ماذا وراء استقالة سعد الحريري من رئاسة الوزراء اللبنانية؟
بما ان ازمة الارهاب و الانفصالية قد انتهت في العراق، و في سوريا ايضا تعيد الحکومة و الجيش سيادتهما علی کامل اراضي هذا البلد، لذلک يمکن القول بان خلق التوتر و الازمة و الصراع الداخلي في لبنان هو استراتيجية جديدة للضغط علی حزب الله، و استقالة الحريري هي ايضا الخطوة الاولي في هذه الاستراتيجية الجديدة للازمات.
موقع البصیرة / محمد رضا بلوردي
اصدر رئيس الوزراء اللبناني، سعد الدين الحريري بيانا يوم السبت الماضي و اعلن فيه استقالته من رئاسة وزراء هذا البلدلإ و في بيان صادر عن وسائل الاعلام السعودية شن الحريري هجوما علی ايران مدعيا: ان ايران لقد فشلت مع تدخلاتها في الشؤون العربية و تجاوزت علی سيادة الدولة اللبنانية و سيادة الحکومة اللبنانية من خلال محاولة لممارسة النفوذ، و اضاف: «نحن نعيش باجواء شبيهة بالاجواء التي سادت قبيل اغتيال رفيق الحريري».
و انتقد الحريري الوضع في لبنان مبينا ان يوم الجمعة الماضي اثناء اجتماعه مع مستشار قائد الثورة الاسلامیة للشؤون الدولیة، اکبر ولايتي، اشار الی التطورات في لبنان و قال «انه علی الرغم من بعض الخلافات، فان الاستقرار و الامن قد اقيم في لبنان، و کل المجموعات تؤکد و تعاون في هذا الشان».
و قال مصدر لبناني في بيان حول امکانية التنبؤ بهذا الموقف من قبل رئيس وزراء لبنان ان السعودية لم تحقق الحد الادني من اهتمامها بتسهيل رئاسة ميشل عون و عمل سعد الحريري علی الساحة جنبا الي جنب حزب الله وحرکة المقاومة و اصبح عاملا لهذه الحرکة.
و اعتبر هذا المصدر اللبناني استقالة الحريري کخطوة في اطار الخطة الامريکية السعودية لاحتواء حزب الله و تکثيف المخاوف من ايران في المنطقة.
و في نفس السياق، يجب ان نقول ان وزير الدولة لشؤون الخليج الفارسي في وزارة الخارجية السعودية، ثامر سبهان، منذ فترة قد سافر الی لبنان عدة مرات و حاول اثارة جماعات لبنانية مختلفة ضد حزب الله الی حد انه وصف سلطات تیار 14 آذار بالجبان صراحة.
و اعقبت هذه التصرفات من جانب سبهان، الرد الصريح للامين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، و هو قال ان السعودية هي التي عطلت الامن و السلام في اليمن و البحرين و العراق و باکستان، و حزب الله اکبر من ان يتمکن امثال سبهان من مواجهته، و سوف نقطع اي يد تريد خلق الفتنة في لبنان.
کما تساءل النائب اللبناني، وئام وهاب، عن سبب قراءة الحريري لبيان استقالته في الرياض؟
ان اعلان استقالة الحريري من رئاسة الوزراء اللبناني من خارج بلاده و في حضن السعوديين لم يسبق له مثيل ليس فقط في لبنان بل ايضا في انحاء العالم، و بناء علی ذلک انه في کلمات کان يقرؤها من الورق بتوتر و دقة ، اعتبر ايران و حزب الله السبب الکامل لهذه الاستقالة، و هذا يبين الضغط السعودي عليه لاتخاذ هذا القرار جيدا.
لکن النقطة الاکثر اهمية هي ان استقالة سعد الحريري من منصب رئيس الوزراء و ثم هجومه الشديد علی ايران و حزب الله، حدثت بعد يوم واحد من لقاء مستشار قائد الثورة الاسلامیة للشؤون الدولیة، علي اکبر ولايتي مع الحريري في لبنان.
و من ناحية اخري، لا شک ان هذه الاستقالة مرتبطة بالاستراتيجية الجديدة التي اعلنها ترامب ضد ايران و حزب الله، و هي استراتيجية تنسجم تماما مع الرياض، و من ثم قدم الحرير استقالته عبر الاعلام في السعودية، لذلک يبدو ان هذه الاستقالة هي اکثر من اي شيء آخر لخلق ازمة جديدة في الشرق الاوسط و تحديدا في لبنان.
و في الواقع، بما ان ازمة الارهاب و الانفصالية قد انتهت في العراق، و في سوريا ايضا تعيد الحکومة و الجيش سيادتهما علی کامل اراضي هذا البلد، لذلک يمکن القول بان خلق التوتر و الازمة و الصراع الداخلي في لبنان هو استراتيجية جديدة للضغط علی حزب الله، و استقالة الحريري هي ايضا الخطوة الاولي في هذه الاستراتيجية الجديدة للازمات.
