شرارة ثورة الشیعة شرقي المملکة العربیة السعودیة

موقع البصیرة / محمد رضا مرادي

ما یقرب من ثلاثة اشهر یمضي من بدایة موجة جدیدة من هجمات النظام السعودي ضد العوامیة و المناطق المتاخمة لها، في حین ان هذا النظام لقد کثف هجماته ضد الشعب الاعزل عن طریق زیادة وجوده العسکري في العوامیة و ارسال المزید من المعدات العسکریة الی هذه المنطقة، و حتي الآن فقد استشهد 25 شخصا و اصیب او احتجز عشرات آخرون في هذه الهجمات، ولکن المقاومة الشعبیة في العوامیة ادی الی لجوء السعودیة الی سلاح الجو، و في هذا الصدد، ذکرت مصادر محلیة کسر حاجز الصوت في العوامیة اثر تحلیق المقاتلات السعودیة فوق سماء المنطقة علی نطاق واسع.

 ان النظام السعودي یهدف الي اجبار الناس علي الهجرة من خلال تخویفهم و انقطاع التیار الکهربائي وغیرها من الخدمات الحیویة في العوامیة و بالتالي یسعی الی تحویل هذه المنطقة الی منطقة غیر صالحة للسکن، و یقول رئیس المنظمة الاروبیة لحقوق الانسان في السعودیة، علي الدبیسي انه  علی الرغم من الوجود العسکري السعودي في العوامیة فیری السکان منازلهم محاطة بالقنابل و الصواریخ في حین انهم لا یجرؤون علی مغادرة المنازل  لانه تم اعطاء الضوء الاخضر لقتل الناس في الشوارع، ولکن ما هي الاسباب التي ادت الی هجمات المملکة العربیة السعودیة في الاشهر الثلاثة الاخیرة؟

ان المنطقة الشرقیة هي اکبر محافظة في المملکة العربیة السعودیة من حیث المساحة و یوجد فیها معظم احتیاطات النفط في العالم و یذکر ان هذه المحافظة ذات الاهمیة الاستراتیجیة من الجوانب المختلفة، و تعد المحافظة مرکزا رئیسیا لانتاج النفط السعودي و یستخرج یومیا ملایین برمیل من النفط من المنطقة الشرقیة، و هذه المحافظة تعتبر البوابة الشرقیة للمملکة العربیة السعودیة ایضا، و ان السعودیة تتصل بعدد من البلدان العربیة في الخلیج الفارسي من خلال هذه المحافظة، هذا وان الشیعة في المنطقه الشرقیة تعاني من تمییز کثیر، و الشیعة علاوة علی حرمانها من عدید من الحریات الدینیة فتقدم کالکفار و الجواسیس من قبل الشخصیات المعتمدة علی الحکومة و لا مکان لها في الوظائف الحکومیة والعسکریة، و جدیر بالذکر ان مدینة العوامیة تقع في شرق المملکة العربیة السعودیة، و هذه المدینة هي مسقط راس رجل الدین الشیعي السعودي الفقید نمر باقر النمر الذي اعتقل في عام 2012 اثر احتجاجات الشیعة السعودیین، و قد حکمت  المحکمة الجنائیة السعودیة علیه  بالاعدام في 15 اکتوبر عام 2015 بتهمة العمل ضد الامن القومي، و اخیرا تم تنفیذ هذا الحکم، و ان سکان حي المسورة في منطقة العوامیة بمحافظة القطیف الشیعیة  لقد اعلنوا  قبل ثلاثة اشهرمعارضتهم لمغادرة منطقتهم التاریخیة التي یعود تاریخها 300 سنة و رفضوا حکم تدمیر المنازل في الحي لاسباب «سیاسیة و اقتصادیة»، و هذا الامر اصبح ذریعة لمهاجمة السعودیین الی هذه المنطقة.

و في الواقع ان تدمیر رمز المقاومة یعد کاکبر استراتیجیة للسعودیین في العوامية، و لقد تحولت قریة المسورة الی رمز للنضال ضد آل سعود، ان  آل سعود یهدف من تدمیر هذه القریة الی  تدمیر رمز المقاومة العربیة السعودیة الشیعیة، فحدث هذا التکتیک في البحرین ایضا، و کان آل خلیفة یسعی من خلال تدمیر دوار اللؤلؤة في البحرین الي تدمیر رمز الثائرین البحرینیین، ولکن هذه المسالة اصبح عاملا في تصاعد الانتفاضة في البحرینف و حالیا  فقد انتهجت المملکة العربیة السعودیة نفس المنهج الخاطیء لآل خلیفة، وان منظمات تدعي حقوق البشر قد اکتفت بنشر البیانات غیر الملزمة مقابل هذا القمع الوحشي للشیعة.

اجمالیا، یبدو ان السیاسات القمعیة لآل سعود کانت عدیمة الفائدة و لقد ظهرت شرارة ثورة شعبیة في المنطقة الشرقیة للمملکة العربیة السعودیة لان هناک للشیعة ید اعلی في کل التطورات في المنطقة في الوقت الراهن و هذا  الامر اصبح عاملا لاحتجاج الشیعة السعودیة ضد آل السعود.