آفاق بدء عملیات تحریر مدینة الرقة؛ اتفاق تعاون بین الولایات المتحدة و ترکیا

موقع البصیرة / محمد رضا فرهادي

قد اخبرت قوات سوریا الدیموقراطیة عن بدء عملیات باسم «غضب الفرات» لتحریر مدینة الرقة. وقد اعلنت هذه القوات ان هذه العملیات قد بدأت بتعاون قوات التحالف المناهضة لداعش و تدیرها القوات الدیموقراطیة فردیا و هذا في وقت قد کانت اخبرت بعض وسائل الاعلام سابقا عن تعاون قوات التحالف في هذه العملیات. وفقا لما جاء في هذا الخبر قد اعلنت قوات سوریا الدیموقراطیة رغم انه لایوجد اي علاقة بین عملیات مدینة الموصل و مدینة الرقة سیشارک نحو 30 الف عنصر في عملیة تحریر مدینة الرقة بما بینها 10 الف من الاعراب السوریین. قد اکدت قوات سوریا الدیموقراطیة ایضا انها قد اسس مقر لقیادة عملیات تحریر مدینة الرقة و هذه العملیات بسبب حساسیتها العالیة یمکن ان تستمر لمدة طویلة و یمکن ان لا تسفر عن نتیجة منشودة بسهولة . سابقا کانت قد اعلنت بعض مصادر مقربة من قوات سوریا الدیموقراطیة ان هذه العملیات ستبدأ في عدة محاور منها منطقة «عین العیسی» على بعد حوالي 35 كم من مدينة الرقة. ومن اهم الأسئلة التي یمکن أن تطرح في عملیة تحریر مدینة الرقة ما هي اهداف الولایات المتحدة و قوات التحالف المناهضة لداعش من هذه العملیات و ما هو دور ترکیا و الاطراف الاخری فيها؟

1. ترجو الولایات المتحدة عبر تحریر مدینة الرقة  استقرار المجموعات المسلحة المدعومة من قبل السعودیة و ترکیا في هذه المدینة، الأمر الذي یمکن أن یکشف الستار عن خطة«ب» الامریکیة في سوریا و في النهایة الی تجزئة سوریا او استقرار نظام الفدرالیة فیها. قال وزیر الدفاع الامریکي، أشتون کارتر، خلال اجتماع صحفي قبل بضعة ایام: نحن نرید بمساندة قوات تتمکن من تنفیذ العملیات  ندخل مدینة الرقة و نلقي الحصار و نسیطر علیها تماما و نتفاوض في هذا الخصوص مع ترکیا عن دورها المحتملة في مستقبل مدینة الرقة. وفي حالة فشل داعش في مدینة الموصل و الرقة ستسجل الولایات المتحدة عبر قیادة قوات التحالف انجازا کبیرا لتحقیق مصالحها.

2. ان الولایات المتحدة تسعی لاحلال جو نفسي وسیع لتبریر اجراءاتها في المنطقة. في الحقیقة ان الهجوم الارضي لقوات التحالف علی مدینة الرقة  لیس اجرءا سهلا و لا نستطیع تفسیرها الا ان نقول انها تستهدف انشاء عملیة نفسیة مناهضة لداعش و متنافسة مع سوریا و حلفاءها و انه لا یوجد اي تناسق بین عملیات الولایات المتحدة المیدانیة و اجراءاتها العسکرية- الأمنية و تشبه اکثر بکثیر بعملیة نفسیة منها الی عملیة میدانیة.   

3. ان الحکومة السوریة لاترغب بأي وجه أن تدیر الولایات المتحدة وحلفاءها عملیة مدینة الرقة و تحاول ان یتم تسجیل فتح مدینة الرقة و السیطرة علی داعش باسم الجیش السوري دون قوات التحالف. و النقطة الأخری ان الولایات المتحدة لاترید الاطاحة بداعش تماما و من احدی اهداف الهجمات التي تشن علی مدینة الرقة هي تهجیر داعش الی المناطق الاخری منها الی مدینة حلب  و الاستفادة من الفوائد الموجودة في هذه العملیة الترویجیة حتی تؤجل مثلا عملیة انتصار تحریر مدینة الرقة علی ایدي سوریا و حلفاءها او تساعد علی انتکاسها في النهایة.

4. قد تم اتفاق سري بین ترکیا و الولایات المتحدة في هذه العملیة. قد اعلن بنتاغون، وزیر الدفاع الامریکي: «قد تباحث القادة العسکریین في الولایات المتحدة و حلفاءهم في ترکیا في اطار عملیة التحالف العالمي المناهض لداعش تفاصیل عملیة استعادة مدینة الرقة و السیطرة علیها». و قد اثبتت التجارب ان الولایات المتحدة تستخدم الاکراد کوسیلة لالقاء الضغط علی ترکیا و سوریا. 

في المجموع علینا أن نقول: ان مدینة الرقة کمرکز رئیسي لقوات داعش في سوریا تشکل هدفا رئیسیا هاما لسوریا و حلفاءها و ایضا قوات التحالف المدعية للنضال مع داعش بقیادة الولایات المتحدة. ان عملیات تحریر مدینة الرقة و دور الولایات المتحدة و ترکیا في الواقع قبل ان تکون لهزم داعش و الوصول الی اهداف خاصة اخری تستهدف انشاء عملیة نفسیة دعائیة في هذه المدینة و بالاضافة ان الخلاف الموجود بین الممثلین المشارکین في هذه العملیة(الترکیین و الاکراد) لا تري آفاقا واضحة عن عملیة تحریر مدینة الرقة.

المصدر: البصیرة