] الخلافات الخليجية القطرية.. من فشل الوساطة الكويتية الى انقلاب جديد
الرئیسیة >>  عمومی >> تیتر یک
03 June 2017 - 15:22 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 3286

الخلافات الخليجية القطرية.. من فشل الوساطة الكويتية الى انقلاب جديد

لفت مراقبون إلى أن نشر أنباء عن احتمال الانقلاب على الأمير تميم أتى غداة الزيارة التي قام بها إلى الكويت ولقاء أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح، مما يؤشر إلى فشل الوساطة الكويتية قبل أن تولد بعد أن عولت عليها الدوحة واصفة أمير الكويت بـ”رجل إطفاء المنطقة”، وأن التصعيد السعودي الذي رافق الزيارة يعكس موقفا متشددا رافضا لكل أشكال الوساطات لحل الأزمة الحالية من خلال مقاربات تقليدية سبق اختبارها مع الحالة القطرية، لا سيما عقب أزمة عام 2014، والتي ثبت فشلها تماما.

الازمة بين قطر و”شقيقاتها” الخليجية الثلاث ما زالت مستمرة، والحرب الإعلامية التي تعكس حدتها ما زالت مشتعلة أيضا، وجديدها الأبرز تطوع دولة الكويت "مبدأيا” للقيام بجهود الوساطة مثلما فعلت في ازمة مماثلة، وان كانت اقل حدة وخطورة، في عام 2014.
السلطات القطرية أقدمت في الأيام الماضية على ثلاث خطوات تعكس شخصية قطر ومنهجها السياسي المثير للجدل، الأولى تصعيدية واثنتان طابعهما التهدئة، ومحاولة "تبريد” الازمة، وترطيب الأجواء لانجاح الوساطة الكويتية او عدم افشالها على الاقل.
    الخطوة الأولى: تمثلت في الاتصال الهاتفي الذي اجراه امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالرئيس الإيراني حسن روحاني بعد اقل من 24 ساعة من انفجار الازمة، حيث تعهد فيها بالايعاز للأجهزة التنفيذية في بلاده بتعزيز العلاقات مع "الجار” الإيراني، ونقول ان هذه الخطوة تصعيدية لانها ترش الملح على جرح الخلاف مع السعودية والامارات والبحرين، وتؤكد تمسك قطر بسياستها المستقلة، وعدم وجود أي رغبة لديها لتغييرها في الوقت الراهن على الأقل.
    الثانية: الترحيل المفاجيء للناشط السعودي عبد الله العتيبي الى بلده السعودية، بينما كان في طريق سفره الى النرويج، حيث كان يأمل الحصول على لجوء سياسي، وهي خطوة ادانتها منظمة العفو الدولية، لان السيد العتيبي لن يحظى بمحاكمة عادلة، وقد يواجه عقوبات بالسجن لعدة سنوات مثل العشرات وربما المئات غيره.
    الثالثة: اقدام قناة "الجزيرة” على حذف رسم كاريكاتيري ساخر نشرته على موقعها، واعتبره الكثير من المغردين السعوديين على وسائط التواصل الاجتماعي مسيئا للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وقالت القناة في بيان لها انه "تم حذف كاريكاتير اخبار "مفبركة” وذلك نظرا للغط الذي اثاره، وتؤكد "الجزيرة” "انها لم تقصد بأي حال الإساءة الى خادم الحرمين الشريفين وما حدث من ربط لدى البعض هو اصطياد في الماء العكر”.
لا شك ان السلطات السعودية سترحب بتسليم قطر لاحد معارضيها الذي كان سيجد ملاذا آمانا في النرويج يتخذ منها منبرا لمواصلة انشطته لكشف انتهاكات حقوق الانسان والفساد في بلاده، لكن الخلاف بين البلدين لم يكن محوره استضافة هذا الناشط في الدوحة، وانما العلاقات القطرية الإيرانية المتطورة، وما قيل عن اختراق وزير الخارجية القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لكل الخطوط الحمر بلقاء مزعوم مع الجنرال قاسم سليماني، رئيس فيلق القدس، اثناء زيارة مفاجئة الى بغداد قبل وصول دونالد ترامب الى الرياض في زيارته الخارجية الأولى.
الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية، وضع شروطا "تعجيزية” للمصالحة مع قطر في تغريدات له على حسابه على "التويتر” قال فيها "حل الازمة بين الشقيق واشقائه طريقه الصدق في النوايا والالتزام بالتعهدات، وتغيير السلوك الذي سبب ضررا، وفتح صفحة جديدة لا عودة فيها الى نفس البئر”، وحذر "ان الفتنة تحمل في ثناياها خطرا جسيما”، وأوضح اكثر بقوله "موقعنا واستقرارنا في وحدة الصف، وصدق التوجه، ولا نعيش في فقاعة خادعة قد تضر الشقيق والجار دون ان تطالنا، امننا متصل ومترابط وكذلك مستقبلنا وان للصبر حدود”.
التفسير الفوري لهذه التغريدات وما بين سطورها هو اتهام دولة قطر بعدم المصداقية وعدم احترام العهود، والمطالبة بتغييرات "جذرية” في السلوك القطري، ومثل هذه الاتهامات والمطالبات لن تجد ترحيبا من قبل المسؤولين القطريين حتما، ولا نريد ان نقول اكثر من ذلك.
يعبر القطريون في اعلامهم عن استغرابهم من هذه الحملة عليهم بسبب علاقاتهم المتطورة مع ايران التي يجمعهم بها الى جانب عامل الجوار، المشاركة في حقل غاز الشمال الذي يشكل انتاجه 65 بالمئة من صادرات قطر، ويقولون ان سلطنة عمان تقيم علاقات اكثر تطورا مع طهران، وان حجم التبادل التجاري بين امارة دبي وايران يزيد عن 15 مليار دولار سنويا ان لم يكن اكثر، فلماذا ممنوع علينا إقامة أي علاقات او تقارب معها؟
الجدل القطري صحيح، ولكن قطر ليست سلطنة عمان التي يعتبر الحياد العمود الفقري لسياستها على مر العصور، وحافظت على علاقات جيدة مع كل دول الجوار، ونأت بنفسها عن كل الصراعات في المنطقة،  ولا هي امارة دبي التي تبتعد عن أي خلافات سياسية وتعطي الأولوية للتجارة والاقتصاد، وتترك السياسة وصداعها لامارة ابوظبي، وكان لافتا ان حاكمها الشيخ محمد بن راشد لم يترأس وفد بلاده الى قمم الرياض بحضور ترامب، وترك هذه المهمة الى الشيخ محمد بن زايد وللمرة الأولى في تاريخ القمم الخليجية والعربية والإسلامية.
الحرب الإعلامية مستمرة، وتزداد حدة يوما بعد يوم، ويبدو ان هناك سيناريو خفي جرى اعداده والاتفاق على تنفيذه يستهدف قطر، وما قول الدكتور القرقاش "للصبر حدود” وبعبارة أخرى "قد طفح الكيل”، الا احد ابرز عناوينه.
في جميع الأحوال مجلس التعاون الخليجي لن يكون نفسه بعد هذه الازمة، فالشروخ داخله تتوسع، وباتت تستعصي على "الجسّر” وبشكل متسارع.. والأيام بيننا.
فشل وساطة الكويت 
عاد أمير قطر مجددًا إلى بلاده دون تحقيق أي انجاز يذكر خلال زيارته إلى الكويت التي هدفت إلى الوساطة لتنقية الأجواء المتوترة بين السعودية والإمارات والبحرين من جانب، وقطر من جانب آخر، لكن يبدو أن الكويت التي سبق أن توسطت بين المتنازعين نفسهم عام 2014، بعدما وصلت الأزمة بينهما إلى سحب تلك الدول لسفرائها من الدوحة، فشلت هذه المرة في رأب الصدع بين الأشقاء الخليجيين، فالأزمة الحالية مختلفة عن سابقتها، والدول الخليجية تُصر على أن تغير قطر من سلوكها قبل إتمام أية مصالحة، وما كان ممكنًا في عهد الملك الراحل "عبد الله بن عبد العزيز” غير ممكن في عهد العاهل السعودي الحالي "سلمان بن عبد العزيز” ونجله نائب ولي العهد "محمد بن سلمان” المعروف بسياسته الاندفاعية المتهورة ومثوله للأوامر الأمريكية، الأمر الذي يتطلب تنازلات وإجراءات ملموسة من قبل قطر تغير من خلالها الدوحة السياسات التي تثير حفيظة جيرانها، لكن المؤشرات الحالية واستمرار الهجوم السعودي – الإماراتي على الدوحة إعلاميًا وسياسيًا يؤكد أن زيارة تميم إلى الكويت لم تحقق أي مصالحة ملموسة، وأن الأمير الكويتي، صباح الأحمد الصباح، لن يستطيع إنقاذ قطر من براثن الانقلاب الخليجي عليها.
