] من تهديد ترامبي الی حذر سعودی.. ما هو مستقبل استيراد النفط السعودي؟
أمریکا >>  أمریکا >> تیتر یک سرویس ثقافه
22 November 2016 - 16:01 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 2129

من تهديد ترامبي الی حذر سعودی.. ما هو مستقبل استيراد النفط السعودي؟

حديث ترامب يأتي في وقت تواجه فيه الرياض ضغوطًا اقتصادية حادة نتيجة التراجع الكبير في أسعار النفط، الأمر الذي دفع المملكة للرد على تصريحاته، إذ أفادت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية، الثلاثاء الماضي، أن السعودية حذرت ترامب، بشأن وقف استيراد النفط من الخارج، وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، قال إن مثل هذا التحرّك سيضر بالاقتصاد الأمريكي، وإن المملكة حذرت ترامب من أنه سيضر بسلامة اقتصاد بلاده إذا تحرك لتنفيذ وعود حملته الانتخابية المتعلقة بوقف واردات النفط.

حول تهدید ترامب و التحذیر السعودي 
بدأت بوادر الحرب الكلامية بين الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب والسعودية تلوح في الأفق، فقد سبق أن تعهد ترامب بأن يجعل السعودية تدفع ضريبة الحماية التي تقدمها لها الولايات المتحدة، ولوح بأنه قد يوقف واردات النفط من السعودية ودول عربية أخرى، إذا لم تشارك بقوات برية لمحاربة "داعش”، أو على الأقل دفع بدل مادي للولايات المتحدة مقابل جهود محاربة الجماعة الإرهابية، ويبدو أن ترامب بدأ في تنفيذ تعهداته قبل حتى تنصيبه كرئيس للدولة.
ترامب قال إن أمريكا بحاجة لمنع كل واردات النفط الخام من السعودية، وأوضحت مجلة فوربس الأمريكية، خلال تقرير نشرته، أن ترامب تعهد بتأمين الاستقلال الكامل بمجال الطاقة بدلًا من استيراد الخام ممن وصفهم بالأعداء وعصابات النفط.
حديث ترامب يأتي في وقت تواجه فيه الرياض ضغوطًا اقتصادية حادة نتيجة التراجع الكبير في أسعار النفط، الأمر الذي دفع المملكة للرد على تصريحاته، إذ أفادت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية، الثلاثاء الماضي، أن السعودية حذرت ترامب، بشأن وقف استيراد النفط من الخارج، وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، قال إن مثل هذا التحرّك سيضر بالاقتصاد الأمريكي، وإن المملكة حذرت ترامب من أنه سيضر بسلامة اقتصاد بلاده إذا تحرك لتنفيذ وعود حملته الانتخابية المتعلقة بوقف واردات النفط.
في ذات الإطار، أشار الفالح، إلى أن الولايات المتحدة، على الرغم من استيرادها ملايين من براميل النفط، إلا أنها استفادت أكثر من أي أحد آخر من التجارة العالمية الحرّة، ومن قدرتها على بيع كميات كبيرة من المنتجات المصدرة بحرية كبيرة، وأكد الوزير السعودي أن التجارة الحرة هي التي عززت صناعة تكرير النفط المزدهرة، وثورة النفط الصخري التي كانت قادرة على خلق كثير من فرص العمل، معتبرًا أن الطاقة هي شريان الحياة بالنسبة للاقتصاد العالمي.
ودعا الفالح في تصريحاته للصحيفة البريطانية بأن يتم تقديم المشورة لترامب من جانب مستشاريه والكونجرس بأن لا يقدم على مثل هذه السياسة لمصلحة الاقتصاد الأميركي، ومبدأ حرية التجارة. مضيفاً في ذات الوقت أن المملكة تعطي الإدارة الجديدة الكثير من الوقت لهضم جميع القضايا المشتركة بين البلدين بما فيها سياسات الطاقة والنفط.
وربط الفالح في تصريحاته مسألة استيراد النفط السعودي من جانب واشنطن بعدة أمور أخرى، أهمها اتفاقية «باريس-فيدا» الخاصة بمكافحة التغير المناخي والاحتباس الحراري، قائلاً أن تصريحات ترامب الانتخابية حول هذه الأمور يعبر عن حاجة الإدارة الجديدة لمزيد من الوقت لتفهم أن ما يقال في الحملة الانتخابية يعاد تقييمه بعدها وخاصة إذا نجح صاحبها في الانتخابات.
