] التقارب المصري التركي "يثير قلق" الاخوان المسلمين
أوروبا >>  أوروبا >> مطالب ستون وسط
21 September 2016 - 10:50 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 1677
لقاء شكري وجاويش اوغلو في فنزويلا هل يمهد للقاء قمة بين السيسي واردوغان؟

التقارب المصري التركي "يثير قلق" الاخوان المسلمين

لا نعتقد ان حركة “الاخوان المسلمين” وانصارها سيشعرون بالارتياح لتواتر انباء الانفتاح التركي التدريجي على مصر، وحكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو الانفتاح الذي تجسد في اللقاء الذي تم يوم السبت الماضي على هامش قمة عدم الانحياز التي عقدت في فنزويلا بين السيد سامح شكري، وزير خارجية مصر، ونظيره التركي مولود جاويش اوغلو، فتركيا كانت الداعم الاكبر للحركة الى جانب دولة قطر، والمشكك الاكبر بشرعية الحكومة المصرية الحالية، انتصارا للرئيس المنتخب محمد مرسي، الذي يقبع خلف القضبان حاليا.

هذا اللقاء لم يات بطريق الصدفة، وانما بعد "غزل” متسارع بين البلدين، خاصة من قبل السيد بن علي يلدريم، رئيس الوزراء التركي، الذي تحدث اكثر من مرة عن رغبة بلاده في تطبيع العلاقات بين تركيا ومصر وسورية، في اطار سياسة حكومته بحل جميع الخلافات مع الجيران.

السيد هاني خلاف، مساعد وزير الخارجية المصري، اعتبر ان لقاء الوزيرين في كاراكاس يعتبر فاتحة جديدة لكسر الجليد بين انقرة والقاهرة، ونوع من التواصل ربما يهدف الى البحث في الشأن السوري بطريقة يكون فيها الحضور المصري اكبر واكثر تأثيرا، واضاف "ان هناك احتمالات لتطوير العلاقات المصرية القطرية ايضا، او تجميدها عند حد معين لا يسمح بتدهورها او تراجعها”.

هناك تكهنات رائجة في اروقة الامم المتحدة، حيث يتواجد زعماء ووزراء خارجية عرب ومسلمين، تتحدث عن احتمال حدوث لقاءات مفاجئة، من بينها لقاء بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وامير قطر الشيخ تميم بن حمد، والرئيس السيسي ونظيره التركي رجب طيب اردوغان، ولكن لا توجد اي تأكيدات رسمية في هذا الخصوص.

الحكومة المصرية تتحسس كثيرا من وجود عدة قنوات تلفزيونية للمعارضة الاخوانية في مدينة اسطنبول تشن هجمات شرسة ضدها، والرئس السيسي على وجه الخصوص، ويتردد ان معظم التمويل يأتي من دولة قطر، وهو ما ينفيه اصحابها وقطر معا، وهذا ما يفسر دعوة السيد خلاف "ان البدء اولا بوقف التراشق الاعلامي بين القاهرة وانقرة، وعدم تحميل منابر اعلامية تركية مسؤولية اي شيء سلبي يحدث في مصر ثم الولوج الى فرصة لاعادة جسور الثقة بين العاصمتين لان هناك مصالح مشتركة تتعلق بالتجارة والاستثمارات”.

المصالحة التركية الروسية لعبت دورا كبيرا في تلطيف الاجواء بين القاهرة وانقرة، وبين الاخيرة ودمشق، خاصة ان العلاقات الروسية المصرية تتطور بشكل ايجابي متسارع، وقام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتبادل الزيارات مع نظيره المصري السيسي، وتوقيع الاخير صفقات اسلحة روسية متطورة تزيد قيمتها عن خمسة مليارات دولار، وربما اكثر.

مصادر دبلوماسية في اسطنبول اكدت لـ”راي اليوم” ان وزارة الخارجية التركية استدعت اصحاب محطات تلفزة مصرية معارضة، وطلبت منهم وقف شن اي هجمات اعلامية ضد "دول الجوار”، في اشارة واضحة الى مصر، كما قامت السلطات التركية بإغلاق مكتب لمحطة تلفزيونية متهمة بأنها مقربة من حركة "الاخوان”، بحجة ممارسة العمل دون اوراق رسمية معتمدة.

التقارب المصري التركي "الخجول” و”المتدحرج”، الذي يتزامن مع تقارب تركي سوري، يعكس مراجعة شبه جذرية للسياسة التي اتبعها الرئيس رجب طيب اردوغان وحكومته طوال السنوات الخمس الماضية، خاصة الشق المتعلق منه بدعم "ثورات” الربيع العربي، بعدما ادرك انها باتت تنعكس سلبا على تركيا، ولعل تصريحات السيد يلدريم المفاجئة قبل يومين التي تحدث فيها عن "مؤامرة” تستهدف تركيا ووحدتها الجغرافية والديمغرافية، وتقسيمها احد ابز الادلة في هذا الصدد.

السياح الاتراك عادوا الى شرم الشيخ بعد انقطاع طويل، ولا نستبعد عودة قريبة للسفير التركي الى القاهرة، التي اُبعد منها بعد تصريحات للرئيس اردوغان هاجم فيها "الانقلاب” المصري الذي اطاح بالرئيس مرسي.

تركيا تتغير.. والمنطقة كلها تتغير.. ومن حق "الاخوان المسلمين” التي باتت اسطنبول "مربط خيلهم” ان يقلقوا من هذا التغيير.

"راي اليوم”
mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@