] الأسد خرج سالما رغما عن الإرادة الأمريكية
الرئیسیة >>  عمومی >> تیتر یک
17 April 2017 - 10:05 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 2983
عضو سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لـ الصبح الصادق

الأسد خرج سالما رغما عن الإرادة الأمريكية

أجرت أسبوعیة الصبح الصادق حوارا خاصا مع عضو سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، الخبير غراهام فولر، وعلى الرغم من خلافنا في الرأي مع فولر، إلا أننا سننشر آرائه كما وردت في الحوار للأمانة.
* نشرت اسبوعیة الصبح الصادق تقريرا استخباريا قمت بكتابته خلال عملك في وكالة الاستخبارات المركزية، هل يمكنك أن توضح بعض النقاط في هذا الشأن؟ لقد تحدثت في التقرير عن أهمية سوريا، لماذا كانت سوريا مهمة آنذاك؟ ولماذا اقترحت شن حرب على سوريا؟ 
لقد تمت كتابة تلك المقالة خلال الحرب الإيرانية العراقية، وتعد هذه الحرب حدثا أقلق الغرب الى حد كبير. الهواجس الغربية كانت حيال مستقبل الإنتاج النفطي في الخليج الفارسي والطائرات المقاتلة التي تقاتل في هذا الخليج. عندما أغلقت سوريا أنابيب النفط العراقي الممتدة عبر أراضيها الى البحر المتوسط، حصلت أزمة أخرى في مجال نقل النفط. 
هذه الأزمة تعلقت بالضغط الذي شكله ذلك على العراق، بالإضافة الى أن الخطوة كانت تمهد لإغلاق مصدر كبير للنفط الذي كان ينقل من منطقة الخليج الفارسية. لذلك شكل الموضوع هاجسا كبيرا. من ناحية أخرى كانت أمريكا وأوروبا تشعران بالقلق بسبب دعم سوريا التوجهات القومية العربية ومعارضتها الشديدة لإسرائيل. لذلك فإن سوريا كانت تتبع سياسات لا ترحب بها أمريكا أبدا. 
على أي حال، أنا كتبت في مقالي إن اجبار سوريا على إعادة فتح الأنابيب النفطية نحو البحر المتوسط مهم. هذا لم يكن قرارا سياسيا، بل كان مجرد اقتراح، ولم تُتخذ أي خطوة في هذا المجال. 
أنا اقترحت أن يشن العراق هجمات جوية ضد سوريا، ليضغط عليها من أجل إعادة فتح أنابيب النفط. وألا تشارك القوات البرية في الأمر، ولا تُشن حربا على سوريا، بل مجرد الضغط عليها. وكان بمقدور تركيا وإسرائيل أن تضغطا على سوريا أيضا لاقناعها، فتفتح أنابيب النفط المهمة تلك. وهنا أشير الى أن المسؤولين الأمريكان لم يتخذوا هذه الخطوة أبدا. 

