] قلق صهيوني من تحذيرات حزب الله
الرئیسیة >>  عمومی >> تیتر یک
28 February 2017 - 11:26 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 2794

قلق صهيوني من تحذيرات حزب الله

يأتي قرار المحكمة الصهيونية بعد عام من إطلاق الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، تصريحًا بث الرعب والقلق في قلوب المسؤولين والقيادات والمستوطنين الصهاينة، حيث قال في مناسبة الذكرى السنوية للقادة الشهداء، إن حاوية الأمونيا ستكون مثل “قنبلة نووية” في حال إطلاق الحزب أي صاروخ عليها، وأكد أن عشرات آلاف الأشخاص سيموتون في حال استهداف الحاوية وسيتأثر بها نحو 800 ألف مدني.
أمرت محكمة صهيونية، الاسبوع الماضي، بإفراغ حاوية في مدينة حيفا شمال إسرائيل، من حمولتها من مادة الأمونيا السامة، بعد تشبيه هذه الحمولة بـ”القنبلة النووية”، وقررت محكمة حيفا، في الحكم الصادر عنها، تحديد مهلة 10 أيام لشركة كيمياويات حيفا لإزالة المادة الكيمياوية السائلة من الحاوية، الموجودة في خليج المدينة على البحر المتوسط، ولم تعرف كمية الأمونيا الموجودة في الحاوية بالتحديد لكن الحاوية تستطيع استيعاب حتى 12 طنًا.
يأتي قرار المحكمة الصهيونية بعد أن قدم أستاذ الكيمياء ورئيس مجموعة من الخبراء، إيهود كينان، تقريرًا إلى المحكمة ورئيس "جمعية الكيمياء في إسرائيل”، يفيد بأن الحاوية تشكل خطرًا قائمًا وواضحًا، حتى من دون صواريخ حزب الله، وقال إن سكان حيفا والمنطقة يواجهون خطرًا كل شهر عند وصول الناقلة لتملأ الحاوية، ففي حال تسرب المواد من الناقلة، ستؤثر الأمونيا على البحر، وستؤدي إلى تشكل سحابة سامة ستكون خطرة على أي شخص على مسافة 20 كيلومترًا منها، وأوضح "كينان” للمحكمة أن الحاوية التي يبلغ عمرها 31 عامًا لم تخضع أبدًا لفحص دقيق، ولا تحتمل تأثير أي قذيفة تسقط عليها.
من جهته، أكد متحدث باسم مؤسسة كيميائيات حيفا أن المؤسسة ستحترم قرار المحكمة، فيما رحبت "مايا جايكوبز” من منظمة "زلول” البيئية غير الحكومية، بقرار المحكمة، مشيرة إلى أن دولة إسرائيل كانت تحتجز كرهينة لدى مؤسسة كيميائيات حيفا.
تحذيرات حزب الله
يأتي قرار المحكمة الصهيونية بعد عام من إطلاق الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، تصريحًا بث الرعب والقلق في قلوب المسؤولين والقيادات والمستوطنين الصهاينة، حيث قال في مناسبة الذكرى السنوية للقادة الشهداء، إن حاوية الأمونيا ستكون مثل "قنبلة نووية” في حال إطلاق الحزب أي صاروخ عليها، وأكد أن عشرات آلاف الأشخاص سيموتون في حال استهداف الحاوية وسيتأثر بها نحو 800 ألف مدني.
رعب صهيوني
تصريحات نصر الله، أشعلت حينها الأوساط السياسية الصهيونية، وباتت خزانات الأمونيا تشكل مصدر قلق ورعب دائم للصهاينة، كما أنها أشعلت الغضب تجاه الحكومة الإسرائيلية، وقالت حينها المديرة العامة لجمعية "تسلول” البيئية الاسرائيلية، مايا جايكوبز، إن نصر الله على حق فنحن نحذر من ذلك منذ سنوات، مشيرة إلى أن صاروخًا قد يؤدي إلى مقتل عشرات الآلاف وإصابة مئات الآلاف إذا أصاب حاويات الغاز، وخرجت حينها تقارير تؤكد مدى الخطورة التي يتعرض لها مئات بل آلاف الأشخاص في حيفا والمستوطنات المحيطة بها، وأكدت التقارير حينها أن سكان المدينة يتعرضون أكثر من غيرهم للإصابة بمرض السرطان، إضافة إلى أن الأطفال يولدون برأس أقل حجمًا بسبب التلوث البيئي جراء انبعاث الغازات من المصانع الكيميائية في خليج حيفا.
امتد الخوف والرعب ليصل إلى عدد من مستوطني مدينة حيفا، الذين طالبوا الحكومة الإسرائيلية بأن تأخذ تهديدات وتصريحات نصر الله على محمل الجد؛ لأنها مُقلقة للغاية، وقال أحد مستوطني المدينة لصحيفة يديعوت أحرونوت: إن التهديد على خليج حيفا، وتحديدًا على مصانع الأمونيا، موجود منذ العام 1991، لكن منذ ذلك الحين وحتى اليوم لم تعمل حكومات إسرائيل المتعاقبة أي شيء لإبعاد هذا الخطر عن المنطقة، وأضاف: للأسف الشديد، المسؤولون لدينا يستفيقون من سُباتهم فقط بعد أن تقع الكارثة.