واعتبر مراقبون أن هذا الكلام يعكس مزاجا سعوديا رسميا مرتبطا بطباع الملك سلمان ونهجه في ممارسة الحكم ومقاربة علاقات بلاده بدول الخليج. وأضاف هؤلاء أن الملك سلمان اعتبر التعهد الذي وقعه الشيخ تميم أمام الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بحضور أمير الكويت ملزما وأن السعودية تنظر إليه كواقع حال لا يتغير بتغير الملك، خصوصا وأنه جاء لحل أزمة أخف هي أزمة 2014 وإعادة سفراء السعودية والبحرين والإمارات إلى الدوحة، وذكرت هذه الأوساط أن السعوديين يعتقدون أن ليس في استطاعة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد التملص من هذه الاتفاقات بحجة أنّها كانت مع الملك السابق الذي تُوفّي في مطلع العام 2015 وبأن هناك قيادة جديدة في السعودية، وكشفت مصادر سياسية سعودية مطلعة أن القيادة السعودية ترى أن الوساطة لن تكون مجدية وأن أمير قطر قد تبلّغ في الكويت تشدد الموقف السعودي، وهو ما يفسر سرعة الزيارة وعودة الأمير تميم بعد ساعات من وصوله.
وتؤكد هذه المصادر أن ما تشير إليه الصحف السعودية عن احتمال وقوع انقلاب سادس لا يبتعد عن سياق سياسي تاريخي جرى سابقا في قطر وأن المواقف الصادرة عن تيار آخر داخل أسرة آل ثاني قد توفر مسوغا شرعيا للتغير داخل الطبقة الحاكمة في الدوحة.
وأوضحت أن الحكم الجديد في السعودية أكثر تشددا مع قطر من الحكم السابق الذي كان أصر، بين ما أصرّ عليه، على إغلاق الدوحة لمعهد أقامته لتدريب الناشطين السياسيين على استخدام وسائل الاتصالات من أجل التحريض السياسي في دول المنطقة.
وذكرت المعلومات أنّ الملك سلمان مصرّ أكثر من أي وقت على أن توقف قناة الجزيرة القطرية برامجها التي تهدّد الأمن القومي السعودي والخليجي من منطلق التبني الكامل لبرنامج جماعة الإخوان المسلمين ونشاطهم السياسي.
وأشارت إلى أن السعودية تريد أن يفهم القطريون أن تعاطيها مع الإخوان المسلمين في اليمن لا يعني أنها راضية عن سياسة هذا التنظيم وأن تغييرا جذريا طرأ على موقفها منه بشكل عام.
ونقلت بعض المصادر عن مسؤول سعودي قوله "لم تسر قطر معنا، لا في مصر ولا في ليبيا ولا في سوريا”، مضيفا أن القطريين استسلموا لإيران وحزب الله بعد خطف بضعة صيادين من العائلة الحاكمة (آل ثاني) في العراق (أواخر العام 2015).
الاحتمالات الواردة
لفت مراقبون إلى أن نشر أنباء عن احتمال الانقلاب على الأمير تميم أتى غداة الزيارة التي قام بها إلى الكويت ولقاء أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح، مما يؤشر إلى فشل الوساطة الكويتية قبل أن تولد بعد أن عولت عليها الدوحة واصفة أمير الكويت بـ”رجل إطفاء المنطقة”، وأن التصعيد السعودي الذي رافق الزيارة يعكس موقفا متشددا رافضا لكل أشكال الوساطات لحل الأزمة الحالية من خلال مقاربات تقليدية سبق اختبارها مع الحالة القطرية، لا سيما عقب أزمة عام 2014، والتي ثبت فشلها تماما.
