] آفاق القضية الفلسطينية في ضوء الخطة السعودية الجديدة
الرئیسیة >>  عمومی >> تیتر یک
21 November 2017 - 09:47 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 4582

آفاق القضية الفلسطينية في ضوء الخطة السعودية الجديدة

و هذه الوثيقة التي تسمی بـ «خطة السلام» هي اقتراح يؤکد علی المصالح المشترکة للملکة العربية السعودية و اسرائيل، و يتضمن خمسة بنود رئيسية: ففي الفقرة الاولي، تم التاکيد علی انه يجب للتقارب الکامل بين المملکة العربية السعودية و اسرائيل ان تکون المملکة العربية السعودية مثل اسرائيل عسکريا علی مستوی يمکن ان تخلق نوعا من الردع لنفسها من خلال امتلاکها اسلحة غير تقليدية
موقع البصیرة / محمدرضا بلوردي
في السنوات القليلة الماضية، توسعت المملکة العربية السعودية علاقاتها مع الکيان الصهيوني بسبب التنافس الاقليمي القوي مع جمهورية ايران الاسلامية، و قد تم العديد من الاجتماعات السرية و العلنیة بين المسؤولين من کلا الجانبين، حيث وصلت العلاقات بينهما الی مستوی کان الحلم الابدي للسلطات الصهيونية، ولکن ما فعله المسؤولون السعوديون في السنوات القليلة الماضية لتطبيع العلاقات مع اسرائيل، بالاضافة الی الاضرار بوحدة الدول العربية، و زعزعة استقرار المنطقة و تحقيق مطالب الامريکيين و الصهاینة، يعبر عن نهجهم الجديد تجاه قضية فلسطين، و يدل علی ان السعوديين يسعون الی تسویة قضية فلسطين بسرعة و بهدف ارضاء الولايات المتحدة في قضية مواجهة ايران و هم لا يمنعون تقديم اي تنازلات بدلا من ذلک. 
و في هذا الصدد،  يتحدث بعض المصادر الاخباریة عن وثيقة صادرة عن وزارة الخارجية السعودية و في الواقع کانت رسالة کتبها وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير لولي العهد محمد بن سلمان، و تناولت هذه الرسالة القضايا المتعلقة باقامة العلاقات بين المملکة العربية السعودية و الکیان الصهیوني، و وفقا للتقارير الصادرة في هذا الصدد، تسعی المملکة العربية السعودية الی تقديم تنازلات بشان قضية فلسطين کي يتمکن في المقابل من الحصول علی دعم من الولايات المتحدة و اسرائيل للهروب من المخاوف بشان الوجود الاقليمي لايران و قوات المقاومة و علی راسها حزب الله اللبناني.
و هذه الوثيقة التي تسمی بـ «خطة السلام» هي اقتراح يؤکد علی المصالح المشترکة للملکة العربية السعودية و اسرائيل، و يتضمن خمسة بنود رئيسية: ففي الفقرة الاولي، تم التاکيد علی انه يجب للتقارب الکامل بين المملکة العربية السعودية و اسرائيل ان تکون المملکة العربية السعودية مثل اسرائيل عسکريا علی مستوی يمکن ان تخلق نوعا من الردع لنفسها من خلال امتلاکها اسلحة غير تقليدية، و تؤکد الفقرة الثانية علی ضرورة قدرة المملکة العربية السعودية علی حل قضيتين رئيسيتين في القضية الفلسطينية و هما قضية القدس و اللاجئين الفلسطينيين،  و تؤکد الفقرة الثالثة علی ضرورة التنسيق و التوافق بين السعودية و الولايات المتحدة حول قضية فلسطين، و في الفقرة الرابعة، تم التشديد علی دور المملکة العربية السعودية الاکثر کفاءة في جذب و مواءمة الدول العربية الاخری من اجل تطبيع العلاقات مع الکیان الصهیوني، و في الفقرة الخامسة، جری التشديد علی انه ينبغي للاطراف الفاعلة في المنطقة ان ترکز علی الخطر الرئيسي للمنطقة (اي ايران).
و اذا وضعنا العلاقة بين ما تم نشره کوثيقة من وزارة الخارجية السعودية و غيره من  التطورات الاخری مثل زيارة رئيس الولايات المتحدة الی السعودية في ايار/مايو الماضي، و الجهود الامريکية لتوقيع اتفاق سلام بين السعودية و اسرائيل و السفر السري لولي العهد السعودي في الاسابيع الاخيرة الی اسرائيل و زيارات المسؤولين السياسيين و الاقتصاديين السعوديين و الاسرائيليين، و الدعم الاسرائيلي للاجراءات الداخلية و الخارجية الاخيرة المتعلقة بالسعودية، فسيکون فهم الصلة بينها قابلة للادراک.
يبدو ان المسؤولين السعوديين قد واجهوا صعوبات في فهم الاتجاه الصحيح بسبب مخاوفهم من تزايد النفوذ الاقليمي لجمهورية ايران الاسلامية و هذا هو السبب في انهم يستخدمون اي اداة لدعم مؤيديهم ضد ايران، و من الطبيعي انه لا يوجد للرياض لهذا الغرض طرفا افضل من الولايات المتحدة و الکيان الصهيوني، لان الثلاثة جميعا يسعون الی مواجهة وجود ايران في المنطقة و في هذا المجال، امريکا و اسرائيل هم الذين سيستخدمون المملکة العربية السعودية لتحقيق اهدافهم، و لن تکون نتيجة ذلک الا خسائر الدول العربية و فقدان القضية الفلسطينية.

mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@