ظهرت آخر تداعيات الرعب الصهيوني في تصريح لنائب مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، دافيد رويت، التي قال فيها إن إسرائيل تواجه تهديدًا نوويًا من لبنان، وقال رويت: في الشمال هنالك حزب الله الذي يخفي في ترسانته أكثر من 150 ألف صاروخ في المدارس والمساكن والمشافي وكلها موجهة نحو إسرائيل.
زادت التخوفات الإسرائيلية مع خروج العديد من التقارير التي تؤكد اقتراب موعد الحرب المقبلة بين إسرائيل وحزب الله، حيث قالت تقارير إن إسرائيل ستعمد إلى بدء حرب جديدة على لبنان في حال عاد مقاتلو الحزب من سوريا، الأمر الذي يعني أن الحرب القادمة ستكون الأكبر والأخطر بالنسبة لإسرائيل، حيث أتقن حزب الله منذ بداية الحرب السورية كيف يردع إسرائيل بعدما أصبح جيشًا متكامل وليس مجموعه من المقاتلين فقط، بل أصبح لديه قدرات وخبرة قتالية وعسكرية فائقة قد اكتسبها بعد انخراطة في الأزمة السورية.
تقاریر صحفیة
عدة صحف عبرية ، حذرت مجددًا في تقارير لها ، أن أرواح مئات آلاف من الصهاينة في مدينة حيفا والمستوطنات المحيطة بها تقع تحت تهديد ملموس وفوري، بسبب وجود حاويات بها نحو 52 ألف طن من غاز "الأمونيا” السام والمميت ، لو حدث قصف صاروخي، أو هجوم عسكري، أو كارثة صناعية أو هزة أرضية.
صحيفة "معاريف” العبرية ، أكدت ، أنه في أي حرب مقبلة بإمكان حزب الله إطلاق نحو 1500 صاروخ يوميًا ، مقابل 200 صاروخ أطلقها يوميًا خلال حرب 2006 ، وقد يصل عدد القتلى والجرحى إلى بضعة آلاف، علما أن سكان حيفا فقط 800 ألف نسمة، وهو ما يعادل قنبلة نووية صغيرة ، وقد تصل تكلفة الخسائر الصحية لما وصغته بـ”الكارثة الكيميائية” إلى 30 مليار شيكل ، أي قرابة 8 مليار دولار.
أما صحيفة "هآرتس” ، فقد أعادت نشر أبحاث عبرية أخرى جرت في السنوات الأخيرة ، طرحت تقديرات أكثر خطورة ، مفادها أن تسرب 2400 طن من غاو "الأمونيا” في المنطقة الصناعية بخليج حيفا -أي خُمس كمية الغاز الموجودة في الخزان- ، قد يؤدي إلى نحو 17 ألف قتيل ، بالإضافة إلى 77 ألف إصابة أخرى.
هيروشيما ونجازاكي في حيفا
أكدت صحيفة "معاريف” ، أن هناك سفينة محملة بالأمونيا مرة كل شهر تقريبًا ترسو في ميناء حيفا ، ويتم تفريغ حمولتها خلال يوم كامل إلى الحاويات الموجودة في الخليج ، التي تحتوي على 16700 طن من الأمونيا السائلة ، وأن موعد وصول السفينة معروفًا مسبقًا للمقاومة الفلسطينية وحزب الله ، مضيفة: "الكارقة على وشك أن تحدث”.
ونقلت "هآرتس” ، عن الخبير الصهيوني "إيهود كينان” ، أستاذ الكيمياء في معهد الهندسة التطبيقية "التخنيون” ، أن استهداف سفينة محملة بمادة "الأمونيا” إلى الكيان الصهيوني من شأنه أن يتسبب بمقتل عشرات آلاف السكان المدنيين نتيجة تفاعل الأمونيا السائلة.
الخبير "كينان” ، كان قد أعد قبل شهور عدة أبحاث وقدمها إلى المحكمة الصهيونية العليا في إطار إجراء قضائي بين شركة "حيفا كيميكاليم” وبلدية حيفا حول مخاطر حاويات الأمونيا الموجودة في منطقة خليج حيفا، وبسبب الحساسية الأمنية لهذا الموضوع جرى التداول في هذا الإجراء القانوني داخل أبواب مغلقة.
وأكد البروفسور "كينان” في أبحاثه ، أن انفجار إحدى الحاويات الخمس على متن السفينة ، سيؤدي إلى كارثة أخطر بكثير من تلك التي نجمت عن إلقاء قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما ونجازاكي في اليابان خلال الحرب العالمية الثانية.
