] أبو مازن في واشنطن.. سراب السلام و رفض الفصائل الفلسطينية
الرئیسیة >>  عمومی >> تیتر یک
08 May 2017 - 15:13 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 3137

أبو مازن في واشنطن.. سراب السلام و رفض الفصائل الفلسطينية

الرئيس الفلسطيني يدرك أنه لا حلول للسلام سيجدها في جعبة ترامب، فترامب هو الرئيس الأمريكي الوحيد من بين الرؤساء السابقين الذي يحاول وبقوة نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، كما أنه الأكثر ميلًا لما يسمى بحل الدولة اليهودية على حساب حل الدولتين، الذي ما زال أبو مازن يتمسك به على مدار عقود من المفاوضات مع الجانب الصهيوني، وبالتالي ترامب لن يقدم الكثير لأبو مازن، خاصة أن ترامب بات صاحب الضوء الأخضر لسياسات إسرائيل الاستيطانية التي تمارس على أراضي الضفة الغربية والتي تقع تحت سلطة أبو مازن. لقاء عباس بترامب جاء بعد شهرين ونصف من لقاء الأخير برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتحريك عملية السلام المتجمدة منذ سنوات بين الطرفين، بعدما التقى عباس بعدد من المسؤولين الأمريكيين في رام الله قبل انطلاقه للبيت الأبيض، كان منهم رئيس وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو ومبعوث ترامب الخاص بعملية السلام جيسون غريبنبلات.
 وصل رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، واشنطن الثلاثاء الماضي، وذلك في إطار زيارة رسمية للبيت الأبيض، ورافقه في الزيارة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، وآخرون.
في أجواء يغلب عليها طابع المجاملات وكلمات المديح المتبادلة، اجتمع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالرئيس الفلسطيني، في البيت الأبيض الأربعاء. وكعادته أكد رئيس السلطة الفلسطينية أن خيار الفلسطينيين الوحيد هو تحقيق السلام مع إسرائيل على مبدأ الدولتين ضمن حدود عام 1967، وقال عباس في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب "جميع قضايا الوضع النهائي قابلة للحل بما يشمل اللاجئين والأسرى”.
وأضاف عباس موجهًا كلامه لترامب "نؤمن أنكم قادرون على النجاح في تحقيق السلام”، متابعًا "أتطلع للعمل معكم للتوصل إلى تحقيق صفقة سلام تاريخية”.
من جهته أعرب الرئيس الأمريكي عن التزامه بالعمل مع الفلسطينيين والإسرائيليين "لكي يعيش الجميع بسلام”، معتبرًا أن الرئيس عباس يعمل بشجاعة من أجل السلام، وعن ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قال "بصدق قد يكون الأمر أقل صعوبة مما يعتقده الناس منذ أعوام”.
قد تلخص تصريحات عباس بأنه يتطلع إلى العمل مع الرئيس ترامب لإنجاز الصفقة التاريخية موضوع الزيارة، فالحديث عن القضية الفلسطينية في إطار "صفقة” يبدو حقيقيًّا، في ظل رئيس قد لا يشعر في قرارة نفسه أنه رئيس، فأبو مازن ما زال يبحث حتى الآن عمن يمنحه شرعية الرئيس التي اهتزت كثيرًا، إبان حكم الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، ورفض وزير خارجيته، جون كيري، مصافحته حتى، وحديث الرباعية العربية مصر والسعودية والإمارات والأردن عن بديل سياسي له متمثلًا في النائب الفتحاوي السابق، محمد دحلان، بالإضافة لحماس التي تشكل حكومة منفردة في قطاع غزة، الأمر الذي اضطر أبو مازن لعقد المؤتمر السابع لحركة فتح؛ في محاولة لتوطيد أركان حكمه.
لقاء أبو مازن بترامب قد يكون في حد ذاته أهم من تفاصيل الحلول العادلة للقضية الفلسطينية، فأبو مازن يسافر إلى واشنطن وهو يضرب حصارًا على قطاع غزة من خلال بوابة الكهرباء وقطع بعض رواتب موظفيها، كنوع من أنواع الضغوط؛ لتركيع حركة حماس لسلطته السياسية، ليظهر بمظهر الرئيس الذي يمتلك كل أوراق اللعبة الفلسطينية أمام ترامب.
