] ما هو اهداف الموساد الاسرائيلي من إغتیال الزواري؟
غرب آسیا >>  غرب آسیا >> تیتر یک سرویس ایران
24 December 2016 - 11:38 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 2342

ما هو اهداف الموساد الاسرائيلي من إغتیال الزواري؟

وأشارت المصادر إلى أن "إسرائيل تحسبت لإمكانية أن تشرع حماس في توظيف هذه الطائرات في جمع المعلومات الاستخبارية عبر التصوير، أو استخدامها في شن غارات هجومية على أهداف محددة". وأضافت أن "أول استخدام عملياتي لهذه الطائرات من قبل حماس تم خلال حرب 2014"، مشيرة إلى أن "حماس أجرت تدريبات مكثفة على الطائرات من دون طيار خلال عام 2015".

وقُتل المهندس محمد الزواري قبل اکثر من اسبوع، داخل سيارته أمام منزله في مدينة صفاقس، ثاني أكبر المدن التونسية رميا بالرصاص. 
المهندس "الزواري" من مواليد عام (1966)، وهو مخترع أول طائرة دون طيار في تونس، وهو طيّار سابق في شركة الخطوط التونسية، وكان يعمل مهندسًا بإحدى الدول العربية ومتزوج من امرأة سورية، ومديرًا تجاريًا بشركة خاصة، وطالب دكتوراة بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس، وهو مؤسس نادي الطيران الجامعي في المدرسة التونسية للمهندسين.
وفي عام 1991، هرب الزواري من نظام بن علي إلى عدة دول من بينها السودان التي أقام بها 3 سنوات، قبل أن يستقر في سوريا، ويتزوج بسورية، إلى أن عاد بعد الثورة وواصل دراسته للحصول على شهادة الدكتوراة.
في البداية قيل إنّها قضية "حق عام"، وبعد تطورات متلاحقة أصبحنا نتحدّث عن عملية اغتيال لعالم تونسي له اتصال بحركة المقاومة الإسلامية "حماس و 8  طلقات نارية مباشرة بجمجمته أثناء جلوسه بسيارته أمام منزله في منطقة العين بمحافظة صفاقس جنوب تونس، كانت كفيلة باغتياله وإنهاء حياته العملية والعلمية، بعدها مباشرة نشرت وزارة الداخلية التونسية بلاغًا، قالت فيه إنه تم العثور على جثة مواطن تونسي داخل سيارته وأمام منزله يبلغ من العمر 49 سنة ويعمل كمدير تجاري بشركة خاصة، وتبين حسب المعاينات الأولية أنّه تعرض إلى طلق ناري.
بعد هذا البلاغ، نشرت الوزارة بلاغًا ثانيًا، أكّدت فيه تمكن الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بإدارة الشرطة العدلية بالتعاون مع وحدات إقليم الأمن الوطني بصفاقس من إيقاف 5 أشخاص يشتبه في تورطهم بجريمة القتل التي وقعت يوم 15 من ديسمبر 2016 في منطقة العين ولاية صفاقس، والتي استهدفت مواطنًا تونسيًا يبلغ من العمر 49 سنة داخل سيارته وأمام منزله.
لتتمكن وحدات الأمن التونسي بعد ذلك من حجز 4 سيارات خفيفة لها علاقة بجريمة الاغتيال، من بينها اثنتين تم تسويغهما من شركة كراء سيارات وهمية بتونس العاصمة لمدة شهر، وقد سجل وجودهم في صفاقس منذ 3 أيام وهي سيارات على علاقة مباشرة بتنفيذ الجريمة حيث وقع العثور داخل إحداها، على مسدسين وكاتمي صوت، وعقد كراء السيارتين. 
هل الموساد متورط بالعملية؟
ورغم قول مساعد الوكيل العام لمحكمة الاستئناف بصفاقس مراد التركي، في تصريحات إعلامية، إنه من السابق لأوانه الحديث عن إضفاء صبغة إرهابية للقضية المذكورة، فإن المعطيات التي تم كشفها في علاقة بالقضية تؤكّد عكس ذلك، خاصة بعد التقارير التي أفادت بعمل الزواري مع الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وتورط الموساد الإسرائيلي في عملية الاغتيال، وما نشرته قناة الجزيرة في وقت لاحق من مساء هذا اليوم -بعد نشر هذا التقرير بساعات- عن مصدر خاص بكتائب القسام، أكد فيه أن الزواري كان عضوًا بكتائب القسام، وهو أحد رواد مشروع الطائرات بدون طيار، التي تعمل عليها الكتائب في قطاع غزة.
