] وعند دي ميستورا الخبر اليقين!
غرب آسیا >>  غرب آسیا >> مطالب ستون وسط
10 September 2017 - 11:35 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 4018

وعند دي ميستورا الخبر اليقين!

في مؤتمر صحفي لا كباقي المؤتمرات الأخرى وضع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا النقاط على حروف مصير الحرب المفروضة على سوريا منذ سبع سنوات والتي كانت تستهدف سوريا كوجود.
ليس هناك من هو ادرى بخفايا ما يعرف ب”المعارضة” السورية والجهات التي تقف وراءها وتمولها مثل دي ميستورا، لقربه من دوائر الجهات التي تحرك هذه المعارضة اقليميا ودوليا.

دي ميستورا قال وبصريح العبارة ودون لف ولا دوران في مؤتمره الصحافي الذي عقده يوم الاربعاء الماضي: "لقد اقتربت ساعة الحقيقة .. وعلى المعارضة السورية ان تدرك أنها لم تربح الحرب”.

وحول ما يجري في ميادين المعارك قال دى ميستورا أن تحرير مدينة دير الزور من قبضة "داعش” أصبح وشيكا، وانها مسألة ساعات قليلة، وان التحرير الكامل للرقة يمكن ان يتحقق خلال الأيام أو الأسابيع القادمة.

دي ميستورا ومن اجل ان لا يظهر بمظهر من يمسح ب”المعارضة” الأرض، ولكي لا يُنظر اليه من قبل الجهات الداعمة ل”المعارضة” على انه يحابي الحكومة السورية ويعترف لها بالنصر من الان، لم يكن امامه الا يعقب على ماقاله بعبارة: "ان على السلطات السورية الا تحتفل بالنصر”، لأنه ومن وجهة نظر الجهات التي تقف وراء "المعارضة” انه ” لا أحد يمكنه في حقيقة الأمر إعلان أنه فاز بالحرب”.

كلام دي ميستورا مردود عليه بشكل كامل، فمن حق الحكومة والشعب والجيش في سوريا الاحتفال بالنصر، لأنهم فازوا على قوى الظلام ومرتزقة الدولار، فمن وجهة نظر الحكومة والشعب والجيش في سوريا، لم تكن هناك "معارضة” كما يصفها دي مستورا والحلف الامريكي ب”المعتدلة”، فكل الذين كانوا يحاربون الحكومة والشعب والجيش في سوريا هم من التكفيريين، بشهادة افعالهم وممارساتهم وخطاباتهم، اما ما يسمى بالمعارضة "المعتدلة” فلم يكن لها اي اثر على ارض الواقع في سوريا، وكل نشاط هذه المعارضة كان محصورا في شاشات الفضائيات وفي اجنحة وغرف الفنادق الراقية في العواصم التي اصطفت بلدانها في خندق واحد ضد سوريا.

رغم ان دي ميستورا نفسه شكك في نجاح العملية السياسية في سوريا بسبب تشتت "المعارضة” والموقف القوي للحكومة السورية بعد انتصاراتها المتلاحقة، الا انه اعرب عن أمله في إطلاق مباحثات سلام في تشرين الأول/أكتوبر بين الحكومة و”المعارضة” في جنيف، مشيرا إلى أهمية أن تحضر "المعارضة” موحّدة ومع نظرة فيها شيء من الواقعية!.

دي ميستورا اعتبر المفاوضات مع الحكومة السورية تصب في صالح "المعارضة”، فعدم وجود مفاوضات حقيقية، لن يكون في صالح المعارضة، التي لا تمتلك قاعدة شعبية ولا ممسكة بارض، وليس لديها مقاتلين يمكنها ان تغير بهم موازين القوى.

المعروف ان دي ميستورا يعتزم المشاركة في محادثات وقف إطلاق النار في آستانة عاصمة كازاخستان الأسبوع المقبل والتي قال إنها يجب أن تساعد في تحديد مصير إدلب، تلك المدينة التي يسكنها مليونا شخص والتي يزداد فيها نفوذ الارهابيين، وهي اشارة واضحة جدا على ان ادلب ستصبح من الان فصاعدا القضية رقم واحد التي يجب حلها وتسويتها لاغلاق الملف السوري بالكامل، بعد اقناع "المعارضة” بالقبول بالحقائق على الارض وفي مقدمتها ان الحكومة السورية هي اكثر شعبية من كل "المعارضات” التي تم تسويقها خلال السنوات السبع الماضية.

من الواضح ان كلام دي ميستورا هو صدى لكلام رؤساء امريكا وفرنسا والاتحاد الاوروبي وتركيا وبلدان اقليمية كانت الى الامس القريب من اكبر الداعين الى رحيل الاسد كشرط اول ووحيد لتسوية الأزمة السورية، كما يعتبر صدى لما يجري في ميادين القتال، بعد ان مالت كفتها وبشكل كبير لصالح الحكومة السورية بفضل صمود ومقاومة الجيش والشعب السوري، لذا فإن ما قاله دي ميستورا حول الحرب المفروضة على سوريا، هو انعكاس لما يجري على الأرض وما يجري في دهاليز السياسة الغربية، فالرجل لديه من الاخبار ما ليس لدى الاخرين .. فعند دي ميستورا الخبر اليقين.

المصدر: شفقنا
mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@