] مناورات مختلفة المستويات ضد حزب الله
الرئیسیة >>  عمومی >> تیتر یک
23 April 2017 - 09:33 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 3052

مناورات مختلفة المستويات ضد حزب الله

إن مسار التطورات يشير الى أن من الأهداف الرئيسية للسعودية والكيان الصهيوني على مستوى المنطقة والعالم، اتخاذ خطوات مباشرة ضد حزب اله أو تحفيز الغرب ضد الحزب، حيث أعلن المسؤولون السعوديون والصهاينة عدة مرات أن حزب الله هو التهديد الأكبر لكيانيهما.
موقع البصیرة / قاسم غفوري
ما يزال غرب آسيا مركز التطورات العالمية، وكل تطور يطرأ فيه يؤثر على العالم أجمع، القضية السورية والحرب التي تخوضها سوريا وحلفاؤها ضد الإرهاب ومواجهتها لأمريكا وشركائها جعلت البلاد محورا للتطورات في المنطقة، رغم ذلك يجب أن نضيف الى القضية السورية الأزمة العراقية، جرائم كيان الاحتلال الصهيوني وجرائم السعودية في المنطقة وبصورة خاصة في اليمن والبحرين. وقد بلغت الظروف في سوريا مرحلة حساسة الى درجة أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين قد أعلن مؤخرا وبصورة رسمية أن هناك مؤشرات على تحرك أمريكي لتنفيذ عملية عسكرية جنوب دمشق. كما كشفت بعض المصادر الإخبارية عن تحرك أمريكي بريطاني ضد سوريا عبر الحدود الأردنية. 
وفي هذا الخضم تشهد المعادلات الإقليمية مجموعة من الخطوات المتخذة ضد حزب الله اللبناني في ظل التطورات الإقليمية. وعلى الرغم من أن سوريا هي اليوم محور الصراع السياسي والعسكري والاهتمام العالمي، حيث شهدت الأسابيع الماضية اتخاذ الغرب خطوات من أجل اتهام سوريا باستخدام السلاح الكيميائي بل وحتى اتخاذ خطوات عسكرية ضد سوريا، بالإضافة الى اجتماع مجموعة الدول السبع الصناعية في إيطاليا (10 و 11 من أبريل الجاري) الذي ركز رسميا على الملف السوري وتشديد الضغوط على سوريا وحلفائها، إلا أن مسار التطورات يشير الى أن هناك سلسلة من الخطوات ضد حزب الله تتخذ في الملف اللبناني على الصعيدين المحلي والخارجي.
على الصعيد المحلي اللبناني اتجه الجو السياسي اللبناني الى الهدوء بد انتخاب ميشال عون رئيسا للبنان وسعد الحريري رئيسا للوزراء، فيما تُتخذ بعض الخطوات المهمة في هذا المجال. دعت السعودية سعد الحريري لزيارتها على متن الطائرة الملكية السعودية، كما يمكن قراءة الدعوات التي وجهتها بعض الدول الأوروبية لسعد الحريري على أنها تهدف لتأجيج التوتر في الوضع السياسي بلبنان، حيث تحدث الحريري خلال هذه الزيارات عن الخلافات بين الحكومتين اللبنانية ونظيرتها السورية ودور حزب الله في البلاد. 
وعلى الصعيد الداخلي يمكن اعتبار نشاط بعض الجماعات الإرهابية وكذلك المواجهات في بعض مخيمات اللاجئين الفلسطينيين جانبا آخرا للخطوات الأمنية ضد حزب الله، ومن الأمثلة على ذلك المواجهات التي حصلت في معسكر عين الحلوة وأدت الى سقوط عشرات الجرحى والقتلى. ويقع مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين شرق مدينة صيدا وبين المناطق ذات الأغلبية الشيعية، السنة والمسيحية؛ ويُطل على طريق سريع يؤدي الى جنوب لبنان، تمر عبره القوات الدولية المنتشرة في لبنان منذ عام 1978 وحتى الآن. ويقع هذا المعسكر بالقرب من مواقع نفطية في البحر المتوسط. ويرى كثيرون ا، من أهداف هذه الاشتباكات والمواجهات اشغال حزب الله والجش اللبناني بالخلافات الداخلية وابعادهما عن الساحة السورية، كما أن بعض هذه الخطوات تهدف الى دعم الجماعات الإرهابية في سوريا عبر الأراضي اللبنانية. 
