ابومازن؛ مصدر هدوء لکیان في منحدر الانهیار

موقع البصیرة / مهدي برجمي بور

و هذا في حالة قال رئیس دائرة ابحاث الاستخبارات العسکریة في الکیان الصهیوني الغاصب(امان)،العمید درور شالوم خلال اجتماع مع اعضاء لجنة الامن و السیاسة الخارجیة بالبرلمان (کنیست) في الکیان الصهیوني: هذا الادعاء بانه لایوجد اي اساس سیاسي لتحقیق السلام السیاسي، خاطئ. واستطرد قائلا: ربما یمکن بیاناتي تسیئ البعض لکن من بدایة سنة 2004م حتی الآن یحکم شخص باسم ابومازن محمود عباس في فلسطین الذي یشکل مصدر الهدوء و یناهض الارهاب و لا اساس للحصول علی عملیة سیاسیة للمصالحة.

ان هذه البیانات و ان تضاد مواقف بنیامین نتانیاهو، رئیس الحکومة الصهیونیة الوهمیة و افيغدور ليبرمان، وزیر الحرب في هذا الکیان تحکي عن اطمئنان المنظمات الامنیة للکیان الصهیوني الغاصب بالتزام محمودعباس، رئیس السلطة الفلسطینیة، بتحقیق عملیة المصالحة السلمیة.

بینما تبحث المصادر التحلیلیة و المؤسسات الفکریة في الکیان الصهیوني السیناریوهات المحتملة في مرحلة ما بعد عباس و تخبر عن سیناریو انهیار السلطة الفلسطینیة کقضیة حاسمة لکن في هذه الظروف الراهنة ما هو السبب الرئیسي الذي اکره رئیس دائرة البحوث و الاستخبارات العسکریة في قوات النظام الصهیوني الغاصب المحتل(امان) علی هذه البیانات؟

نعم، ان هذه البیانات من قبل السلطات العسکریة الامنیة في الکیان الصهیوني لیست بجدیدة و اظهر الجنرال هرتسي هالوي ، رئیس وکالة الاستخبارات العسکریة في الکیان الصهیوني قبل 10 اشهر بیانات مثیرة للتفکیر في لجنة الامن و السیاسة الخارجیة(کینیست) و طالب بنتانیاهو التحدث مع محمود عباس باکثر جدیة.

ان هذه المواقف المتناقضة الموجودة بین السلطات السیاسیة و الامنیة للکیان الصهیوني الغاصب ازاء خیار ابومازن بصرف النظر عن کونها تحکي عن العاب صائغ وراء السلطات الصهیونیة المجرمة تحکي عن حقیقة هامة و ذلک بان محمود عباس في الوقت الراهن هو الشریک الحقیقي الوحید للمصالحة مع الکیان الصهیوني الغاصب في ساحة فلسطین الداخلیة. لکن لاعطاء مفهوم اکثر لهذا الموضوع علینا ان نجیب الی هذا السؤال، ما هو السبب الذي اجبر السلطات الامنیة في الکیان الصهیوني علی الادلاء بهذه البیانات و من جهة اخری یتخذ نتانیاهو و آخرون في لعبة صائغ موقفا متباینا  ضدهم؟ للاجابة عن هذا السؤال من الضروري هنا الاشارة الی عدة نقاط هامة.

الاولی: ان اتخاذ نتانیاهو و السلطات السیاسیة الصهیونیة من وقت لآخر مواقفا شدیدة ضد محمود عباس لیس موضوعا جدیدا و قبل هذا کانت تتخذ السلطات الصهیونیة الاخری منها ارییل شارون و شیمون بیریز هذه المواقف حتی تعلن ان السلطات الصهیونیة لیست مستعدة للمصالحة مع اسرائیل و بهذا السبب کانت هذه البیانات بیانات دعائیة و في قالب لغز مصنوع سابقا.

الثانیة: ان السلطات الامنیة و العسکریة في الکیان الصهیوني الغاصب التي تلعب دورا هاما في قرارات هذا الکیان المحتل تؤکد دائما علی هذه النقطة من الواجب ان تبقی العلاقات مع محمود عباس و المشارکة المبدئیة مع السلطة الفلسطینیة علی حیاتها و تحکي قبل کل شيء عن التحدیات الامنیة الداخلیة لهذا الکیان الذي في منحدر الانهیار و تبذل کل جهودها لابقاء خیار ابومازن الذي یشکل مصدر الامن الرئیسي في الساحة الداخلیة لفلسطین المحتلة.

الثالثة: نظرا الی الوضع الامني الداخلي في الکیان الصهیوني لا یکون لابومازن اي مکانة في الرأي العام في فلسطین حتی ینجي کیانا یکون في منحدر الانهیار.

 موقع البصیرة