] ايران اكثر جار موثوق وحليف للعراق وثقة العراقيين بالقائد سليماني اكثر من اميركا
الرئیسیة >>  عمومی >> المواضیع الاخیرة
12 December 2017 - 09:09 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 4678
تقرير المجلس الاطلنطي الاميركي:

ايران اكثر جار موثوق وحليف للعراق وثقة العراقيين بالقائد سليماني اكثر من اميركا

واحبط النفوذ الاقليمي لايران مخططات اميركية عديدة في غرب آسيا (الشرق الاوسط) حيث ان نهاية داعش في سوريا وهزيمة السعودية في اليمن والاكثر من ذلك فرض تكاليف باهضة على اميركا دون نيل اهدافها في العراق تعد جانبا من هذا الواقع. وكذلك فان التحالف الغربي – العربي يشعر بالسخط حيال عمق نفوذ ايران في غرب آسيا (الشرق الاوسط) وبذات المستوى يقر بهذا النفوذ ايضا.
اشار المجلس الاطلنطي الى نقاط القوة الذاتية لايران في العراق، كالاواصر الجغرافية والدينية، مقارنة باميركا ووصف مواجهة نفوذ طهران في العراق بالامر الصعب للغاية.

واحبط النفوذ الاقليمي لايران مخططات اميركية عديدة في غرب آسيا (الشرق الاوسط) حيث ان نهاية داعش في سوريا وهزيمة السعودية في اليمن والاكثر من ذلك فرض تكاليف باهضة على اميركا دون نيل اهدافها في العراق تعد جانبا من هذا الواقع. وكذلك فان التحالف الغربي – العربي يشعر بالسخط حيال عمق نفوذ ايران في غرب آسيا (الشرق الاوسط) وبذات المستوى يقر بهذا النفوذ ايضا.

وتناول المجلس الاطلنطي في احدث تقاريره النفوذ الاقليمي لايران لاسيما التأثير الايراني على الموازنات السياسية والدولية في العراق، ونشرته تحت عنوان "ايران في العراق" بقلم كنث بولاد خبير مؤسسة "امريكان انتربرايز" والذي يتطرق الى اهداف وبواعث نفوذ ايران في العراق.

ونستعرض اهم النقاط التي وردت في التقرير المذكور:

اهمية العراق بالنسبة لايران

منذ انسحاب القوات الاميركية من العراق في عام 2011 تحولت ايران الى اكثر البلدان نفوذا في هذا البلد، وهذه الموضوع ليس اعتباطيا، ان العراق بالنسبة لايران ليس بلدا شرق اوسطيا فحسب بل جار يتسم بالحساسية، ويرتبط البلدان بحدود مشتركة تمتد الى مسافة تزيد على 1400 كيلومتر حيث ان شعبيهما امتزجا وارتبطا بقوة وعمق وتزيد التجارة بينهما على 12 مليار دولار سنويا وتصدر ايران نحو 15 بالمئة من سلعها غير النفطية الى العراق.

وتعد حوزة النجف اهم المؤسسات الروحية للشيعة في العالم وكذلك للكثير من الشيعة الذين يعيشون في ايران البلد الذي تفوق فيه نسبة الشيعة على 90 بالمئة ويسافر ملايين الايرانيين الى العراق سنويا لزيارة مدينتي كربلاء والنجف المقدستين، ودخل البلدان في حرب طاحنة خلال عقد الثمانينات تعد الاطول في القرن العشرين لهذه الاسباب فان الاستقرار والامن والتوجهات الجيوسياسية في العراق تعد من الهواجس الكبيرة لطهران.

وبحسب كنث بولاك فان "هذا المستوى من العلاقات بين ايران والعراق ذات مغزى آخر ايضا: ان السبل التي تستطيع ايران عبرها وينبغي استخدامها لتحقيق نفوذها في العراق معقدة بشكل كبير. وترجح ايران العمل باساليب خفية لانها تزيد من ترسيخ قوتها وتخفض من قدرات اي لاعب آخر لمجابهة مساعيها وفي النهاية فان مانعلمه عن نشاطات ايران في العراق ربما تشكل جزءا صغيرا من الحجم الحقيقي لعمليات طهران. 

ويؤكد ان الاميركيين عليهم ان يدركوا ان معلوماتهم حول نفوذ ايران في العراق هي ناقصة في افضل حالاتها اضف الى ذلك عدم الاطلاع عن عمليات صنع القرار في ايران يعزز الضعف المعلوماتي ويزيد من تحديد قدراتنا في فهم بواعث وخطط وسياسات طهران وهذا العنصر يعقد الفهم الشامل لنفوذ ايران بهذا البلد وهو مايثبت ذاتيا وجود هذا النفوذ.    

