] الشرق الأوسط نحو مزيد من الاضطرابات
الرئیسیة >>  عمومی >> المواضیع الاخیرة
22 July 2017 - 15:49 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 3651

الشرق الأوسط نحو مزيد من الاضطرابات

يواجه الشرق الأوسط وضعا أمنيا شديد التعقيد وأكثر هشاشة، حيث تشهد جميع البلدان العربية في قارة آسيا، بالإضافة إلى مصر وإيران وتركيا، نقصا في المياه والأراضي الصالحة للزراعة، بجانب الافتقار إلى الإمدادات الغذائية، فضلا عن مشكلة هجرة الأيدي العاملة والعدد الهائل من اللاجئين القادمين قسرا من مناطق الحرب.
موقع البصیرة / ريهام التهامي
تتزايد مشكلة الأمن في الشرق الأوسط بعد رد الفعل الغربي على أحداث 11 سبتمبر، التي أدت إلى تفاقم العنف في أنحاء كثيرة من غرب آسيا وشمال إفريقيا، وهما المنطقتان اللتان تشكلان القلب الاستراتيجي للشرق الأوسط.
وبعد هجمات 11 سبتمبر، اتجهت الولايات المتحدة إلى غزو أفغانستان ثم العراق، وحرضت أو شاركت في القتال المستعر باليمن وليبيا وسوريا، لكن إرث هذا التدخل الفاشل في المنطقة ظهر وتكثف في مشاكل مثل الهجرة القسرية وانعدام الأمن الغذائي، وفي أعقابه اجتاحت انتفاضات الربيع العربي الشرق الأوسط نهاية عام 2010، ما أدى لظهور التحول السياسي.
ساهمت كل الأحداث السابقة في زعزعة استقرار الشرق الأوسط، ما أدى إلى تفاقم المشاكل الأمنية القائمة على المدى الطويل، ليأتي ذلك إلى جانب مشكلة العولمة وتغير المناخ، اللتين تفاعلتا مع الفوضى التي قادت إلى مزيد من الانعدام الأمني وتدخل المنطقة في حلقة مفرغة.
يلعب تغير المناخ وتأثير العولمة دورا كبيرا فيما يمر به الشرق الأوسط، ومن الأمثلة المثيرة للاهتمام على العلاقة بينهما في سوريا التي تعرضت منطقة كبيرة منها إلى الجفاف في العقد الماضي، ما يجعل مشكلتها الحالية ذات بعد جيوسياسي قوي.
يؤثر الانسحاب الأمريكي من اتفاقية المناخ في باريس على المنطقة، ليؤكد أن المسار الأمريكي الجديد في الشرق الأوسط لا يبشر بالخير، حيث إن مزيد من التدخلات العسكرية في المنطقة سوف تتسبب في المزيد من المجاعات في الدول المستهدفة، بجانب الهجرة الجماعية التي سوف تؤدي أيضا إلى تفاقم التوترات العالمية.
حروب ما بعد الحادي عشر من سبتمبر لم تضع في الحسبان خططا جادة حتى ولو بسيطة لما يجب فعله بمجرد الانتهاء من القتال، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى الفوضى، ويؤكد أيضا أن السياسة الأمريكية الجديدة تجاه المناخ تدعو إلى أحداث فوضوية يمكن أن تشكل مشكلة ضخمة للمنطقة.
كان للعولمة أثر كبير على الشرق الأوسط، حيث ساهمت القوى العالمية في عدم استقرار السياسات الراسخة، وتغير أسواق العمل، وخلق المزيد من الترابط الاقتصادي الدولي وتحويل التكاليف والفوائد الخاصة بالسياسات الاجتماعية والاقتصادية، هذه المشاكل لا يمكن لبعض الدول حلها بمفردها، لأنها تحتاج إلى عمل جماعي وتعاوني، وهو أمر تحتاج بلدان المنطقة إلى العمل عليه، إذا أرادت حل المشاكل.
توقفت الهيمنة العالمية الغربية مع الفشل الاقتصادي والأمني للولايات المتحدة على مدى العقد الماضي، وبدأ العالم ينقسم على ما هو عليه نحو تعدد الأقطاب، لتظهر مشكلة اللاجئين وطالبي اللجوء تشكل تحديا متزايدا للغرب.
mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@