] اردوغان يعترف علنا: اخطأنا.. لم نعد نصر على رحيل الأسد
أوروبا >>  أوروبا >> مطالب ستون وسط
22 January 2017 - 10:36 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 2493

اردوغان يعترف علنا: اخطأنا.. لم نعد نصر على رحيل الأسد

لم يفاجئنا اعتراف السيد محمد شمشيك، نائب رئيس الوزراء التركي الذي قال فيه “ان تسوية الازمة السورية بدون الرئيس السوري بشار الأسد تعد في الوقت الراهن امرا غير واقعي”، لان كل تصرفات حكومته وسياساتها في الأشهر الستة الماضية تعكس هذا التحول على ارض الواقع.
السيد شمشيك قال أيضا خلال مشاركته في منتدى دافوس "الأسد يتحمل معاناة الشعب السوري، لكن يجب ان نكون براغماتيين، وان ننطلق من الواقع، والوضع تغير جذريا، ولذلك لا يمكن لتركيا ان تواصل الإصرار على تسوية بدون الأسد، انه امر غير واقعي”.

هذه الاعترافات، ونحن نتحدث هنا من واقع خبراتنا ومتابعتنا لدهاليز السياسات التركية على مدى عقود، إعلاميا واكاديميا، لا يمكن ان تصدر دون تخطيط مسبق، وتوجيهات رسمية من الرئيس رجب طيب اردوغان شخصيا، وفي اطار "تجذير” الاستدارة التركية في الملف السوري، ولهذا جرى تكليف السيد شمشيك لهذه المهمة، واختيار منتدى دافوس الاقتصادي العالمي كقاعدة لاعلانها، حيث يوجد اكبر حشد من كبار القادة والخبراء ورجال الاعلام.

ذهاب ممثلي اكثر من عشرين فصيلا سوريا مسلحا الى استانة للجلوس على مائدة المفاوضات جنبا الى جنب مع نظرائهم في الحكومة السورية، وبضمانة تركية روسية، يؤكد هذه "الاستدارة”، مثلما يؤكد الانقلاب في الموقف السياسي التركي تجاه الازمة السورية، مثلما ذكرنا آنفا.

ست سنوات والرئيس اردوغان والجماعات المسلحة التي كانت تعمل تحت مظلة حكومته، تؤكد انها لن تتفاوض مع النظام السوري الملطخة يديه بالدماء، وستعمل على اسقاطه بكل الطرق والوسائل سلما او حربا، واي شخص يتجرأ ان يطرح الحوار مع هذا النظام عملا خيانيا اجراميا يستحق العقاب.

تركيا لاعبا محوريا أساسيا في الازمة السورية، وعندما ادركت ان اسقاط النظام السوري امر غير واقعي في ظل التدخل الروسي العسكري، وان سياساتها في دعم المعارضة المسلحة بدأ ينعكس إرهابا وتهديدا لوحدتيها الترابية والديمغرافية، قررت التراجع، واتباع المثل الشهير الذي يقول "اذا لم تستطع هزيمتهم انضم اليهم”.

الامر المؤكد ان حلفاء تركيا العرب الذين جروها الى المستنقع السوري، وزينوا للرئيس اردوغان وهم احياء السلطنة العثمانية في القرن الواحد والعشرين وتنصيبه زعيما للامة الإسلامية، وسيفاجأون بهذا الانقلاب، وسيصابون بالاكتئاب، ناهيك عن الرعب من جراء هذه الاعترافات التركية بالخطأ والتراجع عنه، وطلب قبول التوبة من الروس في الوقت الراهن، وربما من السوريين لاحقا.

المصدر : راي اليوم

mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@