] هل حان موعد سحب القوات السودانية من اليمن؟
أفریقیا >>  أفریقیا >> مطالب ستون وسط
03 December 2017 - 15:28 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 4610

هل حان موعد سحب القوات السودانية من اليمن؟

لم يعد طلب سحب القوات السودانية من اليمن قاصرا على فئة سياسية أو حزبية سودانية معارضة أو متوافقة مع الحكومة، بل تعداه إلى عموم المجتمع السوداني الذي يرى أن بقاء قواته هناك لم يعد مهما.
وعززت تصریحات الرئیس عمر البشیر فی روسیا الأسبوع الماضی -التی اتهم فیها الولایات المتحدة بزعزعة أمن بلاده- توقعات البعض بعودة الجنود السودانیین.

ویربط أصحاب تلک التوقعات تحول السودان نحو المعسکر الشرقی بإحساس الخرطوم بتلاعب الولایات المتحدة خصوصا بعد رفض نائب وزیر خارجیتها جون سولیفان -خلال زیارته الأخیرة للخرطوم- مقابلة البشیر بزعم أنه مطلوب من قبل المحکمة الجنائیة الدولیة.

وقال مصدر حکومی رفض ذکر اسمه "إن الأسباب المنطقیة تتجلى أمام الحکومة بضرورة إعادة النظر فی استمرار القوات السودانیة فی الیمن". وتساءل عن مبررات البقاء بالیمن وقد تطاول عهد إعادة الشرعیة، مع دخول الیمن بحالة مجاعة لم تشهدها البلاد من قبل.
 
وینادی بعض الجنرالات السابقین فی الجیش السودانی بعدم استمرار بقاء القوات بالیمن، وذلک وفق مبررات مختلفة قالوا إنها کافیة لاستجابة الحکومة لذلک. 
 
وتحدث عضو مجلس قیادة ثورة الإنقاذ الوطنی والوزیر السابق إبراهیم نایل إیدام عن "متغیرات السیاسة وعدم وجود أی ثوابت أو مبادئ لها".
 
ویرى أن مسألة سحب القوات بناء على التحولات الحاصلة فی السیاسة الخارجیة من عدمه أمر یصعب التکهن به "فهو بید رئیس الجمهوریة الذی یمثل المنظومة السیاسیة".
 
وأضاف إیدام للجزیرة نت "لأن ننکفئ على أنفسنا بالداخل ونتحد ونعالج تشتتنا الداخلی فإذا فعلنا ذلک فلن نکون بحاجة إلى اصطفاف مع الخلیج أو روسیا أو أمیرکا".

أما اللواء متقاعد المعز عتبانی فیقول إن المشارکة فی حرب الیمن "جاءت استجابة لتحالف یسعى لاستعادة الشرعیة ولیس وفق نداء دولی من الأمم المتحدة أو بقرار من الجامعة العربیة الکیان الإقلیمی المعروف".
 
وبرأی عتبانی فإن للسعودیة الحق فی الدفاع عن حدودها "لکن على السودان أن یدرس أمر مشارکته بالطریقة التی لا تجعله محل انتقاد الجمیع".
 
وعلى الرغم من رفض قوى المعارضة المشارکة فی حرب الیمن ومطالب بعض القوى المشارکة بحکومة الوفاق الوطنی الحالیة، فإن تلک المعارضة لم تکن واضحة لقیادة البلاد على ما یبدو، وفق عتبانی.
 
ویقول إن المشارکة "کانت لصالح الوطن بادئ الأمر، خاصة بعد قطع السودان علاقاته بشکل دراماتیکی مع طهران، وذلک لأجل الوصول إلى مصالح أکبر من التحالف العربی الذی تقوده السعودیة".
 
واستدرک قائلا "الآن حدثت متغیرات سیاسیة کبیرة جدا فی السودان اضطر معها للذهاب إلى المعسکر الشرقی بقیادة روسیا التی احتفت بالخطوة قبل أن تفرد لها حیزا إعلامیا کبیرا، وبالتالی فإن لهذا الانتقال تبعات أهمها إعادة النظر فی استمرار القوات السودانیة بالیمن".
 
وحول ما یتردد عن حدوث خسائر فی صفوف القوات السودانیة، قال عتبانی إن ذلک "یحتم على الحکومة اتخاذ قرار إعادتها لوأد الشائعة أولا، ولأننا لسنا مجبرین على دخول حرب یمکن أن نخسر فیها أکثر من 10% على الرغم من أن الخسائر لم تصل إلى مئة عنصر من عدد لواءین کاملین حتى الآن".

وخلص إلى القول "یجب سحب القوات السودانیة الیوم قبل الغد، لیس لصالح إیران وإنما لصالح السودان بکل المقاییس الوطنیة والسیاسیة" کما أنه لیس ذلک الغرض الذی یجعل من الجیش السودانی مستمرا فی الحرب بالیمن.
 
المصدر : الجزیرة
mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@