ونشرت صحيفة الرياض المقربة من مواقع القرار في السعودية نص بيان تبرأت به "أسرة آل ثاني حكام قطر الأصليون وأبناء عمومة الأمير تميم من توجيهات ‘أميرهم الطائش’ على خلفية الرسوم المسيئة للمملكة التي نشرتها قناة الجزيرة” ووجهت العائلة اعتذارها من خلال البيان الذي بعثت به إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والشعب السعودي.
تقول مراجع خليجية مطلعة إنه لم يعد مهما ما تجده قطر مواتيا لمصالحها في خياراتها السياسية، وأن المهم أن الأمور وصلت إلى حدود لم تعد العواصم الخليجية تقبل بها، وأن مصالحها السياسية الأمنية والسياسية، لا سيما بعد انعقاد القمم الثلاث مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرا، تتطلب أكثر من "تراجع” قطر ووعود أميرها.
ولم تفصح هذه المراجع عن الخطوات التي قد تتخذها دول الخليج للدفاع عن أمنها ومصالحها ضد السياسات القطرية، لكنها أكدت أن كافة الاحتمالات باتت واردة لحسم علة باتت تهدد دول مجلس التعاون الخليجي، كما باتت تهدد شعوب هذه المنطقة. وذكّر مراقبون خليجيون بوعد أمير قطر أمام العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز أثناء الوساطة السابقة لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد عام 2014، بعدم مس الثوابت الخليجية في علاقاتها وأمنها.
واستغرب مسؤولون خليجيون مواصلة الدوحة اعتماد سياسات لا تمتّ بصلة إلى البيئة الخليجية وتقاليدها، لا سيما أن العواصم الخليجية سبق لها وأن أبدت رفضا لهذه السياسات وصلت إلى حد القطيعة وسحب السفراء من الدوحة في عام 2014.وعادت الأمور إلى طبيعتها بعد تعهّد قطر وأميرها أمام العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بالكفّ عن انتهاج سلوكيات تتعارض مع مصالح دول الخليج.
تأتي الأجواء الحالية لترجح توقعات صحيفة "الرياض”، حيث قالت الصحيفة في تقرير لها أن أسرة آل ثاني حكام قطر الأصليون وأبناء عمومة «تميم» تبرأوا من توجيهات”أميرها” على خلفية الرسوم المسيئة للمملكة التى نشرتها قناة الجزيرة، ووجهت العائلة اعتذارها وذلك من خلال بيان بعثوا به لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولشعب المملكة.
ونقلت الصحيفة عن عائلة آل ثاني  قولها : «إن رفض العائلة لسياسات تميم حاكم قطر لم يعد قابلا للكتمان أو التخطي، وأنهم يعلنون التبرؤ من تلك السياسات قبل أن تغرق المركب بالعائلة بسبب أفعال تميم بن حمد، مبدين غضبهم من سياسات تميم تجاه دول الخليج.»
وأشارت إلى أن  بيان الاعتذار معنونا بـ»بيان فرع أحمد بن على من أسرة آل ثاني»، هو أول حاكم لدولة قطر بعد الاستقلال، وصدور البيان يكشف مدى عمق الانشقاق ويشير إلى أن العائلة تعلن أن الكيل قد فاض بها من سياسات تميم، وأن قطر قد تكون مقبلة على انقلاب جديد فى الحكم يعيد الدولة إلى الأسرة الأصلية الحاكمة.
