] ما يجري في القدس وضرورة مراجعة المسار الاستراتيجي في مواجهة إسرائيل
الرئیسیة >>  عمومی >> المواضیع الاخیرة
22 July 2017 - 15:44 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 3650

ما يجري في القدس وضرورة مراجعة المسار الاستراتيجي في مواجهة إسرائيل

نعم جاءت عملية القدس المحتلة التي نفذها الشبان الثلاثة من آل الجبارين لتعيد القضية الفلسطينية ” المغيّبة” طوال سنوات الربيع العربي إلى الواجهة السياسية، وتوجه رسائل ذات دلالات مهمة للكم من التشوه، وانحراف المسار الذي أصاب الصورة الطبيعية للمواجهة مع الكيان الصهيوني، مع ضرورة إدارك أن تفاعل القاعدة الشعبية على امتداد العالمين العربي والإسلامي، لن يغير جذرياً ولا إسعافياً في الواقع الفلسطيني نحو قفزات نوعية للقضية، ولن يكون حجر عثرة في طريق التطبيع الذي تسير فيه دول بعينها لإتمامه وشرعنته.
موقع البصیرة / محمد بكر
لاتعويل على من قالت إسرائيل أنها أعلمتهم ونسّقت معهم في الإجراءات الأخيرة التي قامت بها في القدس المحتلة، لأن التحركات السياسية والخطوات المتصاعدة واللعب لتلك الدول، بات على المكشوف، وفي وضح النهار، وستفقد هذه الهبّة زخمها، مالم تُؤطّر بمسار سياسي وعسكري أساسه المراجعة الشاملة لمسار محور المقاومة، واستراتيجية مواجهة كانت قد طُرحت منذ سنتين ونصف، وبقيت غائبة وتائهة في غياهب العدو التكفيري الجديد وأولوية مواجهة المشروع الإقصائي للمجموعات الإرهابية في المنطقة، والذي عنده تؤجل المعارك الأخرى كما أعلن غير مرة الأمين العام لحزب الله.
في يناير من العام 2015، اغتال الكيان الصهيوني جهاد مغنية نجل القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية، مع خمسة من رفاقه إثر غارة في القنيطرة، وقتها أبرق القائد العسكري لكتائب القسام محمد الضيف معزياً بالشهداء رفاق الدرب على أرض سورية العزيزة كما جاءت حرفيته في البيان، حينها طرح القائد القسامي استراتيجية مواجهة جديدة مع الإسرائيلي، أساسها توحيد وتنسيق جبهات المواجهة في فلسطين ولبنان والجولان، غاب هذا الطرح في ظل ظروف تغلغل فيها المشروع التكفيري في جغرافيا المنطقة،  ولاسيما جبهة سورية، وبشكل حقق فيه إشغالاً مثالياً لمحور المقاومة، وبصورة أرخت قيودها ولازالت عن تنفيذ ماطرحه الضيف.
في اعتقادنا ليس ثمة وقت أفضل من هذا الوقت، لتفعيل المسار الاستراتيجي للمواجهة على أساس ماقدّمه محمد الضيف، ولاسيما أن تفعيل جبهة الجولان في إطارها الشعبي المقاوم، لن يكون مُحرجاً للدولة السورية في المحافل الدولية، وسييصيب هدفين استراتيجيين في آنٍ واحد :
– الضغط علي الإسرائيلي لجهة مراجعة استراتيجيته الداعمة للمجموعات المسلحة، وتشتت المشهد السار له، والمستند بطبيعة الحال، لديمومة نزيف الدم، وإطالة أمد الحرب.
– التأسيس لحل سياسي سريع، تختفي معه كل المناورات والكذب والعودة للمربع الأول، واستثمار الإرهاب لتحقيق أهداف سياسية تمارسها جهات إقليمية ودولية.
مايجري في القدس اليوم يحتم ضرورة تحمل المسؤوليات، وتوحيد الإرادات، وتوجيها لمسارها الذي يجب أن توجه إليه، لطالما نقدم أنفسنا في إطار المحور والخندق والمصير الواحد.
المصدر: رای الیوم
mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@