الرئيس الفلسطيني يدرك أنه لا حلول للسلام سيجدها في جعبة ترامب، فترامب هو الرئيس الأمريكي الوحيد من بين الرؤساء السابقين الذي يحاول وبقوة نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، كما أنه الأكثر ميلًا لما يسمى بحل الدولة اليهودية على حساب حل الدولتين، الذي ما زال أبو مازن يتمسك به على مدار عقود من المفاوضات مع الجانب الصهيوني، وبالتالي ترامب لن يقدم الكثير لأبو مازن، خاصة أن ترامب بات صاحب الضوء الأخضر لسياسات إسرائيل الاستيطانية التي تمارس على أراضي الضفة الغربية والتي تقع تحت سلطة أبو مازن.
لقاء عباس بترامب جاء بعد شهرين ونصف من لقاء الأخير برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتحريك عملية السلام المتجمدة منذ سنوات بين الطرفين، بعدما التقى عباس بعدد من المسؤولين الأمريكيين في رام الله قبل انطلاقه للبيت الأبيض، كان منهم رئيس وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو ومبعوث ترامب الخاص بعملية السلام جيسون غريبنبلات.
وتتفق السلطة الفلسطينية مع المبعوثين الذين يؤمنون بأن إدارة ترامب الجديدة ترغب بشدة في التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، وكما قال مسؤولون أمريكيون، فإن انعقاد اللقاء يدلل على أن الرئيس ترامب يعطي اهتمامًا خاصًّا لحل النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي.
ورغم نظرة القيادة الفلسطينية بإيجابية نحو إدارة ترامب الجديدة، إلا أن التجارب السابقة أثبتت أن الإدارة الأمريكية مهما اختلفت، فإنها تدعم بكل نفوذها المخططات الإسرائيلية التي شأنها أن تنهي الوجود الفلسطيني، بمزيد من الوقت في المفاوضات، لصالح التوسع الاحتلالي والاستيطاني، ما يؤكده المحلل والكاتب السياسي، أسعد أبو شرخ، لـ "البديل” بأن تضييع الوقت لصالح الاحتلال كان وما زال شعارًا للإدارة الأمريكية، مُذكّرًا بأن الإدارة السابقة قدمت عديدًا من الوعود بحل النزاع، لكنها لم تقدم شيئًا لصالح القضية الفلسطينية، بل ضغطت على الفلسطينيين لتقديم مزيد من التنازلات، ولم تستطع إيقاف إسرائيل عن توسعها الاستيطاني.
وعلل أبو شرخ الموقف الفلسطيني الإيجابي من إدارة ترامب، سواء موقف السلطة الفلسطينية الواضح، أو حركة حماس، إذ عبر خالد مشعل، رئيس مكتبها السياسي، في لقاء تليفزيوني على شبكة "سي إن إن” عن موقف حركته الإيجابي قائلًا: إن ترامب قد يعطي فرصةً جيدة، ولديه هامش أكبر من الجرأة، ويستطيع أن يحدث تغييرًا في التعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي، بأنه جزء من المشهد العربي كله، الذي يذهب لتأدية العبادة السياسية بأمريكا، مشيرًا إلى أن الطرفين قد يكونان قد نُصِحا من العرب بأن يتحدثا بإيجابية عن ترامب، لعلهما يحصلان على شيء من هذا السراب الذي يبحثان عنه من أمريكا، على حد تعبيره.
الفلسطينيون، على خلاف قادتهم، يؤمنون بأن الإدارة الأمريكية لن تقدم شيئًا يخدم المشروع الوطني الفلسطيني، بل سيرتكز دعمها لصالح الاحتلال، الذي يضغط لإنهاء القضية الفلسطينية، ما يفسره أبو شرخ بأن جميع التآمرات على الشعب الفلسطيني مجرد فقاعات ستزول.
ويضيف: الشعب الفلسطيني الآن يبلغ 13 مليون نسمة، نصفه فقط في فلسطين التاريخية، والباقي مهجرون بالخارج، ومهما بلغت التآمرات على القضية الفلسطينية أو محاولة إلغائها، فستفشل، لأن الشعب الفلسطيني مستمر ومتمسك بوطنه، مشيرًا إلى أنه قد تأتي قيادة هنا أو هناك تحاول أن تتعامل مع الموقف الدولي أو تخذل الشعب الفلسطيني، لكنها في نهاية الأمر ستفشل، لأن الصراع الذي بيننا وبين العدو الصهيوني صراع إرادة، وستنتصر الإرادة الفلسطينية؛ لأنها صاحبة الحق.
 
