] بعد 100 عام .. تركيا مجددًا "رجل أوروبا المريض"!
أوروبا >>  أوروبا >> مطالب ستون وسط
04 January 2017 - 10:35 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 2391
صحيفة بريطانية:

بعد 100 عام .. تركيا مجددًا "رجل أوروبا المريض"!

طرح المؤرخ الأكاديمي مارك ألموند، في مقاله بصحيفة ديلي تليغراف البريطانية، تساؤلًا حول الوضع الراهن ل‍تركيا قائلًا: "هل تتحول تركيا إلى رجل أوروبا المريض؟".
جاء ذلك في مقال مثير نشرته صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية، في عددها اليوم الثلاثاء، تعليقًا على الحادث "الإرهابي" الذي شهدته إسطنبول ليلة راس السنة، استهدف أحد الملاهي الليلية، وأسفر عن مقتل 39 شخصًا من جنسيات مختلفة.

وبحسب ما نقله موقع "بي بي سي" بالنسخة التركية، عن الصحيفة، فإن المؤرخ الأكاديمي مارك ألموند قال في مقاله تعليقًا على أحداث تركيا، "هل تتحول تركيا إلى رجل أوروبا المريض؟ هل بدأت تتشابه مع باكستان؛ مؤسسة تنظيم طالبان، الذي تحول بعد ذلك لتهديد مباشر لها، فيما يتعلق بعلاقاته مع التكفيريين في سوريا؟".

يذكر أن بريطانيا كانت تصف الدولة العثمانية في أواخر عهدها، بـ"رجل أوروبا المريض؟"، كوصف لحال الدولة العثمانية في ذلك الوقت .

وقال ألموند في مقاله إن "المواطنين دائمًا يبحثون عن قائد قوي يمكنه حل أزماتهم ومشاكلهم، عندما تشتد المحن، ولكن ماذا إذا كانت الدولة تعاني من هذه الفوضى في ظل قيادة القائد القوي؟".

وتابع ألموند: أن "الوضع الحالي الذي تشهده تركيا غاية في الخطورة، بالرغم من أنها تحت قيادة أقوى رئيس جمهورية في تاريخ تركيا منذ انقلاب 1980، بل ومنذ عهد أتاتورك نفسه، إلا أنه لا يستطيع استغلال السلطات والصلاحيات التي يسيطر عليها جميعًا في حل مشكلات البلاد".

فأردوغان يستمر في سياسة احتكاره لسلطات الدولة التركية، إلا أن أزمات عدة مثل القتل العشوائي، والهجمات الانتحارية، وخروج كافة الأكراد في المناطق الجنوبية الشرقية عن السيطرة وأهدافها”.

ووصف ألموند الرئيس التركي أردوغان بـ"مهووس السلطة والسيطرة الذي لا يستطيع القضاء على تهديدات مجتمعه"، مؤكدًا أن "أسلوب حكم أردوغان غريب الأطوار تسبب في زيادة حدة التهديدات داخل تركيا".

وقال: "غضَّ أردوغان النظر عن مخاطر انقلاب الجماعات الإرهابية التي دعمها وسلَّحها في مواجهة نظام الأسد في سوريا، وأنها من الممكن أن تستهدف بلاده هو".

وأردف قائلاً "تحولت سياسات تركيا الخارجية مع روسيا وإيران من عداوة إلى صداقة وشراكة، وأعلنت تركيا أن أهم حلفائها الغربيين، الولايات المتحدة الأميركية، تقف وراء الهجمات الإرهابية".

وفيما يتعلق بالاقتصاد قال ألموند "إن تركيا تحولت من مرحلة النمو السريع إلى مرحلة السقوط والتراجع السريع، كان الاقتصاد التركي يحقق نتائج مبهرة من خلال العلاقات الاقتصادية مع أسواق المجتمعات الإسلامية، إلا أن الحروب التي تشهدها سوريا والعراق، فضلًا عن الهجمات الإرهابية التي أدت إلى هروب السياحة من تركيا، مهدت الطريق أمام انهيارات وزلزلات قوية”.

هل تتحول تركيا إلى رجل أوروبا المريض؟

وواصل حديثه "هل تتحول تركيا إلى رجل أوروبا المريض؟ هل بدأت تتشابه مع باكستان؛ مؤسسة تنظيم طالبان الذي تحول بعد ذلك لتهديد مباشر لها، فيما يتعلق بعلاقاتها مع التكفيريين في سوريا؟ مع الأسف أصبحت تركيا التي كانت بمثابة نموذج للكثير من دول المنطقة، لعشرات السنوات، تتجه في الطريق الذي سلكته باكستان نحو منحدر الهاوية”.

وفيما يتعلق بالعلاقات الداخلية في حزب أردوغان، قال ألموند "من الممكن أن يكون هناك بعض الغاضبين وغير راضين عن احتكار أردوغان للسلطات كلها داخل الحزب الحاكم، إلا أنني لا أظن أن هناك عددًا كافيًا لديه القدرة والشجاعة للخروج في وجه أردوغان، يبدو أن آلام ومواجع تركيا لن تهدأ، وعند النظر إلى الموقع الجيوسياسي الحساس لتركيا، لا يجب ألا ننسى أن عدم استقرار تركيا يعني عدم استقرار الغرب أيضًا”.

يذكر أن مارك ألموند عضو هيئة تدريس بجامعة أوكسفورد البريطانية، بقسم التاريخ الحديث، يعكف حاليًا على إعداد كتاب بعنوان "تاريخ تركيا العلمانية القصير”.

واللافت أن عديدًا من الكتاب البريطانيين بالغوا في مدح أردوغان في بدايات حكمه وضخموا من حجم ما يسمى بالنموذج التركي، وكتبوا أنه استعاد أمجاد أجداده العثمانيين، بحيث لعب هذا النوع من المدائح دورًا في أن يتوهم أردوغان في نفسه قوة قادرة على إعادة رسم حدود المنطقة وترتيب دولها، لكن لم يمضِ وقت حتى أدرك أنه لا يمتلك تلك القدرة بعد مغامرات طويلة وتجارب مريرة كلفت الكثير للشعب التركي وشعوب المنطقة، بدءًا من سفينة مافي مرمرة وأحداث ما يسمى بالربيع العربي في تونس ومصر وليبيا وانتهاء بالأزمة السورية.

mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@