*في تقريرك قلت أن سوريا تعادي المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط. أولا موضوع أنابيب النفط ومن ثم موضوع رفض سوريا سحب قواتها من لبنان؛ لماذا تعد هذه المواضيع مهمة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية؟ 
أمريكا لم تكن ترحب بنفوذ سوريا في الأراضي اللبنانية، ولكن بالنسبة الى الأشخاص الذي يدرسون الشرق الأوسط وأنا منهم، من الواضح أن نفوذ سوريا في لبنان دائم، وإن لهذا النفوذ جذور تاريخية، وهذا أمر لن يتغير. السؤال هو الى أي درجة سيسمح لبنان لسوريا أن تتمتع بنفوذ على أراضيه؟! أمريكا ترى أن النفوذ السوري في لبنان سلبي للغاية. وحاليا تعد سوريا أبرز القوى المعارضة لإسرائيل في الشرق الأوسط. 
*لقد درست شؤون المنطقة على مدى سنوات، فهل تستطيع أن تشرح أسباب حدوث الحرب السورية الحالية؟ هل كان للحرب من سبب سوى المصالح الأمريكية؟ 
من الواضح أن الحرب الأهلية في السوريا حصلت بصورة عامة كجزء من الربيع العربي. أمريكا لم ترفض الربيع العربي بصورة عامة؛ ولكنها تضايقت بسبب سقوط حليفيه الدكتاتور بن علي في تونس، وحسني مبارك، وكانت تشعر بالقلق من الأحداث التي ستلي اليمن. لذلك عندما هدد الربيع العربي سوريا، وافقت واشنطن ولأول مرة على حصول تمرد. 
ومن هذا المنطلق أيدت أمريكا اسقاط بشار الأسد. واعتقد أغلب محللو المنطقة أن بشار الأسد لن يصمد طويلا في الحرب الأهلية؛ لكن على أي حال استطاع الأسد أن يصمد مقابل هذه الحرب. لقد دافعت الجماعات الشعبية السورية عن بشار الأسد كثيرا، ولم يكن الغرب يتوقع حصول بشار على هذا الدعم؛ وفي النهاية نجى الأسد من ذلك. 
وكانت أمريكا تفضل دعم الجهاديين المعتدلين الذي يقاتلون ضد بشار الأسد؛ ولكن برأيي اتضح لاحقا أن هذه الجماعات التي تسمى بالجهادية المعتدلة كانت ضعيفة جدا أو غير معتدلة. 
لذلك أعتقد أن حكومة بشار الأسد القانونية من جهة وحكومة جديدة تقودها الجماعات الجهادية من جهة أخرى، كانتا الخيارين المطروحين الذي يجب اختيار أحدهما. إن الكثير من السياسات والقوانين التي اتبعتها الجماعات الجهادية كانت تستخلص من مصادر تنظيم القاعدة وداعش.
على أي حال، الأسد أساء التصرف إزاء حركات التمرد ولم يرد عليها بشكل مناسب. وأعتقد إن إيران أيضا كانت متضايقة من الردود الأولى التي أبداها الأسد تجاه حركات التمرد هذه. 
أنا أرى أنه يجب اختيار بشار الأسد او الجماعات الجهادية، ولكن حتى مع حصول هذا الأمر ستستمر الحرب الأهلية بينهم. لقد أدركت أمريكا وأوروبا هذا الخيار، لذلك سيقطعون المساعدات عن الجماعات الجهادية. 
ما الذي ستحصل عليه أمريكا من تغيير النظام السوري أو زعزعته؟ 
كما قلت لكم سابقا أمريكا لم تحب النظام السوري أبدا. وهذا الأمر يعود الى عهد حافظ أسد والأسباب التي ذكرتها لكم. في البداية أيدت واشنطن التمرد على الأسد وكانت تأمل أن يؤدي الى اضعافه واسقاطه. وكانوا يأملون أن قوى ديمقراطية ستقود البلاد، بعد سقوط بشار الأسد؛ ولكن توقعاته هذه كانت حمقاء جدا. إن أي محلل يفهم الوضع، سيفهم أن هذه القوى الديمقراطية الموالية للغرب، لن تكسب المعركة أبدا في حال سقوط بشار الأسد. إن سقوط بشار الأسد سيؤدي الى قيام دولة يحكمها الجهاديون، وربما ستصارعون فيما بينهم أيضا. حتى لو سيطرت الجماعات الجهادية على السلطة في دمشق أيضا، فإن الحروب الأهلية لن تنتهي أبدا. 
كيف تقرأ الأوضاع الحالية في سوريا؟ وكيف تنظر الى الأعوام القادمة؟ 
إن الأوضاع في سوريا كانت سيئة الى درجة أنها أدت الى مقتل مئات المواطنين السوريين ولم تحقق أي نتيجة إيجابية. لذلك أنا أرى أن دخول روسيا الى هذا المشهد أدى الى زيادة الشفافية في سوريا. إن موقف روسيا كان صريحا؛ كانوا يرون أنه يجب دعم بشار الأسد أو الجماعات الجهادية. ولا يمكنك أن تدعم بعض الجماعات الجهادية، أو أن تدعم الجهاديين الجيدين مقابل الجاهدين السيئين، فاعتبر الروس أن من الضروري طرد جميع الجهاديين ودعم نظام بشار الأسد. وبالتزامن مع ذلك آمل أن تضغط روسيا على بشار الأسد كي يتخلى عن السلطة. 

mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@