لم يعد خافيًا موقف الرئيس الأمريكي الجديد من السعودية، فقد سبق أن وجه ترامب العديد من الاتهامات للرياض أثناء حملته الانتخابية، من بينها دعم المملكة للعصابات الإجرامية في الشرق الأوسط وزعزعة اسقرار المنطقة، وقال: "لا تعتقدوا أن المجموعات الوهابية التي خلقتموها وطلبتم منها نشر الظلام والوحشية وذبح الإنسان وتدمير الحياة ستقف إلى جانبكم وتحميكم، فهؤلاء لا مكان لهم في الأرض إلا في حضنكم وتحت ظل حكمكم، لهذا سيأتون إليكم من كل مكان وسينقلبون عليكم ويومها سيقومون بأكلكم”.
وفي حديث آخر، طالب ترامب النظام السعودي بدفع ثلاثة أرباع ثروته كبدل عن الحماية التي تقدمها القوات الأمريكية لـ”آل سعود” داخليًا وخارجيًا، وقال: الآن لا يستطيع أحد إزعاج السعودية لأننا نرعاها، وهم لا يدفعون لنا ثمنا عادلًا، إننا نخسر كل شيء.
وفي الشأن اليمني لم يتأخر ترامب في مهاجمة المملكة أيضًا، حيث قال إن الرياض تسعى للهيمنة على النفط في اليمن، وأضاف: "السعودية تجري وتلهث خلف اليمن، وإذا كنتم لا تعرفون ما السبب فإنه النفط”.
تصريحات ترامب ومواقفه السابقة خلال حملته الانتخابية وحتى بعد فوزه بالرئاسة، دفعت العديد من المراقبين إلى القول بأن العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية ستختلف جذريًا بعد تولي ترامب الرئاسة الأمريكية، فربما تتحول إلى علاقة ابتزاز غير مسبوقة، تسعى خلالها واشنطن إلى نهب ما تبقى من ثروات المملكة مقابل حمايتها أو إعطائها الضوء الأخضر في مواقفها الدولية.

فيما يخص النفط تحديداً، نجد أن سياسة ترامب النفطية القائمة على الاكتفاء الذاتي بديلاً عن النفط السعودي الرخيص، تفاقم من أزمة الرياض المستفحلة منذ عامين، والمتمثلة في تخفيض سعر النفط بشكل متعمد ليهوي من سقف 100 دولار ويزيد للبرميل لأقل من 40 دولار للبرميل، وهو ما كانت السعودية تبتغي من هذا التخفيض أمرين؛ الأول سياسي وهو ضغط على الأسواق الإيرانية والروسية لمسائل لها علاقة بالملف السوري والملف النووي الإيراني، وهو ما أخفق بسبب توقيع الاتفاق النووي وزيادة الطلب على النفط الإيراني بعد رفع العقوبات من عليه، وثانياً كبح موسكو لجماح المخطط السعودي واضطرار الرياض لفتح مفاوضات لمحاولة ضبط سعر النفط بعيداً حتى عن منظمة «أوبك»، والثاني والأهم هو ضرب صناعة النفط الصخري الأميركية، والتي دخلت إلى مرحلة الجدوى الاقتصادية بتكلفة استخراج البرميل إلى ما دون 80 دولار، وبالتالي بيعه ب100 دولار يحقق هامش ربحي يجعل من الصناعة جدوى اقتصادية ذات إمكانية توسعية، وهو ما تخشاه المملكة فعمدت إلى تخفيض سعر النفط، ولكن هذا الأمر ارتد عليها بشكل سلبي، فالسبب الأول تجاوزته كل من موسكو وطهران على النحو السابق ذكره، أما السبب الثاني والأهم هو نجاح شركات النفط الصخري في الوصول إلى طريقة خفضت تكاليف استخراج البرميل الواحد إلى ما دون ال40 دولاراً، وبالتالي فأنه حتى مع انخفاض سعره سيكون مُجدي اقتصادياً، وأضف إلى السابق كله عزم الرئيس الأميركي الجديد على التحول في إستراتيجية الطاقة لأكبر اقتصاد عالمي بحجم الاقتصاد الأميركي.
