] السيناريو الاقليمي في سيناء
الرئیسیة >>  عمومی >> تیتر یک
12 December 2017 - 10:58 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 4684

السيناريو الاقليمي في سيناء

ولکن في نفس الوقت الذي وقع فيه هذا الهجوم الارهابي، نشرت عدة مواقف سياسية من مراکز مختلفة لا يمکن تجاوزها بسهولة و تجاهل علاقتها بهذه الحرکات الارهابية، و الاول هو ان المتحدث باسم البنتاغون، روب مانينغ اعتبر تدخل الولايات المتحدة في شوون الشرق الاوسط امرا ضروریا و قال: «ان هذه العملیة هي مثال علی سبب استمرار الولايات المتحدة في التدخل في الشرق الاوسط»،
موقع البصیرة / رضا اشرفي
تقترب مصر من الذکری السنوية لاطاحة مبارک في عام 2011، عندما تواجه البلاد العديد من التحديات و التغييرات التي يشکل رکائزها الاصلية المجال الامني، و بعد وقت قصير من  الاعلان رسميا انه تم القضاء علی فتنة داعش في منطقة غرب آسيا و لم يبق  من داعش سوی بقايا قليلة متباعدة، واجهت مصر هجوما ارهابيا علی نحو لم يحدث في المنطقة في السنوات الاخيرة؛ اولا و قبل کل شيء، تجدر الاشارة الی ان الجماعات الارهابية کلما فشلت من حيث الهيکلية و الارض تتجه نحو عمليات التفجير و الکر و الفر، و هذه هي القضية التي تعرضت لها في الوقت الراهن، الجماعات الارهابية في المنطقة و لا سيما تنظيم الدولة الاسلامية في العراق و الشام، و لکن بقایا هذه الجماعة لا يستطيعون و لا يريدون ان يومنوا بان نطاقهم الواسع و الطويل قد وصل الی نهايته.
 و مع ذلک، في هذا التفجير، لقي مصرعهم اکثر من 300 مسلم مصل من قرية روضة من مدينة بئر العبد في شمال شبه جزيرة سيناء  الواقعة علی ساحل البحر الابيض، و في الوقت نفسه، قتل و جرح العشرات في هجمات ارهابية متفرقة في انحاء مختلفة من مصر. 
ولکن هل هذا التفجیرات و القتل ترتبط  بجماعة او بجماعات ارهابية ام هناک اتصال عضوي  مع التطورات في المنطقة؟ لقد کتبت بطريقة مهنية للغاية شبکة بي بي سي في نهاية تقريرها التي نشر في هذا المجال:« منذ اقالة الرئيس المصري السابق، محمد مرسي قبل اربعة اعوام قد ازدادت حدة اعمال العنف التي تقوم بها هذه الجماعات»، و کان هدف شبکة بي بي سي من ذکرهذه الجملة في نهاية تقريرها هو دفع الراي العام و الموسسات السياسية الی جماعة الاخوان المسلمين و بالتالي دفع الحکومة المصرية الحالية، و کذلک بعض دول المنطقة الاخری المناهضة للاخوان الی هذا الجانب، و کتب  موقع «اليوم السابع» في هذا المجال: «طالبت مجموعة من اعضاء البرلمان المصري نصب کاميرات المراقبة امام المساجد و اماکن العبادة، و قال عضو البرلمان من حزب مصریون الاحرار، ايمن ابوالعلا، في هذا الصدد: «ان نصب الکاميرا امام المسجد امر موکد.. و يمکن لقوات الامن الوصول الي کاميرات المراقبة و استخدام معلوماتها».
ولکن في نفس الوقت الذي وقع فيه هذا الهجوم الارهابي، نشرت عدة مواقف سياسية من مراکز مختلفة لا يمکن تجاوزها بسهولة و تجاهل علاقتها بهذه الحرکات الارهابية، و الاول هو ان المتحدث باسم البنتاغون، روب مانينغ اعتبر تدخل الولايات المتحدة في شوون الشرق الاوسط امرا ضروریا و قال: «ان هذه العملیة هي مثال علی سبب استمرار الولايات المتحدة في التدخل في الشرق الاوسط»، و قد قيل موخرا انه من المقرر ان تبقي الولايات المتحدة الفين من قواتها في سوريا حتی مع انهيار داعش في المنطقة،  و بطبيعة الحال، هذا هو الرقم الرسمي الذي تم الاعلان عنه، و من الممکن ان يکون عدد القوات الامريکية اکبر بکثير من هذا، و هذه قضية امنية و النماذج منها وفيرة و هذا البلد يحافظ دائما علی قواته في المناطق التي يحتاج اليها اکثر مما يعلن. لذلک، و في المستقبل، علينا ان ننتظر سيناريوهات جديدة يبحث عنها التحالف الغربي - عبري – عربي، و بطبيعة الحال بعد الهزيمة الهيکلية لتنظيم داعش، تغير التوازن القليمي لصالح المقاومة و الطيف الدولي المناهض للهيمنة، و لا يمکن للحلف الغربي تجاوز هذه المسالة بسهولة، لانه يمکن ان يتحول هذا الموضوع الی دومينو يتکرر في جميع انحاء العالم. 
و بالاضافة الي ذلک، اصدرت السلطات الصهيونية موقفا آخر يمکن ان يکون في نفس الاتجاه، و تزامنا مع المصالحة الوطنية بين حماس و السلطة الفلسطينية التي ستکون قادرة علی المضي قدما نحو الانتخابات و حتي  نحو انتصار حماس، قالت  وزيرة الشوون الاجتماعية الصهيونية، جيلا جملئيل:« ان صحراء سيناء هي افضل مکان لاقامة دولة فلسطينية»، و ادت هذه التصريحات الی تکهنات بان الهدف من بعض العمليات الارهابية في سيناء المصرية کان تفريغ هذه المنطقة و اجبار الفلسطينيين علی النزوح الی هذه المنطقة و فتح المجال الاقليمي و السياسي للکيان الصهيوني، و من ناحية اخري، ان تل ابيب تشعر بقلق بالغ ازاء نشاط المقاومة في الجولان و الاراضي التي تطل علی الاراضي المحتلة و تتابع نشاطاتها، و هل  يتم في نفس السياق السيناريو السعودي في احتجاز رئيس الوزراء الحريري بسبب اثارة التوتر في لبنان و ممارسة الضغط علي حزب الله؟ 
و بطبيعة الحال مع ان العلاقات المصرية مع تل ابيب لم تتأزم خلال عهد السيسي ولکن يجب الاننسي ان  علی صعيد التطورات في المنطقة فقد تباعدت مصر خطوة خطوة من السعودية التي هي متحالفة مع الولايات المتحدة و اتجهت الی فلسطين (المقاومة) في المنطقة و الی روسيا علی الساحة الدولية، و مع ذلک، فان هذا الفضاء الذي تم ایجاده ضد فلسطين و سيناء انما هو من الثمار البشعة الناتجة من اجراءات انورالسادات. 
و تواجه مصر ازمات امنية داخلية متاصلة في الخارج و يعتمد حلها علی الوحدة الداخلية و اتخاذ نمط من الجبهة المقاومة بوصفها منتصرا في مکافحة الارهاب، و قد اکد الرئيس المصري السيسي مرارا علی هذا النهج و دعا الی التقارب و استغلال تجارب سوريا في مجال مکافحة الارهاب، خاصة و ان التحالف الامريکي- السعودي اظهر انهما لم يسعيا ابدا الی تحقيق السلام و لا هدف لهما سوی القتل و استمرار الازمة في المنطقة.

mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@