الکیان الصهیوني و محاولة لضمان امن الدولة العبریة المزیفة
لکن المهم في هذا المجال هو ان نفس الافکار و التفکیر في السنوات الاخیرة لقد اسست بین بعض حکومات منطقة العربیة التي باعت نفسها بحیث انها نسیت قضیة العالم الاسلامي و هرعت ال الصداقة مع کیان قد نسیت انها کانت تقاتله مباشرة في یوم من الایام، و ان الصهیونیة العالمیة تنظر الی حکومات المنطقة بمنظار عدو لها الی حین لم تمول هذه الحکومات لمصالح النظام الصهیوني المحتل اي «الامن» لهذا النظام، فلا یوجد خط احمر للصهاینة من اجل التفاعل مع اي حکومة في المنطقة، و ان الخط الاحمر الاستراتیجي الوحید لهولاء الذین یلتزم بهم دائما کل القوی و الجماعات الصهیونیة المتطرفة و الارهابیة هو «مبدا انشاء و صیانة قدرات الدولة الیهودیة».
موقع البصیرة / ابوذر احمدي
بینما تعلن المراكز الاخباریة الاقلیمیة عن سرقة الوثائق و سجلات الملکیة و اوقاف القدس المحتل و اراضیها داخل هذا المسجد من قبل الکیان الصهیوني، لقد طلبت الجماعات المتطرفة الداعمة لهيكل سليمان (اي معبد الیهود الوهمي) من المستوطنین الصهاینة اقتحام المسجد الاقصی علی نطاق واسع، فان المئات من المستوطنین الصهاینة دخلوا تحت حمایة قوات جیش الاحتلال الصهیوني باحة المسجد الاقصی خلال الاسبوع الماضي واهانوا للمقدسات و الرموز الاسلامیة، و مع ذلک فان المستوطنین قد وصلوا الی المسجد الاقصي بعد ایام قلیلة من تراجع التوتر الذي حصل في القدس نتیجة اغلاق ابواب المسجد و منع اقامة الصلاة في هذا المسجد في 14 یولیو و ترکیب البوابات الإلکترونیة و الکامیرات و واجهوا مقاومة شرسة من جانب الفلسطینیین.
و تجدر الاشارة الي ان الشرطة القاسیة للکیان الصهیوني لقد سمحت للمستوطنین الصهاینة بدخول المسجد الاقصی عام 2003 علی الرغم من معارضة وزارة الشوون الدینیة الاسلامیة مع هذا العمل و طلبات مستمرة لوقف ذلک، و اللافت للنظر ان سلطات الکیان الصهیوني تستخدم کل الوسائل الممکنة لتدمیر الحرم القدسي الشریف و بناء معبدهم الوهمی، و اعتمدت تدابیر من اجل بسط سیادتها علی الحرم الشریف و هدم المسجد الاقصي ایضا، و لقد بدا تنفیذ هذه التدابیر من الیوم الاول من الهیمنة الصهیونیة في الجزء الشرقي من القدس في 7 من یونیو 1967.
لکن المهم في هذا المجال هو ان نفس الافکار و التفکیر في السنوات الاخیرة لقد اسست بین بعض حکومات منطقة العربیة التي باعت نفسها بحیث انها نسیت قضیة العالم الاسلامي و هرعت ال الصداقة مع کیان قد نسیت انها کانت تقاتله مباشرة في یوم من الایام، و ان الصهیونیة العالمیة تنظر الی حکومات المنطقة بمنظار عدو لها الی حین لم تمول هذه الحکومات لمصالح النظام الصهیوني المحتل اي «الامن» لهذا النظام، فلا یوجد خط احمر للصهاینة من اجل التفاعل مع اي حکومة في المنطقة، و ان الخط الاحمر الاستراتیجي الوحید لهولاء الذین یلتزم بهم دائما کل القوی و الجماعات الصهیونیة المتطرفة و الارهابیة هو «مبدا انشاء و صیانة قدرات الدولة الیهودیة».
و تماشیا مع هذا المبدا ان نظام الشاه في ایران یحالف تل ابیب احیانا و في وقت لاحق تحالفه المملکة العربیة السعودیة في فترة حکم ملک سلمان، و قد اظهرت التطورات في السنوات الاخیرة ان التیار الصهیوني لقد حاول عن طریق المبالغة في خطر خطاب الثورة الاسلامیة و تهدیدات محور المقاومة ان یوفر الامن اکثر فاکثر«للدولة الیهودیة الوهمیة و الارهابیة» من خلال استقطاب جدیدة في غرب آسیا و یمهد الطریق لنوایاه الاستعماریة في هذه المنطقة، ان مهاجمة المستوطنین الصهاینة للمسجد الاقصي و دعم قوي من رجال الامن للکیان الصهیوني المحتل تدل علی ان الصهاینة لم تتوقف ابدا عن المبدأ الرئیسي (امن الدولة الیهودیة) في عقود اخیرة و کان یتطلع الی تعزیزهذا المبدأ دائما، و بالتالي یمکن ان نعتبر مشروع تطبیع العلاقات للکیان الصهیوني الغاصب مع الدول العربیة و سیناریو دخول الجماعات الصهیونیة التکفیریة في المنطقة ایضا کقطعة من فسيفساء الامن للکیان الصهیوني.
و في النهایة، تدل التطورات الاخیرة في المسجد الاقصی الی انحراف الدول العربیة و الاسلامیة عن القضیة الفلسطینیة کما یدل الی عدم اهتمام هذه الدول الی قضیه القدس و المسجد الاقصی، و تبینت ان التطورات الاخیرة فی فلسطین لم تقتصر علی مجموعة خاصة في فلسطین بل هدفها الرئیسي هو القضیة الفلسطینیة و المسجد الاقصی ککل.
