] قتال أردوغان للتكفيريين "فضيلة" وقتال الأسد لهم "جريمة"!
الرئیسیة >>  عمومی >> المواضیع الاخیرة
22 January 2017 - 10:16 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 2485

قتال أردوغان للتكفيريين "فضيلة" وقتال الأسد لهم "جريمة"!

امر جيد ان تعتقل قوات الامن التركية، الارهابي الذي نفذ الاعتداء على ناد ليلي في ليلة رأس السنة بمدينة اسطنبول، واودى بحياة 39 شخصا، بعد ان اثار تواجده طليقا مخاوف لدى سكان مدينة اسطنبول التي تعرضت لسلسلة هجمات دامية العام الماضي.
حالة الارتياح التي اثارتها عملية اعتقال "الداعشي” الاوزبكي عبد القادر مشاريبوف صباح الثلاثاء في شقة بحي اسنيورت في الشطر الأوروبي من اسطنبول، بعد أسبوعين من المطاردة، لم تكن محصورة فقط بين اهالي اسطنبول او الشعب التركي، بل انتقلت الى من يهمه امر الشعب التركي في دول الجوار، فالجريمة مدانة بكل المقاييس، والجاني الارهابي التكفيري يستحق العقاب الصارم، والشعب التركي لا يستحق ان يعبث الارهاب والتكفير في ربوعه وبين ظهرانيه، ويزهق الارواح البريئة ويدمر ويخرب ما بناه على مدى عقود طويلة.

هذا التعاطف هو شعور طبيعي يختلج في داخل كل انسان مع اخيه الانسان، مهما كان عرقة او دينه، في حال تعرضه الى ظلم اوعدوان من قبل جهات باغية، وان هذا الشعور يتعاظم في حال كان المظلوم من قومك ودينك، الا اننا وللاسف الشديد لم نشهد مثل هذا الشعور الانساني لدى النخب الحاكمة في تركيا مع الشعب السوري، الذي يعتبر شعبا جارا وشقيقا في الدين مع الشعب التركي، وهو يذبح منذ 6 سنوات على يد جماعات تكفيرية ارهابية قادمة من اكثر من 80 بلدا، احرقت الحرث والنسل في سوريا، واعادت البلاد الى نصف قرن الى الوراء، ودمرت تراثه وحضارته، وحولت الملايين من السوريين الى لاجئين ومشردين في العالم، بينما مازال هناك في القيادة والنخب السياسية التركية، من ينفخ ليل نهار في نار الحرب المفروضة على الشعب السوري.

اذا كانت تركيا اهتزت من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها، بسبب بعض التفجيرات والهجمات الارهابية، واذا كانت اسطنبول ومنذ ليلة راس السنة وحتى اليوم ترتجف بسبب المجرم الاوزبكي الطليق، فان سوريا فيها عشرات الالاف من امثال هذا الاوزبكي، ينتشرون في ربوعها ويعيثون فيها فسادا وتقتيلا وتدميرا، بينما العالم، لا يتفرج على مذابح السوريين فحسب، بل هناك من الدول العربية والاسلامية من تضع السكاكين بيد القتلة ليذبحوا اخوتهم في الدين والقومية.

من حق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ان يعلن مزهوا: أن الدولة لن تترك لأي مجرمٍ فرصة الإفلات من العقاب، وانها ستحاسب جميع الجُناة ضمن حدود سيادة القانون، وأن القبض على الإرهابي منفذ هجوم النادي الليلي بإسطنبول هو مظهر رئيسي لهذا المفهوم في الأمن.

ومن حق اردوغان ان ينتقد الدول الغربية، لانها لا تتوانى عن التقاط صور ضحايا التفجيرات الارهابية التي تقع في بلاده، ووضعها على أغلفة المجلات، بينما على أرض الواقع، لا تفعل شيئًا للتصدي للارهاب ولإنهاء هذه الأزمة الإنسانية.

قلنا من حق اردوغان ان يتباهى بقوة امنه وينتقد الغرب على عدم مساعدته في مواجهة الارهاب، ولكننا في الوقت نفسه نسأل الرئيس التركي بعض الاسئلة ونرجو ان يتسع صدره على الاقل، لسماعها وليس للرد عليها :

-ترى اليس من حق الحكومة السورية ان تدافع عن امن واستقرار الشعب السوري، ضد الهجمة التكفيرية الشرسة التي تتعرض لها سوريا منذ اكثر من 6 اعوام؟.

-اليست الجماعات التكفيرية التي تضرب في تركيا اليوم، هي نفسها التي تضرب في سوريا منذ 6 اعوام؟.

-ما الفرق بين الداعشي الاوزبكي الذي قتل 39 شخصا في اسطنبول وبين عشرات الالاف من الدواعش الاوزبك والشيشان والتركستانيين والصينيين الايغوريين والعرب والاوروبيين والافريقيين والاسيويين، الذين قتلوا اكثر من 200 الف انسان بريء في سوريا؟.

-اذا كان من حق الحكومة التركية ان تقاتل التكفيريين، ترى لماذا لا يجب ان تقاتل الحكومة السورية هؤلاء التكفيريين؟.

-لماذا مقاتلة اردوغان للتكفيريين "فضيلة”، بينما مقاتلة الرئيس السوري بشار الاسد لهم "جريمة”؟.

-لماذا يجب ان تتخذ تركيا كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة مثل غزو العراق وسوريا لـ”قتال ” التكفيريين من اجل حماية شعبها، بينما لا يحق للاسد ان يحاربهم ويحمي شعبه داخل حدود بلاده؟.

-اذا كان من حق الشعب التركي ان يعيش بامن وامان، لم لا يحق للشعب السوري ذلك؟.

-اذا كان حلال على تركيا ان تطلب العون من الناتو والعالم اجمع، لمحاربة التكفيريين، وهي تمتلك ثاني اكبر جيش في الناتو ولم تشهد حربا ولافتنة، بينما حرام على سوريا، ان تطلب العون من حلفائها، وهي تواجه حربا تهدد وجودها، يشارك فيها عشرات الدول، انفقت مليارات الدولارات وارسلت ملايين الاطنان من الاسلحة وشحنت عشرات الالاف من التكفيريين الى سوريا؟.

-اذا كان يحق لاردوغان ان يتدخل عسكريا في العراق وسوريا لا لمحاربة التكفيريين والدواعش، بل لمحاربة معارضة سياسية حملت السلاح ضد الحكم، كاكراد تركيا، فلماذا لا يحق للاسد ان يحارب اجانب غزو بلاده؟.

هذه الاسئلة وغيرها الكثير يمكن ان نطرحها على اردوغان، الا اننا سنكتفي بهذا القدر، ونقول للرئيس التركي اذا كان قتالك للتكفيريين "فضيلة”، فقتال الاسد لهم "فضيلة” ايضا، وليس "جريمة” كما كنت تصوره انت وقادة الغرب وبعض الدول العربية، على مدى الاعوام الستة الماضية، فلو كنت صادقا منذ البداية في قتالك للتكفيريين، ولم تطعن سوريا من الخلف، لما وصل التكفيريون الى اسطنبول.

المصدر : شفقنا

mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@