وتم توجيه رسالة سرية تتضمن أهم ما جاء في وجهة النظر هذه إلى رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو” وإلى جهات مختصة أخرى، وحولها نتنياهو إلى هيئة الأمن القومي وجرت مناقشتها مع جهات مختلفة.
المقاومة تثير القلق الصهيوني
نقلت "هارتس” عن ضابط كبير في هيئة الأركان العامة للجيش الصهيوني إن "أكثر ما يثير القلق لدى المؤسسة الأمنية في الآونة الأخيرة بهذا الشأن هو قدرات المقاومة ، وخصوصًا حزب الله ، على تطوير وحيازة صواريخ ذات مستوى دقة عالية جدًا”.
وأضاف أن "حزب الله يقوم بتفعيل منظومات صواريخ متطورة، كما اتسع نطاق التطوير والتسلح لديه خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير، وبات يمتلك ما يقارب عشرة أضعاف ما كان يمتلكه عشية حرب لبنان الثانية عام 2006”.
ووفقاً لهذا الضابط ، يمتلك حزب الله حاليًا نحو 130,000 صاروخ من أنواع متعددة يراوح مداها بين 40 كيلومترًا و700 كيلومتر، كما توجد لديه قدرات متنوعة في كل ما يتعلق بإطلاق الصواريخ ، بما في ذلك منصات إطلاق تحت الأرض، ومنصات إطلاق مخفية بين الأشجار، ومنصات إطلاق متحركة يمكن تحميلها على شاحنات ومركبات تجارية.
أما "معاريف” ، فقد نقلت عن مصدر مطلع على محاولات إيجاد بدائل ، أنه تمت مناقشة نقل الحاويات إلى أسدود ، إلا أن الاقتراح رفض بسبب الخطر الكامن على سفن الأمونيا بينما ترسو في ميناء أسدود القريب من قطاع غزة.
وبينت أسباب الرفض ، أنه في عام 2004، نفذ فلسطينيان عملية استشهادية في ميناء أسدود، كانا يعرفان أن فيه مخازن للوقود وغاز الأمونيا والبروم، وقالت السلطات الصهيونية حينها، إن مرسليهما يعرفون بالضبط إلى أين قاموا بإرسالهما.
المقاومة تستطيع
هدد الأمين العام لحزب الله اللبناني "حسن نصرالله” ، عدة مرات ، أثناء خطاباته ، بـ”تهجير ملايين الإسرائيليين” إذا "فرضت الحرب” على لبنان ، في رد على تصريحات صهيونية وردت حول استهداف مناطق مدنية لبنانية في أي حرب مقبلة مع حزب الله.
وحرص "نصر الله” ، على تذكير قادات الكيان الصهيوني بأن لبنان يمتلك هذه القنبلة النووية ، لأنه يمتلك صواريخ قادرة على الوصول إلى حاويات الغاز والأمونيا في حيفا وتدميرها بما يعادل قنبلة نووية.
وبهذا التصريح لفت "نصر الله” إلى معادلة جديدة معالمها هي حاويات غاز الامونيوم الموجودة في خليج حيفا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي يمكن لأي صاروخ يصيب هذه الحاويات أن يحول الدمار هناك الي ما يقارب "قنبلة نووية”.
وخلال الحرب الاخيرة على قطاع غزة عام 2014 ، ظهر تطور نوعي آخر في منظومة السلاح الصاروخي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس”.
فقد أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام ، الجناح العسكري لـ”حماس” ، أنها قصفت مدينة حيفا لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني ، بصاروخ جديد من نوع R 160، ويرمز الحرف "R” ، للقائد الشهيد عبد العزيز الرنتيسي ، ومداه 120 كم.
بروفة مصغرة
في 25 ديسمبر الماضي، اندلع حريق ضخم في مصفاة للنفط في مدينة حيفا، وشبت النيران في أحد خزانات الوقود التابعة لشركة "أويل ريفايناريز”، وحينها هرعت أكثر من 40 سيارة إطفاء إسرائيلية و300 رجل إطفاء لمحاولة إخماد الحريق الذي استمر 3 أيام، وأدى إلى إصابة 130 مستوطنًا، واحتراق منازل ومساحات شاسعة، وهو ما دفع الشرطة إلى إغلاق جميع الطرقات المؤدية إلى المكان وإجلاء 60 ألف مستوطن من بعض الأحياء التي هددتها النيران، وإخلاء سجني "دامون” و”كرمئيل” وإغلاق مطار بن غوريون وميناء حيفا، ونقلت وسائل إعلام العدو حينها عن مسؤولين في جهاز الإطفاء الإسرائيلي ما يفيد بصعوبة السيطرة على الحريق.
هذه الحادثة كانت بمثابة دق ناقوس الخطر بالنسبة لإسرائيل، حيث دفعت الكثير من السياسيين الصهاينة والمستوطنين الذين يعيشون بالقرب الميناء إلى القول بأن هذه الحرائق ما هي إلا بروفات مُصغرة لما سيحدث إذا أصاب حزب الله حاويات الأمونيا في ميناء حيفا خلال حرب قادمة.

mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@