وعلى الصعيد الخارجي تصاعدت التحركات المضادة لحزب الله، حيث أكدت القمة العربية الأخيرة في الأردن مرة أخرى على ضم اسم حزب الله الى قائمة المنظمات الإرهابية، فيما أعلن لبنان التزامه الحياد، ولم يوافق على الفقرتين 6 و 7، معلنا رفضه الموافقة على وصف حزب الله بالمجموعة الإرهابية؛ حيث أن هذا لا يتفق مع تصنيف الأمم المتحدة ويتعارض مع المعاهدة العربية للحرب على الإرهاب. 
الأمر اللافت للنظر هو أن مضاعفة أمريكا وحلفائها جهودهم من أجل ابعاد روسيا عن سوريا وحلفائها هي جزء من الخطوات المتخذة ضد حزب الله، وقبل زيارته لموسكو، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أن على موسكو أن تختار بين العلاقات مع أمريكا أو مع سوريا، إيران وحزب الله.
إن مجموع هذه الممارسات يشير الى حركات شاملة يقوم بها أعداء المقاومة من أجل الضغط على حزب الله على الصعيدين المحلي اللبناني والخارجي. ويبقى السؤال هو ما الهدف من هذه الممارسات وما هي الأهداف الخفية التي يريدون تحقيقها عبر هذه الممارسات؟ 
إن جزء من هذه الممارسات ناجم عن أهداف السياسة الداخلية اللبنانية. حيث يستعد لبنان لخوض انتخابات مجلس النواب، فيما تدل المؤشرات على تفوق المقاومة في أنظار الرأي العام اللبناني، مما قد يؤدي الى تغييرات جذرية في تشكيلة البرلمان اللبناني. ويمكن اعتبار اثارة الأزمات الجانبية خطوة من أجل دفع تيار المقاومة نحو الأمور الهامشية وتشويه صورته في أنظار الرأي العالم بلبنان، لعلهم يتمكنون من تغيير مسار الانتخابات باستخدام هذه الأدوات. 
الملاحظة الأخرى هي قطع خطوات لتحقيق أهداف الكيان الصهيوني والسعودية. إن مسار التطورات يشير الى أن من الأهداف الرئيسية للسعودية والكيان الصهيوني على مستوى المنطقة والعالم، اتخاذ خطوات مباشرة ضد حزب اله أو تحفيز الغرب ضد الحزب، حيث أعلن المسؤولون السعوديون والصهاينة عدة مرات أن حزب الله هو التهديد الأكبر لكيانيهما. 
الملاحظة الهامة الأخرى هي أن أعداء المقاومة على علم بأهمية اضعاف العلاقة بين سوريا وحلفائها من أجل تحقيق أهدافهم الامبريالية في سوريا. وعلى الرغم من أن تحركاتهم تتم حاليا ضمن اطار الحرب السياسية ضد روسيا، ولكن عمليا يسعون الى توجيه الضربات لحلفاء سوريا الآخرين؛ أي إيران وحزب الله. 
من هذا المنطلق لا يمكننا أن نعزل ما يجري في الملف السوري على الصعيدين السياسي والعسكري عن أهداف أعداء المقاومة ومعاداتهم لحزب الله. إن محصلة هذه التحركات تستهدف دور حزب الله ومكانته في لبنان والمنطقة، وهما ما يخيفان أعداء المقاومة ويحرضانهم، وأديا الى سلسلة الخطوات الأخيرة التي أتخذها أعداء حزب الله. إن هذه الممارسات لا تشير الى قوة أعداء المقاومة؛ بل تشير الى اهتزازهم ودخولهم في أزمة كبيرة، حيث يقومون بهذه الخطوات من أجل الفرار من الأزمة لعلهم يمنعون محور المقاومة ومنه حزب الله من الاستمرار بتحقيق الإنجازات، وفي هذا المجال سيؤدي الاتحاد بين أركان محور المقاومة وإصرار روسيا على الاستمرار بدعم سوريا والرفض العالمي للخطة التي رسمتها أمريكا للمنطقة الى هزيمة أخرى ستتعرض لها أمريكا وشركائها مقابل محور المقاومة. 

mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@