نار تحت الرماد في کردستان العراق

موقع البصیرة / محمدرضا فرهادي

بعد ثلاثة اشهر من الاستفتاء المثير للجدل حول منطقة کردستان العراق، يقضي هذا الاقليم اياما مضطربة و ان خيبة الامل الناتجة من فشل الاستقلال مع الوضع الاقتصادي المضطرب في هذه الاقليم قد جلبت الآلاف من المتظاهرين الی شوارع المدن الکبري في هذه الاقليم، وقد اسفرت هذه الاحتجاجات عن مصرع ما لا يقل عن خمسة اشخاص و اصابة حوالي 200 شخص، و هاجم المتظاهرون مکاتب حرکة التغيير و الجماعة الاسلامية و الحرکة الاسلامية لکردستان في هذه الاقليم، و وفقا لرويترز، نقلا عن مصادر قريبة من حرکة غوران (التغيير)، فان هذه الحرکة التي تعد واحدة من اهم احزاب المعارضة في اقليم کردستان، تستقيل وزراءها من حکومة اقليم کردستان العراق و قد استقال المتحدث باسم برلمان الاقليم ،يوسف محمد من منصبه ايضا، کما غادرت  الحکومة حرکة کردستان الاسلامية (کمال)، و هو حزب معارض آخر، له حضور اقل في برلمان هذا الاقليم.

جذور الاشتباکات الاخيرة

ان جذور الصراعات الاخيرة في اقليم کردستان العراق ينبغي ان ينظر اليها في حالة عدم رضا الناس عن السلطات المحلية في المنطقة، و قد بدات التوترات في اربيل و بغداد في اعقاب استفتاء مارس الفاشل، و الاهم من ذلک، الاحتجاج علي فساد الحکومة، و التاخير في دفع الاجور و فشل رجال الدولة في توفير الخدمات الاساسية، و احد مجالات الفساد الرئيسية التي ادت الی غضب الشعب هو مجموعة کبيرة من الاشخاص الذين يحصلون علی الرواتب في حکومة اقليم کردستان العراق و التي تضم حوالي مليون و 249 شخصا، و وفقا لتقرير بعض وسائل الاعلام الکردية، و بما في ذلک روداوو، قد سمي کثير من هولاء الاشخاص، الموظفين الوهمیین الذين يحصلون علی اجور دون عمل، و هولاء الاشخاص يحصلون علی رواتب لان الاحزاب الحاکمة تريد ابقاء هولاء موالين لانفسهم.

 و بعد الاستفتاء غير القانوني في اقليم کردستان، انخفضت ميزانية الاقليم من 30٪ إلی 12.5% ووقعت معابر الاقليم مع تركيا وسوريا وإيران تحت تصرف الحکومة المرکزية، و الی جانب هذه العوامل، يسعی نيجرفان البارزاني الی اقامة علاقة وثيقة مع ترکيا حتی يحسن علاقاته مع الحکومة المرکزية في العراق بهذه الطريقة، و من ناحية اخری، تطالب العديد من الاحزاب الکردية باقالة اسر البارزاني من السلطة في کردستان. کما اعتقل رئيس مکتب حزب الجيل الجديد، احد التيارات الناقدة لسيادة کردستان، خلال الاشتباکات الاخيرة في کردستان العراق، و انه قاد جبهة المعارضة خلال استفتاء 25 سبتمبر.

مستقبل کردستان العراق

بعد الاشتباکات الاخيرة

ان السلطات الکردية العراقية سعوا من خلال الاستفتاء  الی الحصول علی الاستقلال في هذه المنطقة، و کان هدفهم النهائي تشکيل دولة کردية و بالتالي التاثير علی المناطق الکردية الاخری و خلق صراع جديد في المنطقة بعد داعش يستند الی خطة صهيونية.

 وبالنظر الی الصراعات الاخيرة في کردستان و عدم رضا الناس عن القضايا المطروحة، يمکن النظر الي سيناريوهين لمستقبل هذه المنطقة.

الاول؛ تسوية الحزب الديمقراطي مع احزاب المعارضة الاخري للاستفتاء: يعتبر الحزب الديمقراطي الکردستاني في العراق احزاب المعارضة اهم عامل في هزيمة الاستفتاء، کما يعتقد ان هذه الاحزاب قد خانت کردستان. و نظرا لاعتقال بعض زعماء المعارضة للاستفتاء و تخریب مکاتبهم، يمکن الاعتراف بان الحزب الديمقراطي يسعی الی تسویة حساباته مع احزاب المعارضة و احياء نفسه في کردستان من خلال هذه الاحتجاجات.

الثانی؛ توسيع الاحتجاجات و خلق صراعات داخلية: بالنظر الی الاحتجاجات الواسعة النطاق في هذه المنطقة، يودي توسع الاحتجاجات الی تفاقم امکانية نشوب نزاع بين مويدي الاحزاب الکردية و هذا الامر يوثر ايضا علی المستقبل السياسي لهذه الاحزاب.

و باختصار، فان الاحتجاجات الاخيرة في کردستان العراق ناجمة عن مزيد من عدم رضا اکثر من الناس عن الوضع الراهن و التحرک لتغيير الوضع الراهن و  تغيير الوضع بحيث يبعد عن التوتر مع الحکومة المرکزية و خلق فتحات اقتصادية.