] تركيا و"دبلوماسية التناقض"
أوروبا >>  أوروبا >> مطالب ستون وسط
07 January 2017 - 11:39 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 2409

تركيا و"دبلوماسية التناقض"

في محاولة تشبه الاسقاط، دعت تركيا ايران الى الضغط على حزب الله و”ميليشيا شيعية” و”قوات النظام السوري” لوقف انتهاك وقف إطلاق النار في سوريا، و”حذرت” من أن هذه الانتهاكات تعرض محادثات السلام المزمعة للخطر، بينما الوقائع على الارض، بالصوت والصورة، تؤكد ان الامر خلاف ما تقوله تركيا بالمرة.
عملية الاسقاط التركية، نفذها وزير خارجية تركيا مولود تشاوش أوغلو بقوله: "نرى خروقا لاتفاق وقف اطلاق النار في سوريا، وعناصر حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية وقوات النظام السوري هم من يقوم بها”، ودعا ايران إلى "القيام بما يمليه عليها ضمانها لاتفاق وقف إطلاق النار، وعليها إظهار ثقلها والضغط على الميليشيات الشيعية والنظام السوري”.
كان مقررا في حال استمرار وقف اطلاق النار في سوريا، الذي بدأ ليل الخميس الماضي، أن تجري محادثات سلام تعمل روسيا وتركيا الى جانب ايران على عقدها هذا الشهر في أستانا عاصمة كازاخستان، على أن تليها مفاوضات جنيف التي تأمل الامم المتحدة باستئنافها في 8 شباط/فبراير.
بعض المتابعين لتطورات الحرب في سوريا، كانوا اكثر انصافا من تركيا، فقد حملوا جهات اخرى مثل امريكا والسعودية وقطر، مسؤولية خرق الهدنة، عبر تحريض الجماعات التي تمولها وتدعمها في سوريا، بعد ان تم استبعاد هذه الاطراف عن الملف السوري.
اغلب انتهاكات الهدنة، وفقا لطرفي الصراع، وقعت في منطقة وادي بردى في ريف دمشق، والتي تضم منابع المياه التي تغذي معظم مناطق العاصمة السورية، بعد ان قام مسلحون، تحت قيادة "فتح الشام” (جبهة النصرة سابقا – القاعدة)، بتلويث المياة ومن ثم قطعها بالكامل عن العاصمة لتعطيش اهلها، وهو ما اكدته مصادر الامم المتحدة في سوريا.
الملفت ان اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا، يستثني بشكل رئيسي الجماعات المصنفة "ارهابية”، وخصوصا "داعش” و "فتح الشام”، ويؤكد على استهداف هذه الجماعات حتى استئصالها من سوريا بالكامل.
انتهاكات المسلحين الذين ترعاهم تركيا للهدنة لاكثر من 45 مرة خلال يوم واحد فقط، وجريمة تعطيشهم لملايين الناس في دمشق، لم يدع اي مجال امام الجيش السوري، سوى الرد وطرد المسلحين من وادي بردى وتحرير منابع المياة التي تغذي دمشق من سيطرتهم، الا ان تركيا وكعادتها، برأت الجماعات التكفيرية المسلحة واتهمت الجيش السوري وحلفائه بأنهم الجهة التي انتهكت الهدنة.
لم تمر سوى ساعات قليلة على تصريحات وزير خارجية تركيا، واتهامه الجيش السوري وحلفائه بخرق الهدنة، وتكذيبه وجود جماعات "متطرفة ارهابية” مثل "جبهة النصرة” في وادي بردى، فاذا ب"جبهة النصرة” (القاعدة) تعلن رسميا عن قيادتها للمعارك في وادي بردى!.
أمير "جبهة النصرة” في وادي بردى أبو هاشم التلي والمعروف بلقب "القلموني”، نشر عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر تغريدة يؤكد فيها بقاء مجموعات "النصرة” التي وصفها بـ”المجاهدين” طوال أربعة أيام من القتال على جبهات وادي بردى، قائلا أن عناصره تمكنت من إيقاع خسائر بشرية في صفوف الجيش السوري.
وفي موقف يكشف مدى حقد ووحشية الجماعات التي يقاتلها الجيش السوري وحلفاؤه، دعا التلي مقاتليه في تغريداته” إلى الثبات في محاور القتال، مؤكداً في الوقت نفسه قطع المياه عن العاصمة”!!، وفي مقابل ذلك تطلب تركيا من الجيش السوري ان يقف مكتوف الايدي امام محاولات الارهابيين تعطيش اكثر من اربعة ملايين انسان.
في موقف يتماها مع موقف تركيا التي ترعاها، اصدرت المجموعات المسلحة بياناً تحدثت فيه عن عدم وجود النصرة (فتح الشام - القاعدة) في منطقة وادي بردى، لذلك جمدت هذه المجموعات الهدنة بسبب خرق الجيش السوري لها !!.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي، قال خلال رده على تصريحات تشاوش اوغلو التي قلبت حقائق الامور رأسا على عقب: اننا ننصح المسؤولين الاتراك، ان كانوا يتطلعون الى استمرار وقف اطلاق النار وتمهيد الارضية لاطلاق حوار ناجح لانهاء الازمة السورية، باعتبارهم الجهة التي ضمنت تعهدات الجماعات المسلحة في مفاوضات موسكو، ان تتخذ التدابير اللازمة للحيلولة دون خرق الهدنة من قبل الجماعات المسلحة، وفي نفس الوقت الكف عن اتخاذ مواقف تتعارض مع الحقائق على الارض.
يبدو ان قادة تركيا يستهدفون من وراء اعتماد "دبلوماسية التناقض”، ازاء ما يجري في سوريا، "التحالف” القائم بين ايران وسوريا وروسيا، بعد ان اثبت هذا التحالف نجاعته في افشال المخطط الجهنمي الذي اُريد به تشتيت دول المنطقة وشرذمة شعوبها، عبر سوريا، والا ما معنى هذه الدبلوماسية المتناقضة والمتخبطة لقادة تركيا ازاء ما يجري في سوريا؟.

المصدر: شفقنا

mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@