] الفيتو الامريکي ضد القدس و سيناريوهات المستقبل
الرئیسیة >>  عمومی >> تیتر یک
26 December 2017 - 11:29 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 4794

الفيتو الامريکي ضد القدس و سيناريوهات المستقبل

و السوال المطروح الآن هو انه في مثل هذه الظروف و من اجل مواجهة هذه الاعمال من قبل الکيان الصهيوني و الولايات المتحدة الامريکية ما هي السيناريوهات التي تواجهها الدول العربية و الاسلامية؟ و هل يمکن ان نامل في ممارسة الضغط علی امريکا و انسحاب هذا البلد من مواقفها المناهضة للفلسطينيين.
موقع البصیرة / محمد رضا بلوردي
في الاسبوع الماضي، استخدمت الولايات المتحدة  حق الفيتو للمرة الثالثة و الاربعين لدعم الکيان الصهيوني و تهوید القدس و رفضت الموافقة علی خطة تم تقديمها لدعم القدس کعاصمة للدولة الفلسطينية، و علی الرغم من ان 14 عضوا من اصل 15 عضوا في مجلس الامن صوتوا لصالح القرار المصري المقترح، الا ان الفيتو الامريکي، کالمعتاد ادی الی عدم الموافقة عليه، و اثار هذا العمل غضب البلدان الاروبية التي ايدت هذا القرار، و في المقابل، رحب المسوولون الاسرائيليون، و لاسيما رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، بحق فيتو القرار المقترح، و اثنی نتانياهو علی ترامب و مندوبة امريکا في الامم المتحدة، نيکي هايلي علی حق الفيتو الذي ابقی التطلعات الصهيونية حيا و ادعی انتصار الحقيقة علی الاکاذيب.
و بطبيعة الحال، کان الفيتو الامريکي امرا يمکن التنبوء به، لکن اکثر ما يلفت الانتباه هو ان هذا العمل الامريکي کان ضربة اخری لبعض الحکومات العربية في ما يسمی المحور المعتدل، و هي دول مثل السعودية و الامارات و البحرين التي تظهر رغبة قوية في تطبيع العلاقات مع اسرائيل، و في الواقع، بعد ان اعلن ترامب في عمل احادي الجانب اعترافه بالقدس کعاصمة لاسرائيل و انتقال سفارة بلده من تل ابيب الی هذه المدينة و وضع حلفائه من بين روساء الدول العربية في مازق مما ادی الی احباط  هولاء الروساء و اضعاف موقفهم بين شعوبهم، کما ادی استخدام امريکا لحق الفيتو لصالح اسرائيل الی ارباک في هذه الانظمة العربية مرة اخری، و بينما حاولت هذه الانظمة العربية وقف التحرکات الشعبية ضد العمل الامريکي اصبح واضحا انها ليست سوی لعبة في ايدي التحالف الصهيوني الامريکي.
و السوال المطروح الآن هو انه في مثل هذه الظروف  و من اجل مواجهة هذه الاعمال من قبل الکيان الصهيوني و الولايات المتحدة الامريکية ما هي السيناريوهات التي تواجهها الدول العربية و الاسلامية؟ و هل يمکن ان نامل في ممارسة الضغط علی امريکا و انسحاب هذا البلد من مواقفها المناهضة للفلسطينيين.
 ان اول اجراء يتوقعه الفلسطينيون و الدول الداعمة للقضية الفلسطينية هو التصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة ضد العمل الامريکي، و انها مکان لا تتمتع فيه اي دولة بحق الفيتو و اذا صوت ثلثا الاعضاء لصالح الخطة المقترحة، فستتم الموافقة عليها، و علی الرغم من ان قرارات الجمعية العامة ليست ملزمة، لکن الموافقة عليها يعني ان المجتمع الدولي يعارض الاجراء الاحادي الذي اتخذه الرئيس الامريکي، دونالد ترامب.
و في الوقت نفسه، يتوقع الخبراء ان تشارک بعض الدول العربية و الاسلامية التي تولي اهتماما خاصا لقضية فلسطينية في الجهود الدبلوماسية و ان تعمل علی کسب راي ايجابي و دعم دولي، و بهذه الجهود سوف يتخذ العديد من البلدان القدس عاصمة لفلسطين و ستکون النتيجة عزل الولايات المتحدة و الکيان الصهيوني، و في هذا الصدد، يمکن توقع وجود قيود علي العلاقات الاقتصادية و السياسية مع السلطات الامريکية و الامتناع عن توقيع عقود عسکرية و مدنية جديدة مع هذا البلد، و هذا ما يمکن استخدامه کرافعة ضغط عالية لاجبار الرئيس الامريکي علی االتراجع من موقفه.

mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@