] الكونغرس الأمريكي بدیل عن القوة الناعمة و القوة الصلبة
أمریکا >>  أمریکا >> تیتر یک سرویس ثقافه
18 December 2016 - 11:46 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 2315

الكونغرس الأمريكي بدیل عن القوة الناعمة و القوة الصلبة

ان ترامب الذي تولی علی منصب الرئاسة مؤخرا یعلم انه لایقدر علی تطویق الازمات الداخلیة و الخارجیة في الولایات المتحدة و في الوقت نفسه لایمکن لبلده شن حرب جدیدة و یعمل کجورج بوش. علی هذا قد اتخذ بالاعتماد علی اداة الکونغرس سیاسة خلق الأعداء الخارجیین و بطبیعة الحال تهدید البلدان العالمیة حتی یستطیع من خلاله التمثیل بالسیطرة العالمیة للولایات المتحدة.
موقع البصیرة / قاسم غفوري
ان تطورات الولایات المتحدة الداخلیة التي تحدث حول موضوع الفوز المفاجئ لترامب في الانتخابات الرئاسیة قد تحولت الی احدی المحاور الاعلامیة السیاسیة في العالم. بینما تقترب فترة رئاسة باراک اوباما من نهایتها یحاول الکونغرس بالتزامن مع نشأة انصار ترامب، الرئیس الامریکي القادم، للموافقة علی سلسلة من القرارات في محورین: الاول: الموافقة علی قرارات عسکریة کالموافقة علی میزانیة ذات قیمة 611 ملیار دولار و التاکید علی وجوب التواجد العسکري للولایات المتحدة في عدة مناطق مختلفة من العالم و بالمقابل یؤکد القادة العسکریون علی وجوب تعزیز السیاسة العسکریة للمواجهة مع تهدیدات الصین و روسیا و ایران و الکوریا الشمالیة ضد الولایات المتحدة. و من الرائع ان نعلم ان استخدام الارهاب لیس في اولویات سیاسات الولایات المتحدة و بل انها تستخدم التواجد العسکري في المناطق المختلفة من العالم کاداة للمواجهة مع تهدیدات هذه البلدان الاربعة دون ان یقوم باي مواجهة مع الارهاب. و الثاني هي قرارات تتخذ في اطار عقوبات شدیدة تفرض علی اعداء الولایات المتحدة اي ایران و روسیا و الصین و الکوریا الشمالیة. و من احدی هذه الاجراءات الموافقة علی التجدید الآخر لقانون عقوبات «داماتو» ضد ایران التي تشکل القسم الاعظم منها العقوبات النوویة و فرض عقوبات جدیدة علی روسیا و الکوریا الشمالیة و التاکید علی المواجهة الاقتصادیة مع الصین. 
و من الضروري الانتباه الی اصل هام و ذلک ان قرارات الکونغرس تنفذ باجماع الحزبین الجمهوري و الدیموقراطي بینما انهما کانا یعانیان اشد التوترات خلال فترة السنوات الثماني لرئاسة اوباما فمن الطبیعي ان یکون الکونغرس مرکزا لمواجهاتهما و ان لم ینته الی اجتماعهما الشامل. خلال نظرة عابرة في هذه الظروف من الممکن ان نعتبر سیرالعمل في الکونغرس مثالا لعبة فوز الطرفین لحکومة اوباما و ترامب في الکونغرس. ان اوباما الذي ما حقق اي انجاز في المستوی الاقلیمي و الدولي یستخدم هذه القرارات باعتبارها علامة للقوة ازاء التهدیدات التي توجه ضد الولایات المتحدة کما یتحدث علی النقیض من تصریحاته السابقة و التزاماته في برنامج خطة العمل المشترکة الشاملة عن توقیعه علی عقوبات قانون «داماتو» ضد ایران. ان ترامب الذي تولی علی منصب الرئاسة مؤخرا یعلم انه لایقدر علی تطویق الازمات الداخلیة و الخارجیة في الولایات المتحدة و في الوقت نفسه لایمکن لبلده شن حرب جدیدة و یعمل کجورج بوش. علی هذا قد اتخذ بالاعتماد علی اداة الکونغرس سیاسة خلق الأعداء الخارجیین و بطبیعة الحال تهدید البلدان العالمیة حتی یستطیع من خلاله التمثیل بالسیطرة العالمیة للولایات المتحدة. بعبارة اخری بامکاننا ان نقول ان ما یحدث في الکونغرس الامریکي لا ینبع من قدرة الولایات المتحدة بل من تحدیاتها الداخلیة و الخارجیة التي تحاول عبر خیارها الداخلي اي الجهاز التشریعي للتغطیة علیها. ان الولایات المتحدة التي قد فقدت قوة سیاستها العسکریة (القوة الصلبة) و دبلوماسیتها (القوة الناعمة) قد اضطرت الی اتخاذ خیار بدیل باسم البرلمان حتی تستطیع عبر طریق تفککها الداخلي و الانهیار الخارجي  تخفي نفسها عن انظار العالم.
ان الولایات المتحدة تضطر في فترة رئاسة ترامب الی العزلة الداخلیة و ان حافظت علی سیطرتها العالمیة في الظاهر. ان الولایات المتحدة لا تقدر علی استخدام القوة الناعمة و الصلبة فمن هذه الجهة علیها ان تختار خیارا بدیلا آخر لانشاء اجماع داخلي و تطبیع نفسها في العالم. 
 ان القرارات التي تتخذ في الکونغرس في اطار فرض العقوبات علی البلدان الاخری جنبا الی اجراءات السلطة القضائیة لالقاء الضغوط علی البلدان (کالعشرات من الاحکام التي صدرت ضد ایران من اجل تجمید اموالها) تعد سلاح الولایات المتحدة لاظهار معاناتها من عدو خارجي الی الشعب الامریکي و ایضا اداة لالقاء الضغط علی البلدان الاخری. ان الولایات المتحدة ترجو عبر اتخاذ سیاسة العقوبات الشدیدة تحقیق هذین الهدفین حتی تصمد من خلالها امام تفککها الداخلي و اضافة الی ذلک تحث البلدان الاخری علی اعطاء امتیازات لها.
موقع البصیرة

mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@