اهداف ایران في العراق

ويرى المجلس الاطلنطي اهداف ايران في العراق كما ذكر التقرير: ان الدلائل التاريخية تشير الى ان الطريق الافضل للتعرف على اهداف ايران في العراق يتمثل بالتسلسل الهرمي لها، لأن إيران، شأنها في ذلك شأن جميع الدول الأخرى، تقيس الأهداف التي تريدها في العراق من حيث التكاليف واحتمال تحقيقها، واستنادا إلى مقدار المال الذي ترغب في انفاقه لتحقيق أحد هذه الأهداف ووضعها على صدر أولوياتها أو خفضها".

ويرى كاتب المقال ان اهداف ايران في العراق: هي انها لاتريد عراقا يصنع لها التهديدات ويرجح ان يرتبط بعلاقات صداقة مع طهران، ولاشك ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تريد عراقا لاتهيمن عليه مصالح القوى الاجنبية لاسيما مصالح القوى الاجنبية التي تعدها ايران تهديدا لها، كاميركا التي تشكل العدو الاول والمنافسين الاقليميين كالسعودية او المجموعات الارهابية المناوئة للشيعة كداعش.  

ويوضح الخبير في مؤسسة امريكان انتربرايز: انه فضلا عن ذلك فان ايران ترغب ببقاء العراق موحدا وربما هذه الرغبة تنعكس في ان تقسيم العراق قد يتحول الى انموذج خطير لبعض المجموعات الطائفية والعرقية المناوئة في ايران ذاتها وكمثال على ذلك فان ايران أدت دورا مهما في معاقبة الكرد العراقيين بسبب اجراء استفتاء الاستقلال في ايلول/ سبتمبر 2017 لانها ارادت الحد من اثارة مشاعر مماثلة بين الكرد الايرانيين.  

أدوات النفوذ الإيراني في العراق

يرى بولاك ان أربعة عوامل على تأثير إيران في العراق، ويصفها بأنها "أوراق اللعبة" و "نقاط قوة إيران" ويوضحها على النحو التالي:

استبداد الزمان والمكان: عندما تتحدث مع العراقيين عن كيفية تأثير إيران في بلادهم، غالبا ما يقولون: "إيران جارتنا القريبة، وستكون كذلك على الدوام". والحجة القائمة على التقارب الجغرافي وتوطيد هذه العلاقة، بالنسبة للكثيرمن العراقيين تعد مقنعة.

العراقيون الذين يعتمدون على إيران واثقون من أن الدعم الإيراني سيستمر طالما أنهم لا يديرون ظهورهم لطهران. إن الشعب العراقي يعلم أن وضع بلده، مهما كان سيئا اليوم الا انه قد يزداد سوءا غدا.

وفي ظل هذه الظروف، قد يترك الأميركيون أو حلفاء العراق الآخرون بغداد غدا، في حين أن إيران ستبقى  إلى جانب العراق على الدوام. ومن ناحية أخرى، فإن العلاقة الجغرافية تكتسب الاهمية أيضا. وستكون ايران دائما على مقربة من العراق ويمكنها ابداء رد فعلها بسرعة على اى حادث اذا لزم الامر. وكثيرا ما تستخدم طهران أساليب أكثر دقة وأقرب ثقافيا لمساعدة العراق، لأنها جزء من منظومة غرب آسيا (الشرق الأوسط)، لا سيما في الحالات التي تكون فيها القوى الأجنبية خاطئة تماما. وبالإضافة إلى ذلك، فإن قرب إيران من العراق يعني أن طهران لها مصالح دائمة في العراق، لذلك فمن المرجح أن تبادر لتقديم العون للعراقيين.

فعل أي شيء، تشجيع أي شخص: شيء آخرهو أن العراقيين يشيرون في وصف نفوذ إيران هو تصورهم عن رغبة إيران في التشجيع والعقوبة. على الرغم من أنه لا يمكن إثبات أي من الروايات العراقية، فإن القصص الموصوفة هنا تشمل القتل والسرقة والسجن، فضلا عن مكافآت تشمل آلاف أو ملايين الدولارات من إيران الى العراقيين.