الأمر الذي يؤكد حالة التوتر التى تسود أفراد عائلة ال ثاني من نتائج سياسات تميم على مستويات مختلفة، وخوفهم من فقدان علاقتهم مع دول عربية كبيرة وشقيقة كدول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة.الأمر الذي يفتح التساؤل عن امكانية تكرار قصة (العقوق) التي امتازت بها قطر منذ الحاكم السابق لدولة قطر حمد بن خليفة الذي انقلب على والده وانتزع الحكم منه بلا حق، حتى انقلاب الأمير الطائش تميم على والده بدعم من والدته موزة؟
فالمتتبع لتاريخ قطر يعرف جيدا قصص الانقلابات والانقسامات التي سادت الحكم في قطر، فمنذ إعلان استقلالها فى السبعينيات من القرن الماضي، حيث تعود قصة الانقلاب على عائلة أحمد بن علي إلى خليفة بن حمد جد تميم، والذى انقلب على الحاكم الفعلي لقطر فى 22 نوفمبر 1972، رغم استقرار الحكم فى البلاد وقتها، ومن يومها لم يعد الحكم إلى عائلة أحمد بن علي والتى أصدرت الاثنين بيان الاعتذار الذى يدين تميم وسياساته ويكشف خطورة المشهد الحالي على حكم تميم لقطر.
فلا توجد دولة حديثة فى العالم غرقت فى بحر الغدر والخيانة من أجل الوصول لمقعد السلطة والحكم كما حدث فى دويلة قطر الخليجية المحدودة، التى لا يتخطى عمرها السياسي ككيان مستقل 46 عاما، وتبلغ مساحتها 11 ألف كيلو متر تقريبا ولا يتجاوز عدد سكانها مليونى نسمة، منهم آلاف المجنسين من أصول هندية وبنغالية وباكستانية.
ماهي انقلابات العقوق الخمس التي شهدها سيناريو الحكم في قطر؟
الانقلاب الأول

بعد أن تأسست دولة قطر في 3 نوفمبر 1971 حصلت دولة قطر على استقلالها عن المملكة البريطانية، وكان يحكمها وقتها أحمد بن علي، وفي 22 فبراير 1972 انقلب خليفة بن حمد على ابن عمه أحمد بن علي، أول حاكم لدويلة قطر بعد الاستقلال، وخطف منه الحكم.
الأب خليفة بن حمد آل ثاني كان له عقله التآمري فقد أطاح بحكم ابن عمه في انقلاب، فعندما استقلت قطر عن بريطانيا عام 1971 كانت تحت حكم الشيخ أحمد بن علي آل ثاني الذي أطيح بانقلاب عسكري نفذه ابن عمه الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، وقام خليفة بتوطيد حكمه من خلال تسليم مفاصل الدولة لأولاده إلا أنه لم يكن يعلم أن الضربة ستأتيه من ابنه البكر «حمد».
الانقلاب الثاني
فى 1995 انقلب حمد بن خليفة على والده انقلابا ناعما، بتحريض من زوجته موزة المسند، وسيطر على كل مقاليد الحكم ومنعه من العودة لقطر لسنوات، حتى سمح له بالعودة فى العام 2004، وذلك بعد رحلة عمل كان متجها فيها الأب الأول «خليفة» لسويسرا في احتفالية كبيرة أقامها له الابن وكأنه حفل وداع له في مطار قطر، الأب خليفة لم يكن يتوقع أن يقوم الابن بهذا الانقلاب ويمنعه من أن تطأ قدمه أرض وطنه الذي كان يحكمه.
الانقلاب الثالث
فى 1996 حاول فهد بن حمد، الابن الأكبر للأمير حمد بن خليفة آل ثاني، استعادة الدولة من سطوة زوجة أبيه موزه المسند، والانتقام لجده من مكائدها التى قادت لانقلاب حمد على أبيه، إلا أن محاولته فشلت وتم نفيه خارج البلاد.
الانقلاب الرابع
تمكنت الشيخة موزة المسند من إبعاد ابني حمد الكبيرين من زوجته السابقة «مشعل وفهد» عن المشهد، وأقنعته بنفيهما خارج البلاد، واستطاعت بذلك الاحتفاظ بولاية العهد لنجليها جاسم وتميم.
بعد ذلك عملت موزة على تقديم ابنها جاسم لولاية العهد، إلا أنه كان له رأي مخالف لوالدته فى ظهورها العام، وطريقتها فى الظهور، وخروجها عن الأعراف فى الملبس والحديث مع الأغراب، فقررت الأم معاقبته بإبعاده عن المشهد.
