] نيويورك تايمز: مقابلة الحريري لن تغيّر الشكوك حول وضعه
الرئیسیة >>  عمومی >> المواضیع الاخیرة
14 November 2017 - 13:44 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 4564

نيويورك تايمز: مقابلة الحريري لن تغيّر الشكوك حول وضعه

قال رئيس الوزراء اللبناني ، سعد الحريري، الذي هزت إقامته الغامضة في السعودية الشرق الأوسط بأكمله، في مقابلةٍ تلفزيونية مساء أمس الأحد 12 نوفمبر/تشرين الثاني، إنَّه يستطيع الحركة في أي وقت، وإنَّه غادر لبنان من أجل حماية نفسه، وسيعود لوطنه "في غضون أيام".
وكانت هذه التصريحات هي الأولى من نوعها ​منذ توجهه بصورةٍ مفاجئة إلى السعودية يوم 3 نوفمبر/تشرين الثاني وإعلان استقالته من هناك بعد مرور يومٍ واحد. ويبدو من غير المُرجَّح أن تزيل تعليقاته الالتباس والتوتُّر بشأن ما إن كان قرار استقالته نابعاً من إرادته الشخصية، أم أنَّ الحريري في الواقع قد سقط رهينة للسعوديين، أو ما إن كان قد تعرَّض للضغطِ حتى قدَّمَ استقالته كجزءٍ من إستراتيجية أوسع لتضييق الخناق على إيران.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أنه من غير المُرجَّح أن يقتنع الذين تنتابهم شكوك حول وضعه بالمقابلة التي أجرتها الإعلامية بولا يعقوبيان، وهي مذيعة لبنانية تُقدِّم برنامجاً حوارياً موالياً للسعودية.

ولم يُقدِّم الحريري إجاباتٍ واضحة عن سبب إعلان استقالته من السعودية بدلاً من لبنان، ولم يُقدِّم كذلك أي تفاصيل جديدة حول ما وصفه قبل ثمانية أيام بأنَّه مؤامرةٌ للقضاء على حياته. بدا الحريري شاحباً ومتعباً، وحول عينيه هالاتٌ سوداء، وكانت نظراته مُوجَّهة أغلب المقابلة إلى جانب الغرفة، كما لو كان ينظر إلى شخصٍ آخر.

وعلى الأغلب، لن يقتنع من يخشون أنَّ السعودية تضع الحريري تحت ضغطٍ ما، أو حتى تحتجزه - بمن فيهم المسؤولون اللبنانيون والدبلوماسيون الغربيون وبعض الحلفاء السياسيين للحريري - بأي شيءٍ إلا إذا عاد إلى لبنان.

وما زاد شكوكهم أنَّ استقالة الحريري جاءت في نفس اليوم الذي أشرف فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على اعتقال مئات السعوديين في ما وصفه بأنَّه إجراءاتٌ صارمة ضد الفساد، فيما يصفه منتقدون بأنَّه حملة تطهير.

واعتبر كثيرون أنَّ إعلان الاستقالة هو محاولة سعودية لإسقاط الحكومة الائتلافية التي عمل فيها الحريري مع ممثلي حزب الله.

ورفضت خمس محطات تلفزيونية لبنانية على الأقل إجراء مقابلة الأحد، قائلة إنَّه ما زال من غير الواضح ما إن كان الحريري قادراً على التحدُّث بحرية.

وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قد قال في وقتٍ سابق إنَّ أي شيء يقوله الحريري من السعودية "لا يعكس الحقيقة، بل هو نتيجة للوضع الغامض والمشكوك فيه الذي يخضع له في المملكة، وبالتالي لا يمكن أن يؤخذ على محملِ الجد".

وقال الحريري لبولا يعقوبيان: "أنا حر، وأستطيع أن أسافر غداً"، غير أنَّه أضاف أنَّ هناك معلوماتٍ وصلته في أثناء وجوده في الرياض وأقنعته بأنَّه بحاجةٍ إلى مراجعة ترتيباته الأمنية قبل عودته إلى لبنان. وقالت السلطات اللبنانية إنَّها لا تملك معلوماتٍ عن أي مؤامرةٍ ضده.

وفي المقابلة، بدا أنَّ الحريري ترك سؤالاً مفتوحاً عما إن كانت استقالته نهائية، وقال إنَّه عند عودته إلى لبنان، سيستقيل شخصياً بالطريقة الدستورية الصحيحة، ولكنَّه سيجري محادثاتٍ مع الزعيم عون أولاً وغيره، وإنَّه قد يبقى في منصبه إذا كان بوسع لبنان اتباع سياسة الحياد في منطقة.

وقال الحريري إنَّ زوجته وأطفاله كانوا في منزل عائلتهم في السعودية، وإنَّه يحمل كلا الجنسيتين، اللبنانية والسعودية، وتجمعه علاقاتٌ جيدة بالملك سلمان وولي العهد.

ويبدو أنَّ لهجته أصبحت أكثر استرضائية تجاه حزب الله من خطاب استقالته؛ وبدلاً من ذلك، قدَّمَ شكوى أكثر اعتدالاً إلى حدٍّ ما من أنَّ حزب الله لم يفعل المثل عندما قدَّم الحريري تنازلات داخل الحكومة الائتلافية، حسب تعبيره.

وأُجرِيَت المقابلة بعد ساعاتٍ من انضمام عدد قياسي من الناس إلى ماراثون بيروت السنوي، الذي يعتبره كثيرون بياناً معارضاً ضد التدخُّل الدولي في لبنان من أي جانب.

ومرَّرَ الناس قبعات بيسبول كُتِبَت عليها شعارات مثل "أعيدوا رئيس الوزراء إلينا". ودائماً ما يُشار إلى الماراثون باعتباره كياناً يرمز للوحدة والقدرة على الصمود، ونظراً للتوتُّرات الإقليمية، تحوَّلَ ماراثون الأحد إلى ما هو أكبر من ذلك.

وقال المنظمون إنَّ نحو 47 ألف شخص شاركوا في سباق الماراثون وعددٍ من السباقات الأقصر، وكان عدد المشاركين أكبر من أي وقتٍ مضى.

المصدر: هاف بوست عربي
mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@