] في الظهران... "هامش القمة" أعلى صوتاً!
الرئیسیة >>  عمومی >> المواضیع الاخیرة
16 April 2018 - 16:21 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 5399

في الظهران... "هامش القمة" أعلى صوتاً!

إذا كانت العبقرية السعودية الجديدة، قد تفتقت "مشهدية جديدة" للقمة العربية المتوارثة والمورثة للانقسامات وتبديد الحقوق العربية، فإن هذا "الإبداع" المتمثل بنقل القمة من الرياض أو جدة إلى الظهران، لم يبدّل في سياق الانحدار العربي تبديلاً. بدت القمة كأنها أحجية، وعلى الصحافيين المشاركين في تغطية أعمالها فك شيفراتها.
موقع البصیرة / داوود رمال
لا شيء متاحاً أمام الإعلاميين سوى شاشة التلفزيون السعودي، فضلاً عن تسهيلات في نقل الأخبار، من دون أي إمكانية للاحتكاك مع أي رئيس أو وزير أو أي عضو في الوفود لإغناء التغطية بما يتعدى "التوجيه" الممجوج، مع تسجيل حالة اندفاع للجسم الإعلامي السعودي للتطبيع مع العدو الإسرائيلي و"التحرر" من كل شيء يمكن أن يندرج في خانة القضايا العربية.

والأنكى من ذلك، اختيار اسم "القدس" عنواناً للقمة، فيما صار القاصي والداني يعرف أن أحد أبطال "صفقة القرن" هو ولي العهد محمد بن سلمان، بما قدّم من التزامات للأميركيين بشأن القدس والتطبيع ومحاولة إقناع الفلسطينيين بدولة ما، فضلاً عن التفريط بحق العودة.

أراد السعوديون أن تكون القدس هي كفّارة تفريطهم بفلسطين. عنونوا القمة باسمها على عجل، وخصصوا عشرات ملايين الدولارات للجنة أوقاف القدس والأونروا. هذه الكفّارة لم تحجب ما قيل علناً أو خلف الجدران من وجوب الانتقال "إلى مرحلة جديدة" تحاكي "صفقة القرن"، لذلك كان توقيت الإعلان الملكي عن القدس والمساعدات قبيل إلقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلمته التي لم تخرج عما سبق أن أعلنه من خطة سلام في الأمم المتحدة تقوم على حل الدولتين.

واللافت للانتباه كان حديث الإعلام السعودي عن "وجوب الانتقال إلى العقلانية"، وفق خطة جديدة هي جوهر صفقة القرن التي لا ذكر فيها لمبادرة الملك عبد الله التي أقرتها قمة بيروت في عام 2002، بعدما أصرّ الرئيس إميل لحود حينها على إدخال تعديلات أساسية عليها، أبرزها إقرار حق العودة ورفض التوطين. بهذا المعنى، بدت قمة الظهران أنها ذروة الانقلاب السعودي على مبادرة قمة بيروت للسلام، غير أن الرئيس ميشال عون جعل من خطابه طرقاً على باب العودة إلى فلسطين، صارخاً في برية العروبة تماماً كما صرخ في قمة الأردن في وادي عربة على تخوم فلسطين في عام 2017.

ومن المشاهدات اللافتة للانتباه، هذا الانعدام الكلي للزخم الذي كانت تحظى به "المعارضة السورية" والذي بلغ ذروته في قمة الدوحة يوم جلس معاذ الخطيب على مقعد سوريا في مواجهة القادة والرؤساء. أما في قمة الظهران، فقد بقي مقعد سوريا فارغاً، إلا أن بعض الصحافيين المحسوبين على "المعارضة" لاذوا إلى إعلام هذه الدولة أو تلك من دون إعطائهم أي مساحة إعلامية خاصة كما كان يحصل في السابق، بحيث كانت الشاشات العربية، وخصوصاً الخليجية، تضجر من حضورهم.

ولوحظ أن الإعلام السعودي بكل مسمياته تجنّب التركيز على المقعد الشاغر لسوريا. وكما كان متوقعاً، جرى التركيز على إيران بوصفها "العدو الأول" للعرب والعالم، إلى حد أن من يسمع ما جرى تداوله عبر الإعلام السعودي يظن أن الحرب على إيران واقعة اليوم أو غداً على أبعد تقدير. خطاب عدائي لا يستسيغه العراقي ولا اللبناني ولا الجزائري ولا حتى المصري.

"كلام كثير" تردد في أروقة القمة عن قطر وقيادتها، ولا سيما على ألسنة الصحافيين السعوديين والإماراتيين والبحرانيين والمصريين، أقله طأنها سترضخ وستعود إلى الحظيرة الخليجية وفق شروطنا"، مع تركيز على المقاربات الاقتصادية – النفعية للعلاقات العربية وفق "رؤية 2030" التي لا محظورات فيها، ولا سيما ما يتصل بالتطبيع الكامل مع "إسرائيل".

وكانت لافتة حفاوة ابن سلمان بكل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوفد الإماراتي راشد بن مكتوم وأعضاء الوفد، فيما كانت حفاوة بالغة من قبل الملك سلمان بأمير دولة الكويت الشيخ صباح الجابر الأحمد الصباح.

وحظي المؤتمر الـ29 للقمة العربية بإجراءات أمنية مشددة جداً، وكان قد استهل بتسلّم الملك سلمان رئاسة القمة من ملك الأردن عبد الله الثاني، وطغى على هامش جدول الأعمال المؤلف من 16 بنداً، العدوان الأميركي البريطاني الفرنسي على سوريا، خصوصاً في ضوء ما سرّبه الإعلام الغربي من معلومات عن "تبرع" بعض الدول الخليجية بأموال للأميركيين لتنفيذ ضربة أكبر، فكانت النتيجة خيبة أمل لم يتردد بعض الصحافيين الخليجيين في التعبير عنها في مقالاتهم ومداخلاتهم التلفزيونية، وحتى مع زملائهم العرب على هامش أعمال القمة.

المصدر: الأخبار
mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@