] استمرار سلطة السيسي.. ضمان أمن الکیان الصهيوني
الرئیسیة >>  عمومی >> تیتر یک
05 March 2018 - 11:13 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 5139

استمرار سلطة السيسي.. ضمان أمن الکیان الصهيوني

دور السيسي في بقاء النظام الصهيوني يصبح أكثر وضوحا عندما نعلم بأنه وفقا للعقد الموقع، فإن هذا الکیان من المقرر أن يبيع الغاز إلى مصر بمبلغ 10 مليارات دولار على مدى 10 سنوات، و أعلنت شركة «ديلك» للحفر انها تمكنت من توقیع اتفاقیة مع شرکة «دولفينوز» المصرية لتصدير الغاز إلى مصر ب 64 مليار متر مكعب وتوقيع صفقة بقيمة 15 مليار دولار على مدى 10 سنوات
موقع البصیرة / رضا اشرفي
ستجرى الانتخابات الرئاسية في الشهر المقبل في مصر، وتقوم السلطات المصرية الحالية بإدارة الانتخابات والاستعداد لها على مختلف المستويات، الانتخابات التی یعتبر العدید من النقاد وحتى مؤيدي السيسي، الرئيس العسكري المصري، الفائز فیها  وسيحصل السيسي علی هذا المقعد مرة أخرى  ومن هذا المنظور، قد اطلقوا على هذه الانتخابات «الظاهریة» لأنه يجب أن يشكل مساحة حتی یقال أن السيسي قد حصل علی هذا المنصب مرة اخری خلال حملة انتخابية.
هذا هو نفس الشيء الذي تبحث عنه الولايات المتحدة والکیان الصهيوني، وكان عبد الفتاح السيسي هو الخيار الأفضل الذي عرضته تل أبيب على واشنطن لتولي الرئاسة بعد الانقلاب الأبيض ضد محمد مرسي، غير أن وجود جماعة الإخوان المسلمين على رأس الشؤون السياسية المصرية لم يكن موضع ترحيب لكل من الکیان الصهيوني والولايات المتحدة، لأن هذه الجماعة كانت تقاتل السياسات الصهيونية لسنوات عديدة،  وهي لا تزال  تتخذ جزءا من السياسات المناهضة للصهيونية ولهذا السبب، ينبغي ابعادهم عن السلطة.
هذه القضية، وكذلك التهديدات الإقليمية التي کانت تتزاید من قبل جماعة اخوان المسلمین، وقد دفعت الولايات المتحدة والکیان الصهيوني إلى القیام ضد الإخوان في السلطة المصرية من خلال دعم السعودية المالي، و نفس هذه القضیة وضعت تركيا وقطر فی الاتجاه المعاکس لهذه الجماعة،  وعلى الرغم من أن هذه الخلافات ظلت سرية لفترة طويلة، فتمت جهود لحل هذه الخلافات بشکل ما او علی الاقل لتقلیلها، غير أن التطورات أخرى قد أظهرت، وخاصة في الأشهر الأخيرة، ان هذه الخلافات زاد من جدید  و ان المواجهة اللفظیة والسياسية بين قطر والمملكة العربية السعودية، وكذلك تركيا مع الولايات المتحدة یمکن تحلیلها علی نفس المستوی.  
جنبا إلى جنب مع كل هذه التيارات قد فازت الولايات المتحدة، والکیان الصهيوني والمملكة العربية السعودية داخل مصر فی لعبة السلطة فی الوقت الراهن. وقد نجحت في استبدال ديكتاتورية عسكرية - امنیة مع الدكتاتورية السياسية لحسني مبارك. ولذلك، وضعت هذه البلدان خطوة إلى الأمام في هذا البلد و أنشأت جدار حماية لأمن تل أبيب، وفي هذه الحالة نری انه قبل شهر من الانتخابات المصرية،  يتوجه وزير الخارجية الأمريكي ريكس تايلرسون إلى القاهرة لتأمين الضمانات اللازمة لأنشطة السيسي في مرحلة ما بعد الانتخابات لیحصول على الضمانات اللازمة من أداء السيسي فی مرحلة ما بعد الانتخابات.
و فی نفس المجال، يؤكد وزیر الخارجیة الامریکی ریکس تيلرسون خلال اول رحلة من فترة مهمته الی القاهرة: « مصر شريك مهم للولايات المتحدة " لانها تراعی کل العلاقات السياسية والأمنية بين واشنطن وتل أبيب في المنطقة. لذلك، تسعى الولايات المتحدة في المستقبل إلى رفع المستوى الاقتصادي المصري، کما تسعى إلى الحد من مخاوفها بشأن أمن الکیان الصهيوني.
 دور السيسي في بقاء النظام الصهيوني يصبح أكثر وضوحا عندما نعلم بأنه وفقا للعقد الموقع، فإن هذا الکیان من المقرر أن يبيع الغاز إلى مصر بمبلغ 10 مليارات دولار على مدى 10 سنوات، و أعلنت شركة «ديلك» للحفر انها تمكنت من توقیع اتفاقیة مع شرکة «دولفينوز» المصرية لتصدير الغاز إلى مصر ب 64 مليار متر مكعب وتوقيع صفقة بقيمة 15 مليار دولار على مدى 10 سنوات، وعقب هذا الاتفاق، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو هذه الصفقة تاریخیة، وقالت وسائل الاعلام المصرية والصهيونية ايضا ان قيمة هذه الصفقة  حتی نهایتها تصل الى 20 مليار دولار،  وقد أصر العديد من المراقبين السياسيين على أن اختيار هذه الفترة هو لإنقاذ نتنياهو من الاحتجاجات الداخلیة علی السياسة، وبطبيعة الحال،  ضد فساده المالی.
 وعلى الرغم من الادعاء بأن هذا الاجراء یاتی في إطار توفیر احتياجات مصر الغازیة ولکنه یظهر تداعیات هذه الخطوة. أولا، هذا التبادل للغاز سيعتمد مصر على النظام الصهيوني یودی الی اعتماد مصر علی الکیان الصهیونی و یسبب ان لا تتمتع مصر بعد بحریة عملیة امام هذا الکیان و تجاوزاته. خاصة وأن الکیان الصهيوني يسعى إلى اتخاذ إجراءات ضد مصر في سيناء.
ثانيا، يأتي هذا الاتفاق في وقت  قد حدثت توترات واسعة النطاق بين لبنان والکیان الصهيوني على موارد النفط والغاز في المناطق الحدودية. ولبنان لا تقبل الخضوع امام الهيمنة الصهيونية. النقطة المهمة هي أنه عندما توقع مصر مثل هذا الاتفاق، تخلق  هذه الذريعة للکیان الصهيوني حتی یبرر باسم الوفاء بالتزاماته تجاه مصر اعتداءه علی مصادر لبنان و سوریا و حتی بلدان البحر الابیض المتوسط الاخری.
وعلى أية حال، فإن هذه الصفقات تتطلب أن يفوز السيسي بالانتخابات المقبلة حتی یتم استخدامه لخدمة المصالح الامریکیة‌ و الصهیونیة. 

mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@