وجدير بالذكر هنا لاستيضاح صورة كاملة أن السعودية تعاني في الآونة الأخيرة من تعثر اقتصادي وصل لدرجة العجز في الموازنة العامة والاستدانة من الخارج، في وقت انخفضت فيه أسعار النفط، وكذا ارتفعت فاتورة حروب المملكة في اليمن وسوريا وفاتورة السلاح، وهو ما جعل المملكة تغير في تكتيكات مالها السياسي، والنموذج الأبرز هو الحالة المصرية، حيث بدأت السعودية منذ 2015 تقليص مساعداتها الاقتصادية لمصر، التي بحسب الرؤية السعودية، لم توفي شروط وطلبات المملكة بشكل كامل، وبالتالي تم تقليص المساعدات ثم قطعها، وقياساً مع فارق فأن المملكة مالت إلى استخدام سلاح المال السياسي بشكل رادع؛ فمثلاً في حالة «جاستا» توجهت الرياض إلى التهديد بسحب أرصدتها الإستراتيجية وأصولها في الولايات المتحدة، وحالياً وبعد فوز ترامب، الذي يستهدف وقف استيراد النفط من المملكة ومن الخارج عموما، عادت الرياض إلى التلويح بمالها السياسي مرة أخرى وفي أفق جديدة وصلت إلى حد التهديد العلني المزمع تنفيذه، خاصة مع تصاعد توقعات في دوائر سياسية وبحثية وأمنية أميركية عن انهيار وشيك للدولة السعودية.
ما هو مستقبل استیراد النف من السعودیة
و اما حول امکانیة  تنفيذ وعد ترامب بوقف استيراد النفط من المملكة أكد الخبير في أسواق المال والطاقة، جون كيمب، أن تعهد المرشح الجمهوري الفائز بالرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، لمؤيديه بوقف استيراد النفط الخام من المملكة "خاو، ولا يمكن تنفيذه على أرض الواقع".
وجاء في  مقال لـ "كيمب"، الذي نشرته وكالة رويترز، الأربعاء (16 نوفمبر 2016)، أنه يرى أن تعهد ترامب يأتي ضمن "معظم الوعود الرنانة التي قدمها لمؤيديه خلال حملته الانتخابية، وهي مجرد وعود استعراضية" حسب تعبيره.
وأضاف أن ترامب كان حريصًا خلال حملته على أن يجمع الناس حوله، ولذلك لم يتمكن من تقديم برنامج مفصل حول الطريقة التي ستعمل بها حكومته.
وتابع كيمب: "أعتقد أن هؤلاء الذين صوتوا لصالح ترامب تعاملوا مع تصريحاته على أنها تصريحات جادة ولم ينظروا إليها على أنها مجرد كلام".
ويرى خبير أسواق المال والطاقة أن اعتقاد ترامب بإمكانية فرض حظر على استيراد النفط الخام من المملكة لا يمكن حمله محمل الجد "إذ إن الهدف منه هو حشد تأييد العاملين في مجال النفط، الذين أضناهم الانخفاض الكبير الذي يشهده سعر النفط بالأسواق العالمية، لصالحه" بحسب المقال.
وشرع الكاتب في إيضاح الأسباب الذي جعلته متأكدا من أن ترامب لن يستطيع تنفيذ وعده: "من الواضح أمام الجميع في الوقت الحالي أن ترامب ليس له برنامج ولا سياسة نفطية واضحة تمكنه من تنفيذ هذه الوعود على أرض الواقع".
وأشار كيمب إلى أن إدارة ترامب لن تتمكن أبدا من فرض هذا الحظر لأسباب سياسية، وهي أن أسواق النفط الخام والمكرر "عالمية" بشكل أساسي، ومن غير المعقول أن يتحدث أحد فيها عن رغبته في تحقيق الاستقلال بمجال الطاقة.
ولفت الكاتب إلى أن المعلومات لدى ترامب حول حاجة الولايات المتحدة الأمريكية لاستيراد النفط الخام من المملكة غير صحيحة، فالأسواق الأمريكية لم تكن يوما معتمدة على الشرق الأوسط للحصول على النفط، والدليل على هذا أن أوروبا وآسيا كانتا تستوردان كميات من النفط أكثر من تلك التي تستوردها الولايات المتحدة من الشرق الأوسط.
وأكد كيمب أن الولايات المتحدة الأمريكية بعيدة تماما عن تحقيق حالة الإكتفاء الذاتي بما لديها من نفط خام.
وأوضح الكاتب: "حتى في حال تمكن مصافي النفط الصخري من العمل بأقصى طاقة لديها فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستظل تعاني عجزًا في 7 ملايين برميل من النفط الخام عليها أن تستوردها لتغذي مصافيها البترولية، إذ إن معظم المصافي تحتاج لخليط من النفط الخام الخفيف والثقيل لكي تعمل بشكل جيد".
