] مهمة مستحيلة لواشنطن في العراق
الرئیسیة >>  عمومی >> تیتر یک
01 June 2018 - 14:41 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 5637
جهد أمريكي للتقرب من صدر

مهمة مستحيلة لواشنطن في العراق

عندما أصدر الصدر مرسومًا بحل جيش المهدي في عام 2007 وشرع عملية الدخول فی مجال المعادلات السياسية والانتخابية، كان أهم شرط له للانضمام إلى حکومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي هو وضع جدول زمني دقيق وفي الوقت المناسب لانسحاب القوات الأجنبية، بما في ذلك الولايات المتحدة من هذا البلد.

كان الحصول على أكبر مقعد في حملة الانتخابات البرلمانية العراقية من قبل تحالف السائرون بقيادة مقتدى الصدر حدثاً كان أكثر من أي وقت مضى جلب هذه الشخصية الدينية السياسية إلى الواجهة. مع إعلان النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية في 12 مايو 2018 ، ان تحالف السائرون، الذي تألف من القوات المدعومة من الصدر  والحزب الشيوعي وبعض التيارات العلمانية، نجح في الوصول في الجولة الرابعة من الانتخابات البرلمانیة العراقية بحصوله علی 54 مقعدا کاکبر تیار سیاسی، وفي الوقت نفسه فإن الولايات المتحدة التي تدخلت دوما في التطورات العراقية في السنوات التي أعقبت عام 2003 ، هي إحدى القوى التي لا ترى نتائج الانتخابات بأي شكل يتفق مع مصالحها في العراق، ولذا فهي تکثف الجهود لانقاذ من هذه الظروف الصعبة. 
على الرغم من الجهود الأمريكية لإقامة علاقة مع مقتدى الصدر، أولاً ، بإلقاء نظرة سريعة على العلاقات بين الولايات المتحدة والصدر خلال السنوات التي أعقبت الاحتلال العسكري العراقي ، وثانياً ، بالنظر إلى النظرة السياسية وشخصية الصدر، يمكن العثور على رؤية واقعية لنتائج أعمال البیت الأبيض للاقتراب من الصدر.
خلفية تاريخية لمعارضة مقتدى الصدر للأمريكيين في العراق بعد عام 2003
في عام 2003 ، بعد سقوط نظام البعث من قبل الولايات المتحدة وقوات التحالف ، كان الاتجاه السائد في العراق يقوم على نهج تعاوني وإيجابي للعلاقات مع واشنطن و في الواقع ، فإن جزءًا كبيرًا من التيارات السياسية العراقية ضد احتلال الولايات المتحدة لهذا البلد كان صامتًا و حدد مسار التسویة مع حکومة جورج بوش الابن كاستراتيجيته السياسية، و في هذه الحالة، فإن الشخصية العراقية الأكثر أهمية التي دعت صراحة إلى انسحاب الأمريكيين وعرضتهم كمحتلين كانت مقتدى الصدر.
و من خلال تاسیس جماعة "جيش المهدي" ، اتخذ الصدر طريق الكفاح المسلح مع القوات الأجنبية ، وخاصة الجيوش الأمريكية والبريطانية، و في السنوات بعد 2003-2008 ، بدأ جيش المهدي في مدن بغداد والبصرة والنجف محاربة احتلال الولايات المتحدة وفرض خسائر كبيرة على الولايات المتحدة والقوات الأجنبية الأخرى. 
حتى في السنوات التالية ، عندما أصدر الصدر مرسومًا بحل جيش المهدي في عام 2007 وشرع عملية الدخول فی مجال المعادلات السياسية والانتخابية، كان أهم شرط له للانضمام إلى حکومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي هو وضع جدول زمني دقيق وفي الوقت المناسب لانسحاب القوات الأجنبية، بما في ذلك الولايات المتحدة من هذا البلد.
مقتدی الصدر شخصیة مناهضة للاحتلال و مویدة للاستقلال
علامة أخرى تجعل من المستحيل على الصدر والولايات المتحدة التعاون في مجال العمل هو الشعارات والخطط التي أعلنها مقتدى الصدر خلال السنوات القليلة الماضية وروحه المناهضة للاحتلال، فخلال السنوات القليلة الماضية وخاصة خلال مظاهرة كانون الأول / ديسمبر 2016 ، أعرب أنصار مقتدی الصدر في المنطقة الخضراء من العراق - و هی کانت المنطقة الأكثر أمناً في بغداد- عن شعارات و خطط من الصدر، تستند إلى عودة الاستقلال إلى البلاد وعدم تدخل الأمريكيين فی العراق، و في الواقع خلال السنوات الأخيرة اكتسب مقتدى الصدر كل نجاحاته السياسية والانتخابية نتيجة خطة لمعارضة احتلال الأميركيين في العراق، والآن في وضعه الجديد، فإن أي تسوية مع الأمريكيين سيكون لها تبعیتان مهمتان بالنسبة له.
أولاً، لن يقبل أنصار و اقارب مقتدى الصدر أي اتفاق أو حتى حوار بينه وبين الأمريكيين ولن يسمحوا بذلك. وفي حال وقوع مثل هذا الحادث ، سيقترن المؤيدون والهیکل الاجتماعي لحرکة مقتدى السیاسیة بخسارة كبيرة. ونتيجة لذلك، يبدو تسامح الصدر في اعماله السياسية المستقبلية مع الولايات المتحدة منطقياً إلى حد كبير، بل إنه يجعل من غير المحتمل اللقاء بين تیار السائرون السیاسی و الأميركيين.
غضب مقتدی النفسي والشخصي من الأمريكيين
البعد الآخر الذي من شانه ان یثیر یاس الأميركيين فی التعاون مع مقتدى الصدر يمكن تقییمه فيما يتعلق بجهود الأمريكيين على عدة مراحل لاغتيال مقتدى الصدر. في الواقع ، وفقا للوثائق المنشورة في كتاب أبرز مستجوبي الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين، في السنوات 2005-2007 ، كانت الولايات المتحدة ، تحت إصرار جورج بوش، الرئیس الامریکی آنذاک، تعتزم اغتيال مقتدى الصدر. و لقد تسببت هذه القضية في إحداث ضائقة نفسية وإزعاج في عقلية مقتدی من واشنطن ، والتي لا يزال من الممكن اعتبارها رافعة موثرة في أعماله السياسية المستقبلية. لذلك ، فمن غير المحتمل ، نظراً للأبعاد النفسية والشخصية لمقتدى الصدر، أن يكون مستعداً للتفاوض والتعاون مع من أرادوا اغتياله قبل 10 سنوات.

المصدر: الوقت
mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@