وبعد كل هذه المؤامرات والخيانات وصلت دولة قطر إلى يد الأمير الصغير تميم بن حمد، الفتى الغر الذى لم يكن يبلغ من العمر وقت توليه العهد 23 عاما، وصعد إلى الإمارة وهو فى عامه الثالث والثلاثين، ومرت سنوات عدة استطاع خلالها تميم بن حمد تعيين كثيرين من المقربين منه والمخلصين له في أماكن ومناصب كبيرة وحساسة بالدولة، برعاية ومشورة الأم موزة، التى كانت تعرف جيدا متى وكيف ستغدر بزوجها العاق لصالح ابنها المدلل.
الانقلاب الخامس
فى 2013 لم يجد الأب «حمد» أمامه إلا أن يستر نفسه ويعلن تنحيه عن الحكم لنجله «تميم»، الذى تمكن من خلال والدته موزة المسند من قيادة انقلاب ناعم يعيد فيه مشاهد التاريخ وينفرد بالحكم فى الإمارة الصغيرة.
وبعد هذا التسلسل من الانقلابات والخيانات والمؤمرات.. فمن المتوقع أن تشهد قطر انقلابها السادس على تميم من خلال سيناريوهين:
السيناريو الأول
بعد أربع سنوات من الحكم لم ينجح تميم في كسب أي صديق أو قريب، بل حصد عداوة الجميع، فالتهديد الأول الذي ينتظره يأتي من أسرة أحمد بن علي التي تسعى للانتقام، وذلك لأنها صاحبة الحق الأصلي والشرعي في حكم قطر، والمنتسبة لأول حاكم للإمارة عقب الاستقلال عن الاحتلال البريطاني فى 1971، إذ أصدرت الأسرة بيانا تعتذر فيه للمملكة والإمارات عن سياسات «تميم»، فى إشارة مهمة وربما تحمل إشارات على تحركات من جانب الأسرة لوضع حد لأسرة خليفة واستعادة حكمهم الذى خطفه جد تميم.
السيناريو الثاني

وختمت صحيفة الرياض تقريرها   قائلة : يأتي التهديد الآخر لتميم من والده حمد بن خليفة آل ثاني، ونجله مشعل، الذى كانت قد أبعدته «موزة» عن المشهد لصالح نجلها تميم، ولذلك للانتقام لنفسه وحتى يضمن لنفسه عودة هيبته التي أسقطها ابنه الطائش «تميم».
انقلاب جديد بضوء أخضر أمريكي
يبدو أن أمريكا قد أنارت الضوء الأخضر لحكام الدول الخليجية لإسقاط النظام القطري والانقلاب عليه خلال زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى المملكة السعودية قبل نحو ثلاثة أسابيع، وذلك بعد أن أصبحت الخطوات والتحركات والسياسات القطرية غير مُرضية للنظام الأمريكي الجديد، حيث توقعت صحيفة "الرياض” السعودية، وقوع انقلاب سادس في قطر بعد أربع سنوات من الحكم لم ينجح "تميم” خلالها في كسب أي صديق أو قريب، بل حصد عداوة الجميع، وذلك عبر سيناريوهين، الأول أن يأتي التهديد من أسرة "أحمد بن علي” التي تسعى للانتقام من أسرة تميم، وذلك لأنها صاحبة الحق الأصلي والشرعي في حكم قطر، والمنتسبة لأول حاكم للإمارة عقب الاستقلال عن الاحتلال البريطاني فى عام 1971، إذ أصدرت الأسرة بيانًا تعتذر فيه للمملكة والإمارات عن سياسات "تميم”، فى إشارة مهمة وربما تحمل إشارات على تحركات من جانب الأسرة لوضع حد لأسرة خليفة واستعادة حكمهم الذى خطفه جد تميم، فيما يأتي التهديد الثاني من والد تميم نفسه، حمد بن خليفة آل ثاني، ونجله "مشعل”، الذى كانت قد أبعدته والدة تميم الشيخة "موزة” عن المشهد لصالح نجلها، وذلك للانتقام لنفسه وحتى يضمن لنفسه عودة هيبته التي أسقطها ابنه "تميم”.

mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@