رفض الفصائل الفلسطينية  
رفضت الفصائل الفلسطينية تصريحات رئيس السلطة محمود عباس خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن بأن جميع قضايا الحل النهائي قابلة للحل بما يشمل اللاجئين والأسرى، استناداً للقانون والشرعية الدولية.
 
وقال القيادي في الحركة سامي أبو زهري في تغريدة عبر تويتر، "إن هذه حقوق وطنية لجميع الفلسطينيين ولا أحد يملك التفريط فيها".
وأضاف: "لا أحد فوض محمود عباس بتمثيل الشعب الفلسطيني وكل ما صدر عنه من مواقف لا تلزم أحدا".
 
كما عبر ماهر مزهر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية عن رفض الجبهة للخطاب واللغة التي تحدث بها رئيس السلطة وحركة فتح محمود عباس في لقاءه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء اليوم في العاصمة واشنطن .
 
وأضاف مزهر "أن الجبهة ترفض أن يكون البيت الأبيض المدخل الرئيسي لإحلال عملية السلام، مؤكدا أن ترامب سيجلب للشعب الفلسطيني المزيد من الدمار ".
 
ولفت إلى أن عملية السلام لا تكون بالاستسلام للاحتلال، في ظل رفض حكومة الكيان اليمينية المتطرفة الاستجابة لمطالب الأسرى في إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم السابع عشر على التوالي، بالإضافة إلى استمرار تلك الحكومة في جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، وهذا مرفوض جملة وتفصيلا.
 
من جهته حذر خالد أبو هلال الأمين العام لحركة الأحرار الفلسطينية، رئيس السلطة محمود عباس من الإقدام على أي "تنازل أو تفريط" يستهدف القضية الفلسطينية والثوابت الوطنية.
 
