] الکیان الصهيوني والحرب النفسية في جنوب سوريا
الرئیسیة >>  عمومی >> تیتر یک
20 June 2018 - 12:13 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 5711

الکیان الصهيوني والحرب النفسية في جنوب سوريا

بالنظر إلى تراجع الصراعات العسكرية في سوريا وزيادة الحركات السياسية، يسعى العديد من الجهات الفاعلة في هذا المجال إلى اتفاق سياسي لسحب القوات غير السورية في سوريا، و تبحث الولايات المتحدة وإسرائيل عن سيناريو مماثل للبنان بعد الحرب الأهلية، السيناريو الذي أدى إلى اتفاق طائف وانسحاب القوات الأجنبية من لبنان، ويجري الآن متابعة مثل هذا السيناريو في سوريا و ذلک لان الولايات المتحدة وإسرائيل تسعیان إلى فرض اتفاقية سياسية تؤكد على انسحاب الحلفاء السوريين من البلاد.
موقع البصیرة / ياسر سعيد نجاد
تسمع فی الآونة الاخیرة همسات تدل علی اتفاق غير معلن وغير مكتوب بين بعض الدول لنشر القوات السورية في جنوب سوريا مقابل انسحاب القوات الأخرى في المنطقة، و تعتبر منطقة جنوب سوريا منطقة ذات أهمية خاصة لمختلف الجهات الفاعلة خاصة الولايات المتحدة بسبب قربها من الحدود الفلسطينية المحتلة، و أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مؤخرا أن قوات الحكومة السورية فقط يجب أن تكون موجودة على الحدود الجنوبية للبلاد بالقرب من الأردن وإسرائيل.
سافرت السلطات الصهيونية مرارًا وتكرارًا إلى روسيا ودعت دائمًا إلى انسحاب القوات الایرانیة وحلفائها من مختلف أنحاء سوريا، و في الحالة الأخيرة دعا وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الذي سافر إلى موسكو مرارًا وتكرارًا إلى الانسحاب الكامل لإيران من سوريا.
حزام الأمان للصهاینة موقع  المشاجرات الجدیدة
مع تراجع القتال في شمال سوريا، يخطط جيش هذا البلد لتوسیع عملياته إلى المناطق الجنوبیة وينهي بتواجد القوات الإرهابية في هذه المنطقة مثل الغوطة‌ الشرقية، و هذه المناطق كانت دائما جاهزة للانخراط فی الصراع بسبب قربها من دمشق وأصبحت محافظتا درعا والقنيطرة مكانًا لعلاج الإرهابيين في الجولان المحتل وتأثير الصهاينة وهجماتهم على مختلف مناطق سوريا.
يتكون حزام الامان الصهيوني في المنطقة الجنوبية من سوريا من درعا والقنيطرة والجولان،  و لقد أنشأ الصهاينة في هذه المنطقة، وفي جنوب درعا و القنیطرة، مع انتشار الإرهابيين، منطقة عازلة بين منطقة الجولان و المناطق الخاضعة لسیطرة الجيش السوري و هذه المنطقة العازلة لها دور تكميلي للصهاينة.
تضاعفت المخاوف الصهيونية الرئيسية بعد الهجوم الصاروخي على الجولان وتجنبا من مثل هذه الهجمات، طرحت الصهاینة شرط التراجع البالغ 60 كيلومترا لمجموعات المقاومة من جنوب سوريا، ادعاء اذا حدث،  فلم يقنع الصهاينة بهذا القدر وفي الخطوات التالية، سيطرح الصهاينة خطًا أحمرا جديدًا، مثل الانسحاب من كل سوريا لمحور المقاومة.
 التنف و وصفقة الکل امام لا شيء
وقد قالت بعض وسائل الإعلام أنه إذا انسحبت الولايات المتحدة من التنف ، فإن القوات الحلیفة لایران المنطقة الجنوبية کذلک. هذه المؤشرات هي في اتجاه وقف عمليات الجيش السوري في الجنوب ومحور درعا. و من ناحية أخرى ، تظهر الأخبار الميدانية أن الولايات المتحدة ليس لديها  ای خطط لمغادرة هذه المنطقة من خلال توسيع قواعدها العسكرية في التنف. وأولئك الذين قدموا هذا العرض لقد كانوا يبحثون عن صفقة قائمة على الکل امام لا شيء.
فرض اتفاق مشابه للطائف
بالنظر إلى تراجع الصراعات العسكرية في سوريا وزيادة الحركات السياسية، يسعى العديد من الجهات الفاعلة في هذا المجال إلى اتفاق سياسي لسحب القوات غير السورية في سوريا، و تبحث الولايات المتحدة وإسرائيل عن سيناريو مماثل للبنان بعد الحرب الأهلية، السيناريو الذي أدى إلى اتفاق طائف وانسحاب القوات الأجنبية من لبنان، ويجري الآن متابعة مثل هذا السيناريو في سوريا و ذلک لان الولايات المتحدة وإسرائيل تسعیان إلى فرض اتفاقية سياسية تؤكد على انسحاب الحلفاء السوريين من البلاد. 
في غضون ذلك، لقد ركزت إسرائيل اهتمامها على روسيا،  في الواقع، و نظرا لدور موسکو، تسعی إسرائيل للتأثير على إيران من اجل فرض مثل هذا الاتفاق.
باختصار، يمكن القول أن مختلف الجهات الفاعلة تحاول الحد من نفوذ إيران في سوريا من خلال الاتفاقات السياسية و توفر الاساس الضروری لانسحاب ایران الکامل من سوریا،  و تتم الحركات الصهيونية والهجمات على مناطق سورية مختلفة في شكل ضربات جوية ضد القواعد العسكرية، مع الادعاء بأن العامل الوحيد وراء الغارات الجوية الإسرائيلية في سوريا هو وجود إيران، وإذا استمر هذا الوجود، يجب أن تنتظر دمشق أيضًا تحديات جديدة و ان  اليد الخاوية للکیان الصهيوني وأنصاره في جنوب سوريا في الساحة العسكرية دفعتهم إلى شن حرب نفسية،  وكان العرض المثير للجدل للهجوم الكيميائي على الغوطة الشرقیة حالة حديثة أخرى من الحرب النفسية للإرهابيين وأنصارهم و رغم انه تسبب فی الکثیر من الضجیج، لکنه لم یمنع تحریر الغوطة الشرقیة وجنوب سوريا تذهب بنفس الطريقة ایضا.

الترجمة: میترا فرهادي

mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@