] اقتتال أميركي بريطاني خلف الكواليس حول الكيان الاسرائيلي
أوروبا >>  أوروبا >> مطالب ستون وسط
03 January 2017 - 10:53 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 2378

اقتتال أميركي بريطاني خلف الكواليس حول الكيان الاسرائيلي

تظهر التعليقات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أن أمريكا تدين بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي وبشكل كبير ناهيك عن العديد من ردود الفعل الأمريكية تجاه نتنياهو والكيان الإسرائيلي ،أما في الطرف المقابل كان موقف تيريزا ماي، رئيس الوزراء البريطانية يميل إلى الطرف الإسرائيلي بشكل ملحوظ، حيث استنكرت ماي تصريحات كيري، الأمر الذي فسره الكثير من النقاد بأنه اقتتال حاد بين أمريكا وبريطانيا سببه إسرائيل.
حيث وصف المتحدث باسم رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي تصريحات جون كيري أن الهجوم على حكومة منتخبة ديمقراطيا أمر "غير لائق، حيث أكد المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية  على أن "الاستيطان ليس هو المشكلة الوحيدة"، وقال "لذلك لا يجب التركيز على مشكلة واحدة، وهي الاستيطان في مفاوضات السلام، فالصراع الفلسطيني الإسرائيلي أكثر تعقيدا"، وأضاف "ليس من اللائق انتقاد حكومة منتخبة لدولة حليفة".

وبالرغم من أن خطاب كيري كان متماشيا مع السياسة البريطانية، قالت ماي: إنه كان هجوما غير مناسب على الحكومة الإسرائيلية، ركز بشكل كبير على النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية كعقبة أمام تحقيق السلام.

وكان كيري قد قال في تصريحات له في وزارة الخارجية الأمريكية: إن السياسات الإسرائيلية تسير وفقا للاتجاهات "الأكثر تطرفا" داخل الائتلاف الحاكم في الحكومة الإسرائيلية، محذرا من أن مستقبل حل الدولتين للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني في خطر جسيم.

وحول هذا التوتر الذي بات ملحوظاً في العلاقات الأمريكية البريطانية قالت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية في تقرير لها نشر منذ أسبوع: إنه يوجد الآن إجراءات غير تقليدية تسببت بتدهور العلاقات البريطانية مع الحكومة الحالية الأمريكية المتمثلة بباراك أوباما، وتضيف الصحيفة، إن المواجهة الدبلوماسية النادرة بين بريطانيا وأمريكا تسلط الضوء على حقيقة أن إدارة أوباما وفي عشية رحيلها من البيت الأبيض هي _وأكثر من أي وقت مضى_على علاقة غير جيدة مع بريطانيا كما تسلط الضوء  على الساحة الدولية وتحديدا بعد وصول ترامب، بأن هناك تصنيفات جديدة لرؤية أمريكا وحلفائها في الفترة المقبلة.

حيث إن هذا التناقض بين أمريكا وبريطانيا على وجه الخصوص يعتبر غير متوقع فقبل قرار مجلس الأمن الأخير الذي يدين المستوطنات الإسرائيلية، اعتبرت حكومة

تيريزا ماي نفسها كوسيط بين أمريكا والمصالح الفلسطينية، ووفقا لذلك، يحاول الدبلوماسيون البريطانيون شرح لهجة القرار الأخير بأنه قرار غير مقبول من قبل أمريكا.

وبدورها قالت صحيفة واشنطن بوست في مقال تحليلي لها: إن قرار مجلس الأمن الأخير يعتبر من العلامات الإيجابية بين علاقة نتنياهو ودونالد ترامب المستقبلية، لا بل إن الصحيفة الأمريكية اعتبرت الأمر (ورقة رابحة لإسرائيل) .

في أي حال، فإن عمل الحكومة البريطانية مؤخرا في انتقاد أمريكا صراحة لموقف الحكومة المعادية لإسرائيل يعد محاولة جادة من قبل البريطانيين لتعزيز موقفهم.

ويتساءل نقاد عن الموقف البريطاني تجاه إسرائيل فلطاما اتسمت العلاقات البريطانية الاسرائيلة بالتوتر  حيث عبرت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن استغرابها لعضوية النائبة البريطانية نياز شاه بلجنة الداخلية في البرلمان البريطاني، وتحدثت الصحيفة عن  دعوة شاه التي انتخبت لعضوية البرلمان البريطاني في مايو/أيار الماضي عن منطقة غرب برادفورد- لتهجير اليهود الإسرائيليين إلى الولايات المتحدة، وعرضها خلال حرب إسرائيل الأخيرة على غزة عام 2014 خارطة لإسرائيل داخل الأراضي الأمريكية كتبت عليها "يمكن للفلسطينيين استعادة أراضيهم".

ويرى مراقبون أنه وفي مثل هذه الظروف والمواقف الأخيرة التي اتبعتها بريطانيا تجاه إسرائيل، فإن بريطانيا تحاول ضرب عصفورين بحجر واحد، وذلك تماشيا مع المواقف الظاهرية لترامب تجاه إسرائيل أيضا وذلك وسط سعيها لتقوية نفوذها في الشرق الأوسط.

يذكر أن العلاقات بين بريطانيا وأمريكا ومنذ الأزل تشهد مشاحنات وتوترات كبيرة ففي جنيف سنة 1872م، تلقت أمريكا تعويضات مالية وصلت لمبلغ 15 مليون ونصف المليون دولار من بريطانيا، لأن البريطانيين كانوا يدعمون الحركات المعادية للولايات المتحدة خلال فترة الحرب الأهلية، وكانت بداية الحرب العالمية الأولى، عندما زاد التوتر بين بريطانيا والإمبراطورية الألمانية العظمى، حيث كانت أمريكا في البداية تقف موقفاً حيادياً، ولكن بعد استغاثة بريطانيا من الولايات المتحدة والحرب الإعلامية على ألمانيا أيدت الولايات المتحدة وانضمت معها في الحرب العالمية الأولى.

الوقت
mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@