] الالتفات الى الحدود مع داعمي الإرهاب
الرئیسیة >>  عمومی >> تیتر یک
23 April 2017 - 09:29 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 3051

الالتفات الى الحدود مع داعمي الإرهاب

أن تنفيذ تفجيرات متزامنة ضد كنيستين في مصر يشير الى تطور لافت للنظر في قدرات الجماعات الإرهابية في مصر. لذلك، على القوات المصرية أن ترتقي بامكانياتها بما يتناسب مع هذا التطور. ويجب أن يُدرك السيسي أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني يستخدمان أداتهم، في المنطقة، أي الوهابية السعودية، من أجل اضعاف الدول الإسلامية. وتعد مصر من الدول الكبرى التي تشملها هذه المؤامرة. في الحقيقة إذا أراد السيسي الاستمرار في السلطة يجب أن يرسم الحدود بينه وبين داعمي الإرهاب على مستوى المنطقة والعالم.
موقع البصیرة / محمد رضا مرادي
 شهدت مصر الأسبوع الماضي هجومين إرهابيين استهدفا كنيستي طنطا و الإسكندرية، مما أدى الى سقوط 48 قتيلا و 125 جريحا. وتبنى تنظيم داعش مسؤولية العمليتين الارهابيتين. واثر هاتين العمليتين أعلن الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» حالة الطوارئ في البلاد لمدة 3 أشهر، من أجل بهدف حماية مصر والحفاظ عليها و"منع المساس بقدرتها ومقدراتها" كما أعلن السيسي، ودعا السيسي الأجهزة الأمنية إلى تكثيف جهودها من أجل ضبط الجناة ومن يقف خلفهم حتى يحاسبوا. وعقد مجلس النواب المصري اجتماعا في هذا الصدد صادق الحاضرون فيه وبرأي الأكثرية على فرض حالة الطواري لمدة 3 أشهر. وأعلن الرئيس المصري نيته تشكيل المجلس الأعلى لمقاومة ومكافحة الإرهاب والتطرف والذي سيتمتع بصلاحية كاملة من أجل مواجهة الإرهاب. 
وتأتي الهجمات الجديدة التي استهدفت المسيحيين في مصر بعد أربعة أشهر من هجمات تبنتها جماعة داعش ضد الكنيسة البطرسية في القاهرة في ديسمبر الماضي، وقد أدى ذلك الهجوم الى سقوط 29 قتيلا. ويشكل الأقباط الارثوذوكس قرابة 10 في المائة من عدد سكان مصر البالغ 92 مليون مواطن. وفي هذا الصدد يجب أن نشير الى عدد من النقاط:
أولا: إن من أهداف داعمي الإرهاب في المنطقة وبصورة خاصة داعمي إرهابيي تنظيم  داعش هو وصف هذه الجماعة بالإسلامية؛ في حين أن الإسلام هو دين السلام والرحمة. ومن أجل تحقيق ذلك استهدف مرتزقة تنظيم داعش الإرهابي على مدى العام الماضي المدن ذات الأغلبية المسيحية في البلدان الأوربية، فيما هاجموا هذه المرة معبدين مسيحيين في مصر. إن الهدف الرئيسي لهذا الأسلوب هو اثارة صدام بين المجتمع المسيحي والمجتمع المسلم. 
ثانيا: ربما يمكننا اعتبار الدول العربية المطلة على خليج الفارسي أبرز داعمي تنظيم داعش. لقد عززت السعودية وقطر تنظيم داعش على مدى السنوات الخمسة الماضية بتقديمهما مختلف أنواع الدعم للتنظيم من أجل زعزعة الأوضاع في المنطقة. وبسبب ما مر ذكره واختلافات أخرى كذلك خفضت مصر علاقاتها مع السعودية التي تعتبر أم الإرهابيين الدواعش في المنطقة.  ودعمت الحكومة السورية في حربها ضد تنظيم داعش؛ وفي الأسابيع الماضية أثيرت اشاعات عن تقارب مجدد بين السيسي والسعودية، حتى أنه هاجم إيران من أجل إرضاء آل سعود. في الحقيقة، إن الرئيس المصري كان يتوجب عليه ان يلتفت الى ان الحرب على الإرهاب في بلاده تستوجب شن حرب ضد رأس وحش الإرعاب في المنطقة، ومن دون القضاء على الإرهاب الداعشي في سوريا والعراق، لن يكون بالإمكان بسط الأمن في مصر. ومن هذا المنطلق كان الأجدر بالسيسي أن يلتفت الى أن محاولته الحصول على الدولارات السعودية –الداعم الرئيس للإرهاب في المنطقة- واسترضائه السعودية عبر الهجوم على إيران التي هي أكبر عدو للإرهابيين وأكثر من قدم الضحايا في الحرب عليهم، لن يؤدي سوى الى زعزعة الأمن المصري أكثر مما مضى.
ثالثا: منذ تنفيذ السيسي انقلابا في مصر عام 2013، كانت صحراء سيناء وما زالت معقلا للارهابيين التكفيرييين. وقد نفذت ولاية سيناء التي تعتبر ذراع تنظيم داعش في مصر عدة عمليات ارهابية حتى الآن. وتتضح أهمية هذا الموضوع بالنظر الى أن أمريكا والكيان الصهيوني لطالما رغبا بأن تكون مصر ضعيفة ويمكن السيطرة عليها. ولا شك فإن تصاعد التهديدات الارهابية التكفيرية في صحراء سيناء والمساعي من أجل شن هجمات ضد المسيحيين يأتي ضمن اطار الخطة الصهيونية الأمريكية من أجل زعزعة سلطة حكومة القاهرة وفرض شروطهم على مصر. 
في النهاية يجب أن نقول أن تنفيذ تفجيرات متزامنة ضد كنيستين في مصر يشير الى تطور لافت للنظر في قدرات الجماعات الإرهابية في مصر. لذلك، على القوات المصرية أن ترتقي بامكانياتها بما يتناسب مع هذا التطور. ويجب أن يُدرك السيسي أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني يستخدمان أداتهم، في المنطقة، أي الوهابية السعودية، من أجل اضعاف الدول الإسلامية. وتعد مصر من الدول الكبرى التي تشملها هذه المؤامرة. في الحقيقة إذا أراد السيسي الاستمرار في السلطة يجب أن يرسم الحدود بينه وبين داعمي الإرهاب على مستوى المنطقة والعالم.

mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@