اسباب تأسیس المقر القیادي لناتو في الخلیج الفارسي

موقع البصیرة / محمد رضا مرادي

قد واجه الخلیج الفارسي خلال بضعة الاشهر الاخیرة العدید من التحولات الهامة للغایة التي لم تأخذها بعض وسائل الاعلام علی محمل الجد، التحولات التي ربما یمکن ان تتسبب بوقوع تغییرات هامة في الخلیج الفارسي. الخبر الاول یتعلق بعودة بریطانیا الی الخلیج الفارسي بعد مضي اربعة عقود. قد افتتحت بریطانیا قبل بضعة اشهر مقرها البحري الجدید في البحرین. هذا المقر العسکري البحري یعتبر اول مقر دائم لبریطانیا في الخلیج الفارسي خلال الاربعین سنة منصرمة. و هذا البلد یرید استقرار نحو 600 قوة عسکریة في هذا المقر.  قوات الامن الخاصة تستفید من هذا المقر الذي یقع في میناء سلمان البحریني لتلبیة مصالحها. ان اهمیة هذا الخبر الذي قد اثار انتباه  بعض الخبراء تکمن في ان بریطانیا کانت من احدی البلدان المثیرة للأزمة في المنطقة دائما. یعتقد الکثیر من الخبراء بان البلدان العربیة – نظرا الی نظرة ترامب الی السیاسة الخارجیة التي تؤکد دعمها من البلدان العربیة في مقابل الحصول علی مبالغ من المال-  قد لجأت الی بریطانیا. الخبر الثاني یتعلق بتأسیس مقر قیادة حلف الشمال الاطلسي في الکویت الذي قد انتشر في اواخر الاسبوع الماضي.

قد تم تأسیس هذا المقر القیادي خلال اجتماع مع «ینس ستولتنبرغ»، الامین العام لحلف الشمال الاطلسي و في قمة مبادرة اجتماع اسطنبول من اجل التعاون بین البلدان العربیة المطلة علی الخلیج الفارسي و دول حلف الشمال الاطلسي.

قد ادعی الامین العام لحلف الشمال الاطلسي في هذا الاجتماع بان هذا المقر یکون اول مقر قد تم تأسیسه من اجل انشاء تعاون في الاستقرار الاقلیمي علی المدی الطویل في منطقة الخلیج الفارسي مضیفا بان المقر المذکور سیعمل في حقل التعاون بین حلف الشمال الاطلسي و شرکائه في الخلیج الفارسي في جمیع المجالات خاصة في مجال الحرب ضد الارهاب. النقطة الجدیرة بالاهتمام في هذا السیاق ان حلف الشمال الاطلسي دخل الخلیج الفارسي هاتفا بشعار الحرب ضد الارهاب بینما هذه المنظمة کانت تؤجج دائما نیران الحرب في المنطقة. نظرة الی السجل المليء من الحرب  لحلف الشمال الاطلسي تستکشف ان هذا البلد قد زاد في کل مکان دخل علی وتیرة انعدام الامن و تشجیع ازدیاد الارهابیین. قد وسعت قوات حلف الشمال الاطلسي بعد وقوع الحرب بین افغانستان و العراق في سنتي 2001 و 2003 في ظل الحرب ضد الارهاب مدی نشاطاته في داخل اراضي هذین البلدین، الامر الذي قد تسبب بانهدام البنی التحتیه و توفر الارضیة لازدیاد الارهابیین. ان لیبیا من اهم النماذج في هذا الحقل التي قد هجم حلف الشمال الاطلسي و الولایات المتحدة علیها و في النهایة قاما بخلع القذافي. ما بقي الآن من لیبیا الا اسمها و قد تجزأت و سیطر داعش علی عدة مناطق منها. بعد مضي سنتین من الانقلاب اللیبي و انهیار حکومة معمر القذافي الدکتاتوریة، تقوم الولایات المتحدة الامریکیة و حلف الشمال الاطلسي برصد ثروات لیبیا النفطیة. قد دخلت الولایات المتحدة الامریکیة و حلفاؤها خاصة بریطانیا و فرنسا هذا البلد تحت ظل قرار منظمة الامم المتحدة عن «منطقة الحظر الجوي» و «حمایة المدنیین» في لیبیا. لکن بالقیاس الی فترة حکومة معمر القذافي قد فقد المزید من المدنیین حیاتهم تحت ظل حمایة الولایات المتحدة و حلف الشمال الاطلسي.

لکن ما هي الاهداف التي یستتبع حلف الشمال الاطلسي وراء تأسیس مقره القیادي في الخلیج الفارسي؟