] رسائل بالجملة من اردوغان لسوريا: حان وقف الحرب!
أوروبا >>  أوروبا >> مطالب ستون وسط
07 January 2017 - 11:41 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 2410

رسائل بالجملة من اردوغان لسوريا: حان وقف الحرب!

برغم إختلاف وجهات النظر في الكثير من الملفات الشائكة والمعقدة، أثار التقارب الروسي – التركي وتغير بعض المواقف الدولية بشأن الأزمة السورية سؤالاً مهم مفاده: هل ثمة حوار سياسي وشيك يجمع دمشق والمعارضة المسلحة على مائدة تفاوض واحدة؟
موقع البصیرة / خيام الزعبي
هذا السؤال وبرغم صعوبة التكهن بإجابته، بات مهماً وضرورياً خصوصاً بعد أن قبلت دول متعددة التفاوض، وتوحيد جميع الأطراف لضرب تنظيم داعش، ودعوة القوى الإقليمية المؤثرة كتركيا للضغط على الجماعات المسلحة من أجل القبول بالحل السياسي في سوريا، والإنحراف التركي المفاجئ نحو اجتراح الحلول والحديث عن تفهمات سياسية بشأن المنطقة يعزز هذا الأمر.

من تابع تصريحات وتهديدات الرئيس إردوغان في بداية الأزمة السورية لا يمكن أن يتوقع تراجع نبرته تجاه سوريا في هذه الفترة، لذلك يبدو أن تركيا اقتنعت أخيراً، على قبول الحل السلمي للأزمة السورية بالطرق الدبلوماسية دون التهديد باستخدام القوة ضد سوريا، إذ أكد إردوغان في كلمته أمام الإجتماع الأسبوعي بالمخاتير في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، أن هناك تطورات تبعث الأمل في الجهود التي تبذلها تركيا مع روسيا للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في سوريا، وذكر إردوغان، أن حكومته تبذل جهودها مع روسيا لإنهاء الأزمة وتثبيت وقف إطلاق النار ودخول المساعدات إلى سوريا، وأعرب عن أمله في نجاح عملية وقف إطلاق النار، وإنهاء الأزمة السورية في أقرب وقت ممكن، وأضاف أن هناك ترتيبات جديدة ستنهي عملية الباب في سوريا خلال فترة قصيرة وبعدها سيتم تطهير بقية المناطق التي تمركزت فيها التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها منبج، وفي الاتجاه الآخر صرّح وزير خارجيته بأن بلاده ترحب بالأطراف الراغبة بالمشاركة في اجتماعات آستانة، داعياً إلى ألا يكون حضورها فقط لالتقاط الصور التذكارية، بل لإيجاد حل سياسي ينهي الأزمة السورية.

الإعلان عن وقف إطلاق النار في سوريا جاء بعد تقارب تركيا وروسيا إلى حد بعيد، وصل إلى حد تنسيق البلدين في العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في مدينة الباب السورية، ويعد هذا الإعلان خطوة تمهيدية لإطلاق مفاوضات سياسية بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة برعاية البلدين في العاصمة الكازاخستانية "آستانة" أواخر الشهر الجاري، إذ ستلتزم المعارضة بتشكيل وفد، حتى 16 كانون الثاني الحالي، من أجل إجراء المفاوضات مع وفد الحكومة السورية الخاصة بالتسوية السياسية الهادفة إلى حل شامل للأزمة، بعد ذلك تبدأ المفاوضات في 23 في آستانة، بمشاركة الأمم المتحدة، التي تستهدف التوصل إلى إعداد "خارطة طريق" لتسوية الأزمة السورية في أقصر وقت ممكن، وقد تبنى مجلس الأمن بالإجماع قراراً دولياً يؤيد الإتفاق.

إن ارتداد الإرهاب على الدول التي دعمته وأزمة اللاجئين وتصاعد وتيرة التحالف السوري-الروسي بالإضافة إلى صمود سوريا وحلفائها لمدة ست سنوات هي سبب التحولات الحاصلة اليوم في المواقف الدولية تجاه سوريا، وأمام هذه التحولات والتغيرات، نحن اليوم أمام إنعطافة حادة في مسار الحرب على سوريا، أبرز ما فيها أن كل الأطراف أصبحت مقتنعة أنه لا يمكن لطرف التفرد في ترتيب واقعه الإفتراضي كما يريد، بدليل تغيير الخطاب الأميركي في إعطاء دور أكبر لروسيا في إيجاد مخرج للأزمة، وإعتراف واشنطن بدور موسكو الإيجابي تجاه المسألة السورية من حيث ترحيبها بمشاركة كل من روسيا وتركيا فى الجهود الراهنة لحل الأزمة السورية.

كما عبّر الأتراك وسط الإضطرابات الأمنية عن قلقهم من أن تتحول بلادهم إلى بؤرة جديدة للإرهاب، مطالبين حكومة العدالة والتنمية بتغيير سياستها الخارجية تجاه الدولة السورية، وباتوا قلقين من إنزلاق السلاح المتطور الذي يجري تهريبه عبر الأرض التركية إلى الأراضي السورية إلى أيدي المقاتلين الأكراد، وتخوفاً من جبهة قتال جديدة ضد تركيا، أدرك إردوغان متأخراً أن سقوط الدولة السورية لن يكون لمصلحة تركيا، كما كان يعتقد، بل أن انهيار الدولة سيؤدي بالتبعية إلى حدوث إضطرابات كبرى داخل تركيا ويدفع بالأكراد إلى إعلان دولتهم على الحدود مع تركيا، مما ستكون له تبعاته الخطيرة على وضع الأكراد داخل تركيا.

في هذا السياق نحن مع الجلوس على طاولة المفاوضات ولكن على أساس وقف العدوان، فأي مفاوضات أو حوارات بدون وقف الحرب لا جدوى منها وليس لها أي مدلول ولا تعكس حسن النوايا لدى تحالف العدوان بقيادة الغرب لإنهاء الحرب على سوريا، بل إنها عملية مراوغة تحاول الجماعات المسلحة وأخواتها من خلالها تحقيق مكاسب لم تستطع أن تحققها على الأرض ميدانياً وعسكرياً.

مجملاً.. الكل يبذل الجهود في المشاورات والمباحثات الإقليمية والدولية لإيجاد حل سياسي في سوريا، لذلك أرى أن هناك تحول كبير بالساحة السورية وتطورات كبيرة تعمل على تضييق الأزمة السورية، خاصة بعد أن هناك دول غربية بدأت تعيد حساباتها وتغير موقفها تجاه الأزمة السورية.

وإستكمالاً لكل ما سبق نقول إن سوريا ستبقى موحدة أرضاً وشعباً مهما اشتدت وكبرت المؤامرات، وسيحافظ الشعب السوري على وحدته، مهما بلغت التضحيات، وبالتأكيد سيخرج المتآمرون مهزومين وسيفشلون أمام إرادة صمود سوريا وشعبها وجيشها، وها هي الانتصارات في سوريا تلوح في الأفق، حيث يتم تحرير مناطق طالما راهن الإرهابيون على احتلالهم لها، وسيكون العام 2017م بداية نهاية الإرهاب وأدواته.. وإن إنتصارات سوريا تحمل بشائر متغيرات إقليمية ودولية لصالح استعادة سوريا والمنطقة بأكملها الأمن والاستقرار والسلام.

المصدر: دنيا الوطن

mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@