كواليس اللقاء بين السيسي و نتنياهو!؟

موقع البصیرة / محمد رضا مرادي

ان الکيان الصهيوني، بعد الهزائم الاقليمية، و لاسيما بعد فشله في سوريا، يسعی الآن الی استخدام طرق جديدة ضد ايران في العالم العربي، فالمخاوف الصهيونية من اقتراب قوات المقاومة من حدود الجولان، لقد قادت هذا الکيان الی زيادة جهوده في العالم العربي، و من ناحية اخري، لم تحل القضية الفلسطينیة بعد ثمانية عقود و يحاول نتنياهو رفع القضية لصالح الکيان الصهوني ايضا، و لهذا السبب هو يسعی الی تحسين العلاقات مع الدول العربية، و في هذا السياق، اجتمع الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي و رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو في نيويورک، و في هذا الاجتماع الذي عقد في نيويورک، نوقشت عملية التسویة بين الفلسطينيين و الصهاینة، فهذا هو اول اجتماع رسمي للسيسي مع مسوول صهيوني منذ توليه الرئاسة المصرية في عام 2014، و في وقت سابق افادت وسائل الاعلام بان نتنياهو ذهب الی القاهرة في عام 2016 في زيارة سرية و التقي الرئيس المصري في احد القصور الرئاسية.

و جدير بالذکر، ان الکيان الصهيوني في الوضع الراهن يسعی الی الاستفادة من فرصة و حل القضية الفلسطينية لصالحها، و في الحالة الراهنة التي تواجه البلدان الاسلامية جميعا مشاکل داخلية، هذا الامر قد سبب ان ما يسمی الکيان الصهيوني یسعی لاصطياد السمك في الماء العكر، و هذا هو الوضع الذي قد لعب في تشکيله هذا الکيان دورا هاما، ان الصهاینة يرکز الآن علی جهود مصر لحل القضية الفلسطينية و في الواقع يحاول الکيان الصهيوني تحقيق اهدافه وفقا للدور المصري، و حول اهمية مصر و دورها في قضية فلسطين انما يکفي اعلان حماس بان حل حکومتها في غزة التي تم في سياق ما تسمی دعم للجهود الجديرة بالثناء التي تبذلها مصر و لاسيما وکالة الاستخبارات في البلاد، الجهود الذي يعکس التزام قاهرة بتحقيق المصالحة الوطنية و انهاء النزاع الداخلي في فلسطين و اهتمامها بتحقيق رغبة الشعب الفلسطيني في اقامة الوحدة الوطنية. وفي الحقيقة لقد حاول الکيان الصهيوني کثيرا في السنوات الماضية حتی يمکن لحکومة السيسي التي تسمی «حکومة الانقلاب»، ان تترک المشاکل الداخلية وراءها و تستعد للعب دورها الهام لصالح الصهاینة.

و بالاضافة الی ذلک، تواجه مصر، في ظل الوضع الراهن، الازمات الداخلية و قد بذل السيسي قصاری جهده لتحويل الراي العام عن هذه الازمات، هذا وان ارهابيين يقومون باستمرار بعمليات ارهابية في اعقاب ضعف الامن المصري في شبه جزيرة سيناء، کما قد تسبب قمع القوات التابعة لجماعة الاخوان المسلمين ان تعلن هذه الحرکة عن امکانية مقاطعة الانتخابات الرئاسية في العام المقبل، و من المرجح ان يتم تجريد الجنسیة من محمد مرسي، و هو اول رئيس منتخب في مصر من قبل المحکمة في هذا البلد، و الاهم من ذلک، هو ان الولايات المتحدة خفضت موخرا جزءا من مساعدتها المالية لمصر. فکل هذا، بالاضافة الي عدم شرعية السيسي التي لقد جعله ان يصرف الراي العام المصري عن المشاکل الداخلية باللعب في القضية الفلسطينية.

و لقد ادرک نتنياهو حاجة السيسي هذه جيدا و لهذا يحاول استغلال مصر لحل القضية الفلسطينية و في الواقع، تم اختيار السيسي الآن کاداة صهيونية جديدة للقضية الفلسطينية و لهذا السبب وصف عبدالفتاح السيسي في الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، نموذج العلاقات الصهيونية و مصر بانه «فرصة حقيقية لکتابة صفحة رائعة في تاريخ المنطقة و التحرک نحو السلام».