] وثیقة حماس السیاسیة الجدیدة؛ تغییر استراتیجي أو تکتیکيّ
الرئیسیة >>  عمومی >> تیتر یک
15 May 2017 - 10:22 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 3161

وثیقة حماس السیاسیة الجدیدة؛ تغییر استراتیجي أو تکتیکيّ

الحقیقة ان حماس یسعی للتخلص من الضغوط الدولیة الشدیدة، فبهذا السبب حاول ان یخفض من وطأة الأیدئولوجیة لقانونه شدیدا و یتجنب من اللغة الهجومیة و یسعی وراء تحقیق اهدافه بلهجة و خطاب اکثر مرونة من السابق. ان المحاولة لتأسیس الحکومة لیست مسألة جدیدة و کان حماس یعتقد قبل هذا بهذه القضیة ایضا. یعتبر بعض نقاد هذه الوثیقة، حذف بند تدمیر فلسطین انحرافا و تنازلا کبیرا. بینما ان حماس قد رفض في بنود مختلفة هذه المسألة بصراحة مشددا علی المقاومة حتی تدمیر فلسطین الکامل.
موقع البصیرة / محمد رضا مرادي
قد انتشرت بضعة وثائق حماس سیاسیة جدیدة في الدوحة؛ وثائق قد أثار انتشارها موجة من الحروب الاعلامیة من قبل المؤیدین و المعارضین لها. یعتقد البعض ان حماس قد تنازل من مبادئه الثوریة و بالمقابل یعتقد البعض الآخر ان هذه الوثیقة السیاسیة مجرد تغییر تکتیکي. لکن ما هي حقیقة الأمر؟
بالتزامن مع الذکری التاسعة و الستین من تأسیس الکیان الاسرائیلي المحتل، قد کشف رئیس مکتب حرکة المقاومة الاسلامیة الفلسطینیة(حماس)، خالد مشعل، الستار عن قانون جدید یفصل في 42 بندا السیاسات العامة لهذه الحرکة. اما اهم التغییرات الطارئة في هذه الوثیقة بالنسبة الی القانون السابق هي انه في الوثیقة الجدیدة لم یتم الاعلان عن تدمیر الکیان الاسرائیلي بل التنبأ عن تشکیل حکومة في حدود 1967م. یعتبر البعض هاتین القضیتین من معالم تنازل حماس الکبیر. و لکن علینا ان نعلم انه لم تحدث تغییرات ملحوظة من حیث المضمون في هذا القانون. بل یلاحظ تغییر کبیر في اللهجة. 
استنادا الی البند العشرین الجدید، ان حماس لن یتنازل عن اي جزء من اراضي فلسطین. ان حماس یرفض بدلا من تحریر فلسطین الشامل من البحر الأبیض المتوسط الی نهر الأردن کل بدیل آخر و لا یعترف رسمیا بالکیان الاسرائیلي و لن یصرف النظر عن اي حقوق الفلسطینیین. یعتبر حماس انشاء حکومة مستقلة کاملة ذات سیادة ارضیة فلسطینیة وفق حدود 1967م و عودة اللاجئین و المشردین الی بیت طردوا منه اتفاقا وطنیا مشترکا.
قد اکد حماس في القانون الجدید علی انه لا و لن یعترف رسمیا بوجود اسرائیل و یعتبر الحدود الفلسطینیة تلک الحدود التي کانت تحدد ارض فلسطین قبل تاسیس الکیان الاسرائیلي في سنة 1948م. من هذا المنطلق ان التغییر الطفیف الذي قد حدث في هذا القانون هو القبول بتاسیس بلد فلسطیني مستقل في داخل حدود ما قبل عام 1967م أي في الضفة الغربیة و قطاع غزة.
قد تعین في البند الاول من القانون الجدید هدف حماس: هو تحریر فلسطین و المکافحة مع مشروع الکیان الاسرائیلي و جاء في قسم المقدمة: ان المقاومة تستمر حتی تحقیق مشروع التحریر، و عودة المشردین، و تاسیس بلد مع سیادة کاملة في عاصمة القدس. قد اشیر في البند الخامس و العشرین للوثیقة الجدیدة الی موضوع السلاح و المقاومة المسلحة لحرکة حماس و شدد علی مواصلة المقاومة. علی الاطلاق بامکاننا ان نقول: ان حماس قد حافظ في وثیقته الجدیدة شیئا علی استراتیجیته الرئیسة اي المقاومة لکن تکتیکاته قد تغیرت شیئا ما. 
الحقیقة ان حماس یسعی للتخلص من الضغوط الدولیة الشدیدة، فبهذا السبب حاول ان یخفض من وطأة الأیدئولوجیة لقانونه شدیدا و یتجنب من اللغة الهجومیة و یسعی وراء تحقیق اهدافه بلهجة و خطاب اکثر مرونة من السابق. ان المحاولة لتأسیس الحکومة لیست مسألة جدیدة و کان حماس یعتقد قبل هذا بهذه القضیة ایضا. یعتبر بعض نقاد هذه الوثیقة، حذف بند تدمیر فلسطین انحرافا و تنازلا کبیرا. بینما ان حماس قد رفض في بنود مختلفة هذه المسألة بصراحة مشددا علی المقاومة حتی تدمیر فلسطین الکامل. و جدیر بالذکر ان المرونة الموجودة في لهجة و خطاب حماس في الوثیقة الجدیدة یمکن أن یأتي بخطرات لهذه الحرکة. فعلی ذلک علی حماس ان یدرک هذه المسألة تماما و ذلک لان في الوثیقة الجدیدة نری بصمة المملکة العربیة السعودیة و قطر و ترکیا و لهذه البلدان الثلاث أیضا علاقات ظاهرة خفیة کثیرة مع الاسرائیلیین. فبهذا السبب علی حماس ان یکون علی بینة تماما من فخ التسویة حتی لا یقع في فخ البلدان الخاضعة للتسویة مع الکیان الاسرائیلي. لکن لا نستطیع ان نعتبر في الظروف الراهنة التغییرات الطارئة في الوثیقة الجدیدة استراتیجیا أو تنازلا لان بنود هذه الوثیقة لا تقبل هذه المسألة. و لکن من الواضح تماما ان الوثیقة الجدیدة یمکن ان یکون سیفا ذا حدین یشکل حدا منه انتصار حماس و حده الآخر الخروج من محور المقاومة. بامکاننا ان نقول: ان حماس قد اخبر عبر انتشار وثیقته الجدیدة عن تغییر تکتیکه لمواصلة المقاومة و مواصلة اهدافه و لا یمکن اعتبار هذه المسألة منعطفا کبیرا.

mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@