وأشار خبير أسواق المال والطاقة إلى أن "النفط الصخري الذي تنتجه الولايات المتحدة الأمريكية غالبا ما يكون من نوع النفط الخام الخفيف ولذلك تعتمد شركات النفط الصخري المحلية على النفط الخام الثقيل الذي يتم استيراده من المملكة لتكوين الخليط المطلوب لضمان عمل المصافي بشكل فعال
الاعلام السعودی و تخفيف لهجة التهديد
من جه اخری حاول موقع العربیة السعودیة  لتخفیف لهجة تهدید الرئیس الامریکی الجدید و کتبت رقية علي الزميع فی موقع العربیة‌ السعودیة حول هذا الموضوع و قالت فیها:
 «... صدرت عن الرئيس الأمريكي - المنتخب – ترامب، خلال الحملة الانتخابية تصريحات نارية وأحيانا هلامية وغير واضحة المعالم حول عدد من القضايا المرتبطة بالشرق الأوسط. فحول الاتفاق النووي مع إيران، على سبيل المثال، ندد الرئيس المنتخب بتفاصيل الاتفاق، لكنه لم يتعهد بإلغائه، بالنسبة للعلاقات السعودية الأمريكية هل يجب أن نقلق كثيرا؟ أما ما يخص المملكة من تلك التصريحات هو بعض ما ذكره بأن الولايات المتحدة ملتزمة بحماية المملكة العربية السعودية وأنها – أي الولايات المتحدة – بحاجة إلى أن تقوم المملكة بمساعدتها اقتصادياً. بالإضافة الى وعوده بتحقيق استقلال أمريكي كامل في مجال الطاقة.
ليس من الحكمة الادعاء بعدم الاكتراث لأهمية العلاقات مع الولايات المتحدة لأي دولة في العالم، والمملكة العربية السعودية تنظر بالكثير من الجدية والاهتمام لعلاقاتها مع واشنطن ولعقود طويلة ظلت العلاقات الخارجية بين الدولتين استراتيجية وقوية وإيجابية...
المملكة العربية السعودية هي أقرب حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأكثرهم احتراما. التحالف بين البلدين واجه التحديات لأكثر من 70 عاماً، الخليج العربي مهم للولايات المتحدة لأنه طريق استراتيجي للوصول إلى موارد الطاقة في منطقة الشرق الأوسط. وصادرات النفط في هذه المنطقة يجب أن تكون محمية من أي تهديد قد يعترضها.
العلاقة بين البلدين قد واجهت العديد من التحديات في الماضي، في الواقع لم تكن العلاقات مع إدارة الرئيس أوباما هي الأسوأ في تاريخ العلاقات السعودية الأمريكية ولكن عمق العلاقة والمصالح المشتركة التي تجمع الحلفاء هو ما يمنحها الأهمية والاستمرار وتجاوز الخلافات. خلال إدارة الرئيس نيكسون حدثت أزمة الطاقة عام 1973، وضعت المملكة العربية السعودية حظراً نفطياً ضد الولايات المتحدة وأوروبا لموقفها خلال حرب أكتوبر، وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية كان ولا يزال موقف المملكة المؤيد والمدافع عن الحق الفلسطيني مقابل الموقف الأمريكي المنحاز لإسرائيل، وتجاوز البلدان أزمة هجمات الحادي عشر من سبتمبر، التي كان لها تأثير سلبي كبير على المستوى السياسي والمستوى الشعبي والتي استطاع البلدان تجاوزها بالرغم من محاولات الكثيرين لاستغلالها...
أدركت المملكة العربية السعودية بأهمية وجود حلفاء متعددين لها في المنطقة. ومع ذلك، كان للبلدين العديد من نقاط الالتقاء في تاريخهم لمواجهة النقاط الخلافية التي تتعرض للعلاقة بين البلدين. وكانت نقاط الالتقاء المعارضة للشيوعية، والتصدي للثورة الإيرانية، والاستقرار في حقول النفط، المعارضة لغزو العراق للكويت في عام 1989، ومكافحة الإرهاب. وبالرغم من تلك التحديات إلا أن العلاقة بين البلدين ظلت أكثر سمكا من النفط، فالنفط كان ولا يزال موجودا لدى العديد من الدول التي لم تكن لها علاقة متميزة مع الولايات المتحدة لنفس السبب، لذلك من الضروري التأكيد على أن ما يجمع العلاقة بين واشنطن والرياض كثير من المصالح.