الصحافة الإسرائيلية تناولت عملية الاغتيال ونسبت بعضها تنفيذ العملية إلى جهاز الموساد، حيث نشر موقع "جوريزلم بوست" مقالًا تحت عنوان "تقارير: الموساد يغتال مجنّدًا لحماس في تونس"، وأفاد المقال أن محمد الزواري المعروف لدى "إسرائيل" باسم "المهندس" وُجد مقتولًا قرب سيارته في مدينة صفاقس بحسب ما أعلنته وسائل إعلام محلية تونسية.
وقال الموقع إن الجهات الرسمية الإسرائيلية، لم تردّ بعد على الاتهامات باغتيال الزواري، "المعروف باتصالاته مع حركة حماس، والذي يعود له الفضل في تطوير عدد من الطائرات من دون طيار التي تملكها الحركة" حسب ما جاء في المقال.
وتناولت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية خبر اغتيال المهندس الزواري، وذكرت الصحيفة أن الإعلام التونسي يتهم بهذه العملية جهاز الموساد الإسرائيلي، مشيرة إلى تدوينة الإعلامي التونسي برهان بسيّس الذي أفاد بأن الزواري كان على علاقة مع حركة حماس منذ مغادرته تونس سنة 1991 باتجاه سوريا، وقال ذات المصدر إن محمد الزواري بات مقربًا جدًا من الحركة التي وصفتها بـ"الإرهابية"، وقدم لها المساعدة بفضل خبراته الهندسية، كما كان تحت مراقبة الموساد الإسرائيلي. 
وقالت القناة الإسرائيلية العاشرة إن السلطات التونسية تعتقد أن هناك 3 أجانب يحملون الجنسية الأوروبية والمغربية وراء العملية، كما أفادت نفس القناة بأن تقريرًا ثانيًا يشير إلى أن مواطنة من هنغاريا التقت بالمهندس التونسي الرفيع منتحلة صفة صحفية، وأضاف القناة الإسرائيلية على موقعها الرسمي أن اللقاء جرى بوجود رجل آخر، مؤكدة أن المرأة تركت المكان بسرعة.
من جهة اخری اتّهم الإعلامي التونسي "برهان بسيس"، الموساد الاسرائيلي باغتيال المهندس محمد الزواري وكتب تدوينة في موقعه على الفيسبوك جاء فيها: "عاجل وخطير: معطيات من مصادر موثوقة حول اغتيال محمد الزواري في صفاقس محمد الزواري خرج من تونس سنة 1991 استقر لمدة قصيرة في ليبيا ثم السودان ثم سوريا، في سوريا ربط علاقات متطورة مع حركة حماس الفلسطينية، وكان مقربًا منها ليتعاون مع جناحها العسكري الذي استفاد من مهاراته العلمية ونبوغه، رصده الموساد الإسرائيلي منذ مدة وكان محل متابعة إلى حدود آخر تنقل له الذي كان منذ مدة قصيرة في لبنان، قبل أن يعود إلى تونس وصفاقس تحديدًا التي تم اغتياله فيها.. الخلاصة: الموساد الإسرائيلي نفذ عملية الاغتيال بصفاقس".
ليكتب بسيس بعدها مباشرة، تدوينة أخرى جاء فيها: "أريد أن يكون كلامي هذا آخر ما أتورط فيه في المجادلة العقيمة مع التشكيك الساذج المغلف بخليط من الجهل وسوء النية.. من ينتظر تبنيًا إسرائيليًا رسميًا لجريمة الاغتيال عليه أن ينتظر إلى قيام عيسى، فإسرائيل على مر تاريخها الطويل في العمليات الخارجية لم تعترف بأي واحدة منها لأنها ستكون تحت طائلة القانون الدولي.. من قائمة غولدا إلى اغتيال المبحوح مرورًا بعملية قصف حمام الشاطئ وما أوضحها استعراضية، ورغم ذلك إلى الآن لا تعترف بها أو تتبناها رسميًا".
ما هو الأهداف من المنظور الإسرائيلي؟
لمّحت وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى أن تصفية محمد الزواري مرتبطة بالأساس برغبة إسرائيل في تحسين مكانتها في أية حرب مستقبلية ضد حركة "حماس" في قطاع غزة. في هذا السياق، قال المعلق العسكري لموقع "والا" الإخباري أمير بوحبوط، إن "القدرات القتالية والميدانية لحركة حماس، تغيّرت بشكل واضح منذ أن شرعت الحركة بالتزود بالطائرات من دون طيار، التي كان الزواري أحد المسؤولين عن تطويرها لصالح الحركة". وفي تعليق نشره الموقع أمس الأحد، أشار بوحبوط إلى أن "الطائرات من دون طيار باتت مركباً أساسياً من مركبات القوة العسكرية للحركة وأحد مصادر التهديد الجدية لإسرائيل". وكشف أن "تصفية مهندس الطائرات من دون طيار على ما يبدو، جاءت لتقليص حجم التحديات أمام سلاح الجو الإسرائيلي، على اعتبار أن قدرة هذا السلاح على إسقاط هذه الطائرات خلال الحروب غير مضمونة".
