] قراءة تحديات الولايات المتحدة فیما یتعلق بنتائج الانتخابات العراقية
الرئیسیة >>  عمومی >> تیتر یک
07 June 2018 - 08:25 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 5654

قراءة تحديات الولايات المتحدة فیما یتعلق بنتائج الانتخابات العراقية

ان من المخاوف الأخرى لدى الأمريكيين من نتائج الانتخابات العراقية یتعلق بالمجموعة الثانية الفائزة ای ائتلاف «الفتح» و هو ائتلاف يعتقد الأمريكيون أنه عكس موقف الصدر من إيران و يعتبر حلیفا للجمهورية الإسلامية في العراق، لكن القاسم المشترك لكل من المجموعتین السياسيتین المنتصرتین فی الانتخابات هو أنهما تعارضان بشدة الأمريكيين، وبالتالي ليس من الصعب تخيل أن نتائج الانتخابات العراقية الأخيرة محبطة جدًا للأميركيين.
موقع البصیرة / محمد رضا بلوردی
أثبت اجراء الانتخابات البرلمانية الأخيرة في العراق مرة أخرى أن القادة والإعلام الأمريكيين ما زالوا لا يعرفون ای شیءعن المناخ السياسي المعقد في هذا البلد، و كانت توقع الخبراء و العلماء الأمريكيين هو ان حيدر العبادي، رئيس وزراء العراق الحالي، المدعوم من الولايات المتحدة، سيفوز بانتصار حاسم فی هذه الانتخابات، لكن ما حدث هو أن تیار بقيادة رجل دين شيعي و متطرف الی حد ما، یدعی مقتدى الصدر، تمكن من تأمين أكبر کتلة في البرلمان العراقي المقبل بين مختلف الجمعیات والجماعات السياسية، و هو شخص یعارض بشدة الاجندة السیاسیة الامریکیة  في الشرق الأوسط، ويؤكد بشکل خاص على ضرورة انسحاب  القوات الأمريكية من العراق.
ان الأمريكيون يرون وصول مقتدی الصدر الی السلطة في المشهد السياسي العراقي مثيرة للقلق، لكنهم في الوقت نفسه يعتقدون أن لدیه میزة على الآخرين و هی انه يعارض نفوذ جمهورية إيران الإسلامية في العراق، و  في الواقع ، يأمل الأمريكيون أن تجعل المواقف القاسية التي يظهرها مقتدى الصد، العرب والفرس يواصلون العداء القديم القائم بينهم.
ان من المخاوف الأخرى لدى الأمريكيين من نتائج الانتخابات العراقية یتعلق بالمجموعة الثانية الفائزة ای ائتلاف «الفتح»  و هو ائتلاف يعتقد الأمريكيون أنه عكس موقف الصدر من إيران و يعتبر حلیفا للجمهورية الإسلامية في العراق، لكن القاسم المشترك لكل من المجموعتین السياسيتین المنتصرتین فی الانتخابات هو أنهما تعارضان بشدة الأمريكيين، وبالتالي ليس من الصعب تخيل أن نتائج الانتخابات العراقية الأخيرة محبطة جدًا للأميركيين.
وكما قيل، كان توقع الأمريكيين هو أن يفوز حيدر العبادي في الانتخابات العراقية بفارق کبیر، لكن الحصول على المرتبة الثالثة من قبل ائتلاف تحت قيادته (النصر) أذهل الخبراء والعلماء الامریکیین و الغربيين و ادی الی فقدان آمال الامریکیین بالنسبة له.
وبالطبع، فإن السياسات الخاطئة وسوء التصرف للأميركيين فیما یتعلق بالتطورات السياسية في العراق لها تاریخ سابق، و خلال فترة  جورج بوش الابن، وعندما كان المحافظون الجدد في السلطة في أمريكا، كانوا یعتمدون علی شخص مثل أحمد الجلبي، زعيم حزب المؤتمر الوطني العراقي  لتولي السلطة في العراق بعد الإطاحة بصدام، و لهذا الغرض، و قبل بدء الغزو الأمريكي للعراق، قدموا ملايين الدولارات له، لكن ما حدث هو أن التیار الذی قاده الجلبی  حصل على 5 ٪ فقط من الاصوات في الانتخابات التی جرت.
يمكن رؤية فشل آخر للأمريكيين في العراق في أداء حلیفهم الآخر، ای الأكراد ، الذين أصروا على مسألة إجراء استفتاء حول الاستقلال عن العراق، ولكن من خلال عقد هذا الاستفتاء ونتائجه، فعارضت الدول المجاورة للعراق بشدة الأكراد، و اضطرت الولايات المتحدة أيضا للتوقف عن دعم الأكراد، و من ناحية أخرى ، اسفر الاداء الکردي الی ان  تسلم الأكراد منطقة كركوك المتنازع عليها للحكومة المركزية في العراق و ان یفقدوا العدید من النقاط التي حصلوا علیها من خلال استقلالهم الذاتي.
في الانتخابات الأخيرة ، توقع الأمريكيون أيضاً أن الحزب الديمقراطي بقيادة مسعود بارزاني یحقق نصراً حاسماً في المناطق الكردية ، لكن ما حدث هو تقسيم الأصوات بين حزب البرزاني والاتحاد الوطني الكردستاني ومجموعة الغوران والأحزاب الكردية الأخرى.
ومع ذلك ، أظهرت نتائج الانتخابات العراقية الأخيرة للأميركيين أن تأثيرهم على المشهد السياسي لهذا البلد محدود و یجب علیهم مراجعة سیاساتهم تجاه هذا البلد واتباع استراتيجية من شأنها أن تؤدي إلى الخروج السريع  لهذا البلد من مستنقع العراق.

mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@