أولاً: أن البلدين مع رواسب ضخمة من النفط، يحتاجان دائماً التعاون في قضايا السياسة المتعلقة بسوق النفط العالمية.
ثانياً: وعلى الرغم من تحول السياسة الخارجية في واشنطن إلى الشرق، ظلت المملكة العربية السعودية بشدة في المدار الجغرافي السياسي في واشنطن. كأعظم حليف أجنبي للولايات المتحدة في مواجهة الإرهاب وسجلها الحافل بالإنجازات محلياً ودوليا التي لا غنى للولايات المتحدة عن التعاون معها في هذا الملف. ويتعين عليهما بذل المزيد من الجهد في تعاونهما في مجال مكافحة الإرهاب على الصعيدين المحلي والعالمي. على حد سواء، كل من الرياض وواشنطن، مهتمتان بمكافحة أنشطة منظمة القاعدة بالإضافة الى مشاركتهما في التحالف الدولي لمحاربة داعش، ومن الضروري الاستمرار في محاربة الجماعات المتطرفة من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية وتبادل التجارب الناجحة بمشاركة جميع العناصر الفاعلة الرئيسية، الأمر الذي سوف ينعكس على مكافحة الإرهاب عالمياً. إذا استمر التعاون على جميع المستويات، الانتصارات سوف تصبح قابلة للتحقيق.
ثالثاً: دور المملكة المحوري في السلام والأمن في الشرق الأوسط، على صعيد الصراع في سوريا، تتضاعف الفرصة لحل الأزمة باستمرار التعاون والجهود التي يبذلها البلدان معا، فالمملكة واستنادا إلى بيان جنيف1 تسعى بكل الجهود لتسوية الأزمة السورية وحلها سياسياً وحشد المعارضة السورية ودعم تنظيم صفوفها. كما قدمت الولايات المتحدة الدعم الاستخباراتي للتحالف الذي تقوده المملكة لمحاربة المتمردين الحوثيين في اليمن.
الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لديهما رؤية مشتركة للقضايا العالمية. في ضوء تغير المشهد الجغرافي السياسي وعلى الرغم من التحديات التي تواجه البلدين في علاقاتهما الخارجية، سيكون حاسما للبلدين الحفاظ على علاقات قوية ومواصلة العلاقات الودية. صنّاع السياسة في الولايات المتحدة بحاجة إلى أن يدركوا أن المملكة العربية السعودية هي من أهم الحلفاء لهم في العالم الإسلامي. ليس صحيحا بأن المملكة تمثل فقط أكبر احتياطي للنفط في العالم ومتحكم رئيسي في سوق النفط فقط ولكن وهو ما تدركه الإدارات الأمريكية المتعاقبة جيدا، بأن المملكة تحتفظ بموقعها الديني كأرض للحرمين الشريفين ومهد للعقيدة الإسلامية.
وعلى الرغم من الفوارق الاجتماعية والثقافية بين البلدين إلا أن المصالح الاستراتيجية هي ما كان وسيظل يجمع أي إدارة أمريكية بالمملكة، فالإدارات الأمريكية تتغير والعلاقة بين البلدين ثابتة وتتطور بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين. التحديات العالمية بحاجة إلى استجابة منسقة من هاتين الدولتين بما يمثلان من ثقل اقتصادي وسياسي عالمي، وباستمرار التنسيق والعمل المشترك بالتأكيد سوف يتحقق المزيد.»
ولکن،‌ وبشكل عام، فإن مبعث القلق السعودي من التحول المزمع الذي وعد به ترامب ناخبيه يكمن في عدم وضوح سياسات الأخير المستقبلية، التي لم تكن محددة وإنما عبارة في مجملها عن شعارات ولافتات ووعود دون تفاصيل أو برنامج، ولذلك فإن الرياض تعوّل حالياً على مراجعة تصريحات ترامب "النفطية” إبان حملته الانتخابية، وإحباط أن تتحول هذه الشعارات والتصريحات إلى سياسات عامة إستراتيجية، وهذا الأمر نفسه ينطبق على أكثر من ملف وقضية تتماس فيها المصالح الأميركية مع السعودية أو تتضاد، ولكن كلها رهن ما ستؤول إليه سياسات ترامب بعد دخوله البيت الأبيض.
المصدر: موقع البصیرة

mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@