وكلما نجح شيخ قبيلة أو رجل دين أو مسؤول حكومي ما في العراق في كسب ثروة جديدة، تنسب الشائعات في معظمها هذه الثروات الى إيران. ومن المفترض عموما أن أي سياسي عراقي لديه المال للقيام بالدعاية أو يمكنه تقديم خدمات هامة في مجالات إدارته فان ذلك بالتأكيد يعود على دعم إيران. ويدعي بعض العراقيين ان ايران تدعمهم لاظهار انفسهم للاخرين بان يحظون باصدقاء اثرياء واقوياء. وبالإضافة إلى ذلك، يعتقد العراقيون أن إيران لاتضع أية قيود على تشجيع حلفائها ومعاقبة أعدائها في العراق، ويمكنها أن يفعلوا أفضل وأسوأ عقوبة للعراقيين. وعادة ما يقارن ذلك بالقيود السياسية والبيروقراطية في اميركا وحلفاؤها الغربيين، على الرغم من أنها أغنى وأقوى من إيران، ولكنها تمارس سلوك التشجيع والعقوبة أقل من إيران بكثير.

التواصل الشخصي: هناك طريقة أخرى لإيران للتأثير على العراق وهي إضفاء الطابع الشخصي على اتصالاتها، بما في ذلك توفير حوافز إيجابية وسلبية للعراقيين.

يمكن لطهران أن تستثمر جهودها في المؤسسات العراقية بالتأكيد ، لكنها تفضل الاستثمار على الناس. على الرغم من أن هناك العديد من الحكومات الأخرى التي تفعل الشيء نفسه بالتأكيد، لكن من الصعب على اميركا وغيرها من الدول الغربية القيام بذات العمل، الأمر الذي يجعل من إيران أيضا تمتلك نقطة محورية. العراق لديه مؤسسات ضعيفة جدا، وبالتالي، ليس لدى إيران حافز خاص لاستخدام تأثيرها على المؤسسات العراقية كأداة نفوذ.

وبطبيعة الحال، فإن إيران استثمرت بلا شك في بعض المؤسسات العراقية، ولا سيما بعدد من الميليشيات الشيعية مثل منظمة بدر وعصائب أحل الحق وكتائب حزب الله، ولكن حتى في هذه الحالات، فإن تركيز إيران هو إلى حد كبير على قادة هذه الجماعات أكثر من المنظمات نفسها. وقد أدى هذا التركيز على الأفراد وليس المؤسسات إلى زيادة نفوذ إيران، لأن الأفراد يمكن تشجيعهم أو معاقبتهم بطرق لا تستجيب لها المؤسسات.

فعلى سبيل المثال، عندما يهدد بلد ما وزارة الزراعة في بلد آخر بقطع المساعدات المالية، فإن هذا التهديد قد يلحق الضرر بجميع أعضاء تلك الوزارة، ولكن هذا الضرر سيكون مشتتا وغير فعال، لأنه ربما لن يؤثر على مرتبات موظفي الوزارة المذكورة. وعلى النقيض من ذلك، فإن تقديم 10 ملايين دولار كمساعدات أو التهديد بقتل شخص ما من المرجح أن يجتذب انتباه الفرد.

التعاضد الشيعي: الدين هو الورقة الأخيرة التي تستطيع أن تلعبها إيران. على الرغم من أن الأميركيين والجهات الأجنبية الأخرى تحاول تقديم هذه الورقة على انها الرابحة لإيران، إلا ان الحقيقة هي أن هذه الورقة هي الأضعف بيد طهران.

ومع ذلك، فان هذه الورقة تتسم بالقوة وتستخدمها إيران بالتأكيد. في العصر الحديث، إيران (باستثناء الحكومات الشيعية الأخرى) تعد أقوى حكومة شيعية في العالم. لهذا السبب، يرتجي الشيعة المضطهدون في مختلف بلدان العالم من إيران الدعم للحصول على المساعدات من حكوماتهم المستبددة.

ان اعدادا كبيرة من الشيعة يرون انفسهم يواجهون المخاطر بسبب الميليشيات السنية، وتستطيع إيران دعم بعض هؤلاء الشيعة والميليشيات الشيعية بحيث لا يمكن للآخرين فعل ذلك. ان طهران لديها بعض الأمثلة المقنعة لإثبات دعمها. على سبيل المثال، في حزيران / يونيو 2014، عندما استولى تنظيم داعش على أجزاء كبيرة من شمال غرب العراق، أرسلت إيران الأسلحة والمال والمستشارين والجنرال قاسم سليماني لتعزيز قوات الدفاع العراقية ووقف تقدم تنظيم داعش. وتقارن إيران وحلفاؤها تقديم هذه المساهمات مع الرد الأميركي على ظاهرة داعش؛ حيث لم تقدم واشنطن أي دعم للشعب العراقي حتى انسحب المالكي من السلطة ولم يكن داعش يهدد أربيل. هذه المقارنة منحت الشيعة العراقيين الخائفين من داعش الدرس أن إيران فقط يمكن الوثوق بها لتلقي المساعدة عند الحاجة إليها.