وقال أبو هلال، إنه لا يمكن الرهان على الإدارة الأمريكية المنحازة دوماً للموقف الصهيوني، مشيراً أن عباس يمهد لمرحلة سياسية خطيرة.
بماذا يعود أبو مازن  
" الخيبة، حلحلة الموقف، التمسك بالدولة الفلسطينية، إلقاء الكرة في ملعب أمريكا" هكذا تباينت رؤى السياسيين الفلسطينيين حول نتائج زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن للبيت الأبيض على خلفية دعوة من نظيره الأمريكي دونالد ترامب.
 واستقبل الرئيس الأمريكي  محمود عباس أبو مازن، بالبيت الأبيض لبحث سبل إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
 جمود؛  ويأتى اللقاء قبل وقت قصير من زيارة ترامب إلى إسرائيل والتي يجرى الإعداد لها حاليا والمقرر لها نهاية شهر مايو الجاري.
 وسافر عباس لواشنطن بعد زيارته القاهرة وعمان لتنسيق لقائه بترامب مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني.
 مضيعة للوقت؛   وتشهد عملية السلام حالة من الجمود في الوقت الراهن بسبب التعنت الإسرائيلي وسعيها الحثيث لإفراغ عملية السلام من مضمونها عبر التوسع المستمر في عملية الاستيطان وسط صمت وعجز عربي ودولي.
 القيادي بحركة فتح الفلسطينية، الدكتور أيمن الرقب  اعتبر زيارة عباس للبيت الأبيض مضيعة للوقت في ظل استمرار الممارسات الفلسطينية والتوسع الاستياطني فضلاً عن الانتهاكات التي تحدث يومياً من قوات الاحتلال الصهيوني.
 وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن الزيارة في حد ذاتها مهمة جدا لتحقيق انتصار بعودة الملف الفلسطيني على الساحة الدولية من جديد لكن ما دار في الكواليس لا أحد يعلمه، لافتاً إلى أن الأيام القادمة ستشهد إعداد لحملة مفاوضات جديدة.
 حل الدولتين؛  وأوضح أن حديث ترامب  أنه سيكون محيادا بين الجانب الفلسطييني والإسرائيليى  غير مريح، وكان الأمر يتطلب دعما حقيقيا لحل الدولتين أكثر من الحديث عن الدعم الاقتصادي للدولة الفلسطينية من خلال فتح استثمارات دولية وهو أمر غير منطقي أن يأتي مستثمر لدولة محتلة.
 وأشار الرقب إلى أن رؤية أبو مازن للدولة الفلسطينية ممثلة بحدود الرابع من يوليو 1967، ولكن ترامب رؤيته غير الملعنة هي العودة للمفاوضات بدون سقف زمني ودون رعاية دولية، وهو ما  يجعل الفلسطينون لا يقبلون   بأي حل غير العودة لحدود67 .
 زيارة غير مناسبة؛   بدوره قال الدبلوماسي الفلسطيني غازي فخري، إن الزياره كانت وديه طرح فيها أبو مازن رؤيته الفلسطينية والعربية والمبادرة العربية واستمع إليه ترامب جيدا، لكنه لم يحدد أي قضية سوى أن أبو مازن يريد السلام ومتفهم ولديه استعداد للمفاوضات على أساس إيقاف الاستيطان والدولة الفلسطينية عاصمتها القدس.
 وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن الزيارة وتوقيتها لم تكن في الوقت المناسب حيث تمت في ظل الانقسام الفلسطينى وفي ظل تعديل رؤية حماس في بعض مواقفها وخاصة قبولها بدولة لحدود الرابع من يوليو 67 وإمكانية حل الصراع بطرق سلميه وهى تعرض نفسها بديلاً عن منظمة التحرير وحركة فتح إلى جانب تصاعد الصراع ما بين فتح وحماس واعتقالات عشرات الكوادر من حركة فتح فى غزه.
 وتساءل فخري عن مدى استجابة الاحتلال للمطالب الفلسطينية؟، ثم أجاب أن الجانب الإسرائيلي لن يتنازل عن مواقفه إلا إذا تنازل الجانب الفلسطيني عن 40% من الضفة الغربيه وإبقاء المستوطنات كما هى.
 إثبات الحق السياسي؛  فيما يرى المحلل السياسي الفلسطيني المستشار طه الخطيب، أن الهدف الرئيسي من الزيارة هو إثبات الحق السياسي الفلسطيني داخل البيت الأبيض الأمريكي على اعتبار أن أمريكا راعية لعملية السلام في الشرق الأوسط.
 وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن الرئيس الفلسطيني استطاع أن يلخص محتويات الملف الفلسطيني منذ عام 76 بكل أبعاده السياسية والوطنية في نقاط واضحة أمام الرئيس الأمريكي للتأكيد على أن فلسطين مستعدة للتفاوض، وذلك لتتحمل الإدارة الأمريكية الطرف الآخر مسؤولية للذهاب لعملية السلام وفقا لاتجاه حل الدولتين وأن تكون عاصمة فلسطين القدس الشرقية.
 وأكد أن الأزمة الفلسطينية معقدة ومن الصعب أن يحدث حل في يوم وليلةـ، خاصة أن أمريكا غير مستعدة على الضغط على إسرائيل، لكن مهم جدا أن يثبت الحق الفلسطيني أمام أمريكا بمفهوم القادة الفلسطينيين .
 

mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@