ونقل بوحبوط عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن "الطائرات من دون طيار التي تمتلكها حركة حماس ستشكل تهديداً جدياً للجبهة الداخلية الإسرائيلية"، لافتاً إلى أن "كل الدلائل تشير إلى أن جهود حماس لتعزيز قدراتها الجوية لم تتوقف". وحسب المصادر الأمنية، فقد "قررت حماس التزود بالطائرات من دون طيار في أعقاب حرب 2008"، مشيرة إلى أنها "شرعت بشراء نماذج صغيرة وبسيطة من هذه الطائرات من الخارج وتهريبها عبر الأنفاق".
وادعت المصادر أن "إسرائيل قامت خلال حرب 2012 بمهاجمة مخزن يحتوي على الطائرات من دون طيار، إلى جانب قيامها بنشر فيديو يظهر فيه نشطاء التنظيم وهم يتدربون على استخدام هذه الطائرات في منطقة خان يونس، جنوب القطاع".
وأشارت المصادر إلى أن "إسرائيل تحسبت لإمكانية أن تشرع حماس في توظيف هذه الطائرات في جمع المعلومات الاستخبارية عبر التصوير، أو استخدامها في شن غارات هجومية على أهداف محددة". وأضافت أن "أول استخدام عملياتي لهذه الطائرات من قبل حماس تم خلال حرب 2014"، مشيرة إلى أن "حماس أجرت تدريبات مكثفة على الطائرات من دون طيار خلال عام 2015".
وتابعت المصادر قائلة إن "حماس أجرت في سبتمبر/أيلول الماضي، تدريبا آخر على الطائرات من دون طيار"، منوّهة إلى أن "سلاح الجو الإسرائيلي أسقط إحدى الطائرات التي استخدمت في التدريب فوق البحر الأبيض". وشددت المصادر على أن "هناك شكوكا بأن يكون بوسع سلاح الجو الإسرائيلي خلال الحروب والمواجهات العسكرية، التعاطي مع تهديد الطائرات من دون طيار".
من جهته، اعتبر مراسل الشؤون الفلسطينية في قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية عيدو حمو، أن "تصفية الزواري تهدف إلى إحباط توجه حركة حماس لتحسين قدراتها القتالية في الحرب المقبلة". وذكر في تقرير بثته القناة، مساء السبت، أن "إعلان كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عضوية الزواري في صفوفها ومسؤوليته عن تطوير طائرات أبابيل، يدل على أن تصفية الزواري جاءت بهدف الإحباط". وقد أعطت صحيفة "يسرائيل هيوم"، والمقرّبة من ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الانطباع بأن إسرائيل هي المسؤولة عن تصفية الزواري. ففي مقال افتتاحي نشرته الصحيفة أمس، وكتبه كبير معلقيها الدبلوماسي السابق بوعز بيسموط، جاء فيه أن "موت الزواري جاء ليثبت أن كل إرهابي لا يمكنه أن يشعر بالأمان حتى لو كان على أرض عربية وعلى بعد آلاف الأميال".
واعتبر بيسموط أن "عملية الاغتيال تشير إلى أن الموساد استعاد عافيته بعد الضربة التي وُجّهت للجهاز في أعقاب تصفيته القيادي في حماس محمود المبحوح في دبي عام 2010، بعد انكشاف صور وأسماء 11 شخصاً شاركوا في عملية الاغتيال".
من ناحيته قال معلق الشؤون العسكرية في قناة التلفزة العاشرة أورن هيلر، إن "ما يثير الرعب في إسرائيل هو أن تتمكن حركة حماس من خلال الخدمات التي يوفرها الزواري وغيره، من التزود بطائرات من دون طيار انتحارية، بمعنى أنه يكون بالإمكان تزويدها بالمتفجرات وبرمجتها بحيث تنقض على أهداف محددة من الأعلى".
من ناحيته، قدّم أحد كبار المعلقين في الشؤون الاستخبارية في إسرائيل رونين بريغمان، حواراً مفترضاً بين نتنياهو ورئيس جهاز الموساد يوسي كوهين، تكهّن بتقديم الأخير اقتراح تصفية الزواري. وخلال مشاركته في برنامج بثته قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة مساء الجمعة، رجّح بريغمان أن "يكون كوهين قد طمأن نتنياهو بأن ما حدث عند اغتيال المبحوح لا يمكن أن يتكرر على اعتبار أن الأوضاع الأمنية في تونس هشة بشكل يساعد الموساد على العمل". وتوقعت قناة التلفزة الثانية مساء السبت، أن "يشجع نجاح تصفية الزواري نتنياهو في المصادقة على المزيد من مخططات التصفية التي يقدمها الموساد".
موقع البصیرة
mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@