء على هذا التهديد. لذلك ما يقوم به نظامه في سوريا وما تقوم به قواته العسكرية على ارض سوريا هو من اجل تحقيق ذلك وليس كما يدعي ويكذب حيث يقول انه جاء من اجل محاربة داعش".

وأضاف: "داعش نعرف جيدا انها تمتد باعصابها التنظيمية و المالية والعسكرية و حتى المخابراتية في الداخل التركي و ان عملية جرابلس هي عملية تسليم وتسلم. هناك من اوعز لداعش في جرابلس من امريكا او تركيا او باقي الدول المنضوية في ذلك التحالف من اجل خروجها من هذه المدينة من دون اي نزاع. وحل محلها قوات ارهابية اخرى مدعومة من قبل المخابرات التركية في المدينة. هذه مغزى يجب فضحها ويجب التصدي لها. هذه المؤامرة يجب فضحها لكل القوى العاملة في المنطقة وسوريا".
المصدر: وکالة تسنیم للانباء
mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@