اهداف نقل السفارة الامریکیة الی القدس

عندما شارک دونالد ترامب، المرشح للحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسیة في الولایات المتحدة الامریکیة، کان من احدی وعوده التي یشدد علیها دائما هي نقل السفارة الامریکیة من تل أبیب الی القدس. اجراء لم یکن لدی الرئیسین السابقین الامریکیین اي رغبة في تطبیقه علی الرغم من وجود الموافقة علی مبادئه التوجیهیة القانونیة و ذلک لان هذا الاجراء في نظرهم یناقض المصالح الوطنیة للولایات المتحدة. في الوقت الراهن و بالتضامن مع بدایة عمل ترامب في البیت الابیض قد طرح موضوع نقل السفارة للمرة الاخری ویأمل المتطرفون الاسرائیلیون اکثر من اي وقت مضی غایة الانتهاز من الفرصة السانحة و حسم موضوع نقل السفارة الامریکیة و هذا في وقت قد اتصل دونالد ترامب في الایام الاولی من تسلم منصب الرئاسة مع بنیامین نتنیاهو، رئیس الوزراء الاسرائیلي و استدعاه للسفر الی الولایات المتحدة و الزیارة معه مؤکدا علی ضرورة بناء مفاوضات مباشرة بین الطرفین الاسرائیلي و الفلسطیني ( موضوع کان یشکل الهدف الرئیسي لنتنیاهو و من هذه الجهة بذلت کل جهوده لعرقلة اقامة مؤتمر باریس الاخیر).
في مثل هذه الظروف و بما ان البیت الابیض اعلن ان موضوع نقل السفارة الی القدس یقضي المراحل المبکرة من حیاته، من الضروري هنا الدراسة الاکثر لهذا الموضوع. یبدو ان الولایات المتحدة تواجه اهداف متعددة في هذا الحقل. منها:
-نقل السفارة الی القدس و القبول بان القدس الشرقي جزء من هذا الکیان و ان لم یصدق الفلسطینیون و المجتمع الدولي هذا الخیار.
-الحفاظ علی الوضع الراهن و تشجیع االطرفین الفلسطیني و الاسرائیلي الی استئناف مفاوضات سلام من اجل الوصول الی طریق حل «نقل السفارة الی القدس الغربیة من اجل انشاء علاقات مع الکیان الاسرائیلي و الحفاظ علی القنصلیات في القدس الشرقیة من اجل انشاء علاقات مع الفلسطینیین.
-القبول بالقدس الغربیة کعاصمة الکیان المحتل و القدس الشرقیة کعاصمة فلسطین، خیار ربما یمکن ان یواجه مع رفض الکیان الاسرائیلي و من المرجح ان یکون ضعیفا تنفیذه.
-الحفاظ علی مکتب السفارة في تل ابیب و نقل مکتب السفیر الی القدس، موضوع یشدد علیه وسائل الاعلام الاسرائیلیة و یؤکَّد فیه علی رغبة السفیر الامریکي الجدید في ان یعیش في القدس.
-الاعلان عن بدایة بناء السفارة في القدس حتی یمهد خلال بضع سنوات مقبلة الظروف لنقل السفارة.
في هذه الظروف لیس ادنی شکّ انه لایمکن ان نتطلع الی القادة الفلسطینیین السیاسیین و خاصة السلطة الوطنیة الفلسطینیة و ان نتوقع انهم یقدرون امام التحدیات الجدیدة علی تحقیق المطالب القدیمة الحقة للفلسطینیین کما ان استئناف اي مفاوضة سلام مع الکیان الاسرائیلي یؤدي الی اعطاء هؤلاء القادة السیاسیین لامتیازات اکثر الی الاسرائیلیین.
من هذه الجهة لایبقی امام الفلسطینیین اي طریق حل الا ان یقوموا بتغییر الوضع الموجود بشکل کامل و لیس امامهم اي طریق الا اثارة الانتفاضة الراهنة. و ان لم یقبل شخص مثل محمود عباس، رئیس السطة الوطنیة الفلسطینیة و حرکة الفتح هذا، لکن الشعب الفلسطیني یرجو عبر تکثیف الانتفاضة في الضفة الغربیة و القدس و احباط خطط تهوید الاسرائیلیین ان یجعل السلطة الوطنیة الفلسطینیة في ظروف حتی تکره علی تحقیق مطالب جماعات المقاومة الفلسطینیة.