السعودية مع بن سلمان اصبحت وحيدة اکثر من اي وقت مضی

موقع البصیرة

ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان الذي کان الزعيم الحقيقي للملکة العربية السعودية علی مدی السنوات الثلاث الماضية من منصب وزير الدفاع الی ولي العهد و حددت جميع القضايا في مجال السياسة الداخلية و الخارجية من خلال اوامره، فباجراءاته وضعت المملکة العربية السعودية في طريق مسدود سماه «ميدل ايست آي» عزلة السعودية في عهد بن سلمان، و نظرة علی تصرفاته علی المدی القصير الذي طال ثلاث سنوات تظهر انه قد وضع السعودية في وضع اسوء من عهد ملک سعود في الستينات الذي دخل السعودية دوامة من الفساد و الرکود، و انه في الحرب علی الیمن، تسبب في اکبر هزيمة للسياسة الخارجية السعودية علی مدی العقود القليلة الماضية، و فقد التحالف السعودي ثماني دبابات من طراز آبرامز و ۱۹۶ عربة مدرعة و ۳۱ دبابة و ۱۳۳۷ مرکبة عسکرية في حرب عام ۲۰۱۷ ضد اليمن و القوات اليمنية، کما دمر حرس السواحل للجيش اليمني و انصارالله قاربين و اربع سفن حربية و طوربيد و فرقاطة واحدة في عام ۲۰۱۷، و وفقا لهذا التقرير ان ۲۹ طائرة و طائرة هليکوبترو طائرة بدون طيار، من بينها اثنتان من طراز اف ۱۶ و اف ۱۵، و طائرة حربیة من طراز تایفون و مقاتلان من آباتشي و طائرة هليکوبتر من طراز بلاک هوک، فضلا عن ۱۹ طائرة بدون طيار يملکها اعضاء التحالف لقد تم اسقاطها او سقطت.

جديربالذکر، ان مذبحة المدنيين اليمنيين لقد ادت الي ضغوط لم يسبق لها مثيل علی المملکة العربية السعودية و سببت عزلة اکثر لهذا البلد في هذه المعرکة، و حذرت منظمة الصحة العالمية و برنامج الغذاء العالمي و منظمة الامم المتحدة للاطفال/ يونيسف في بيان مشترک حول الوضع الانساني في اليمن و احتمال وقوع کارثة انسانية غير مسبوقة في هذا البلد، و جاء في هذا البيان: «ان الاسر اليمنية  لديها اکثر من ۱۰۰۰ يوم من العيش بدون طعام و مياه الشرب الصحية و الکافية». وتحدث منسق الامم المتحدة للشوون الانسانية في اليمن، جيمي ماک غولدريک موخرا عن انتهاکات حقوق الانسان في اليمن، کما حذرت اليونيسف و منظمة الصحة العالمية من تحول الازمة الانسانية اليمنية الی «کارثة عميقة» قائلة إن ۷۵٪ من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدة عاجلة، وأن أكثر من ۱۱ مليون طفل لن يستطيعوا البقاء على قيد الحياة بدون هذه المساعدات.

 هزيمة بن سلمان الأخرى هي في قطر؛ السعودية واجهت خلافا مع قطر حول قيادة العالم العربي، و في الواقع أن الدوحة لم تكن مستعدة لقبول التفوق السعودي، کما كانت الرياض تسعى مع مقاطعة قطر الی اطلاق موجة من العقوبات على قطر على مستوى العالمية والإقليمية، ولكن النتيجة هي أنه لم يرافق اي لاعب آخر المملكة العربية السعودية باستثناء عدد قليل من البلدان، وبالإضافة إلى ذلك، أثار النهج السعودي المتطرف تجاه قطر مخاوف دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى وأجبرهم على البحث عن مويدين قويين في المنطقة، فعلى سبيل المثال، قامت الكويت بتوسيع علاقاتها مع تركيا وتعتزم تطوير التعاون العسكري مع هذا البلد. عمان هي دولة أخرى في مجلس التعاون الخليجي، والتي لديها علاقات أفضل مع إيران مقارنة بالدول الأخرى وليست علی عجل لإقامة علاقات مع تركيا، ولکنها تسعى إلى تعزيز أمنها ضد الخطط السعودية. ومن ناحية أخرى، أجبرت اعمال المملکة العربية السعودية غير المسؤولة رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري علی الاستقالة، وفي الواقع أبقت ذلك الشخص برغم إرادته في الرياض، وقاد ذلك النخبة السياسية اللبنانية والجمهور لمواجهة الرياض بطريقة لم يسبق لها مثيل في تاريخ العلاقات بين السعودية ولبنان، و حول الأردن، تسببت جهود المملكة العربية السعودية لدفع الأردن إلى الامتثال لسياسات الرياض في تضارب المصالح بين البلدين.

بشكل عام يمکن القول بان سياسات محمد سلمان في اليمن وقطر ولبنان ومجلس التعاون الخليجي ادت إلى عزلة هذا البلد، وتفقد المملكة العربية السعودية حلفاء أكثر فأكثر بجدول اعمالها التدخلي.