"ظل من عشرين مترا لرجل من مترين"

يقول بولاك، في جزء آخر من تقريره، باسلوب التلميح: "ليس لدى إيران ثلاثة أمتار من الارتفاع [ولديها الكثير من القوة]. حتى في العراق. ولكنّها ليست لاعبا خفيفة الوزن [ولاعب ضعيف]. انها لاعب بارع، صاحب قرار وخبرة وتابع تحقيق مصالحه لسنوات عديدة بنجاح لافت. ان طهران لاعب ناضج ينازع الابطال ولاينبغي التغاضي عما لديها من نقاط البراعة والقوة . ومع ذلك، فإن إيران ليست عملاقا مذهلا، مثل غودزيلا فوق سماء طوكيو، قد هيمنت في الشرق الأوسط.

وفى اشارته الى اهتمام ايران "بالمصداقية" بين اوساط الشعب العراقي قال "ان ايران عدو قوي في العراق ولكن ظلها على العراق اكبر بكثير مما تتطلبه الخطوات الحقيقية من طهران. ويتفاعل العراقيون عموما مع نفس الظل من نشاطات إيران وقوتها. وهم يعتبرون أن قدرة إيران تكافئ ظلها تماما، وفي المقابل يستسلمون تماما ".

ويرى صاحب التقرير ان أحد أسباب صعوبة التنافس مع إيران في العراق: "إن أعداء إيران، وأولهم اميركا، حيث يصارعون ظلال إيران: فهم يحاولون تقليص ظلها إلى حجمه الحقيقي، ولكن في كثير من الأحيان، يستهدفون مخلوقا خياليا لا يتأثر بضرباتنا ".

ووفقا لخبير اميرکان‌ انتربرایز فإن طريقة مواجهة إيران هي "الإظهار للعراقيين أن إيران ليست قوية وخطيرة الى المدى الذي يتصورونه (أو انها غير قادرة على مساعدة العراقيين)"، في حين أن اميركا، أو العراقيين أنفسهم ، أو على سبيل المثال، لاعب إقليمي آخر، قادر على إظهار قوة إيران كما هي (الخداع والتهديدات وفشل طهران في الوفاء بوعودها)، لذلك فان العراقيين سيديرون ظهورهم لإيران بكل رغبة".

وأخيرا، ينظر الكاتب إلى تعزيز قوة العراق وفق اسلوب آخر لمواجهة نفوذ إيران: "في ظل ظروف متكافئة، يفضل العراقيون القضاء التام على تأثير إيران في بلادهم. هذا هو الحال، عندما كان العراق قويا بما فيه الكفاية على الرغم من كل القدرات الأساسية لإيران، لذلك فان مفتاح اضعاف او القضاء على نفوذ ايران في العراق هو صنع عراق قوي ومتكامل واثق من نفسه حيث سيظهر لايران طريق خروجها من العراق ".

وبطبيعة الحال، يوضح بولاك أن العراق في عام 2017 ليس العراق المطلوب، ولا اميركا قادرة الآن على الاستثمار في هذا البلد لتحقيق أهدافه. ولذلك، فإن الحل البديل هو "الدخول في لعبة طويلة الأمد، وصنع العراق جزءا فجزءا، وصنع التقارب بين العراقيين لتمكين الدولة من تحسين الظروف المعيشية للشعب، وإيجاد سبل ترمي لحل النزاعات".

ويواصل المحلل الاميركي اسلوبه اليائس "هذا امر ليس مستحيلا ولكنه صعب وضروري بطبيعة الحال، لأن اميركا وحلفاؤها إذا لم تقدم بديلا أفضل من تأثير إيران على العراقيين، فقد يتحول العراق الى لبنان آخر". [مع الفرق أن العراق] أكبر، أغنى، وفي منطقة أكثر استراتيجية من لبنان.

هذه النظرة ستهدد العديد من حلفاء أميركا؛ الحلفاء الذين غالبا مايبدون ردود افعال عدائية ومزعزعة للاستقرار في مواجهة مثل هذه الحالات لزيادة قوة ايران ونفوذها. وهذا (المزيد من عدم الاستقرار) هو ما لا يحتاجه الغرب من غرب آسيا المتأزم حاليا (الشرق الأوسط) مطلقا ".
mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@