] اميركا "اسرائيل" الاردن والاستسلام للامر الواقع
غرب آسیا >>  غرب آسیا >> مطالب ستون وسط
30 June 2018 - 14:36 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 5801

اميركا "اسرائيل" الاردن والاستسلام للامر الواقع

الحرب في سوريا كانت ولا زالت بوتقة لحرب ارادات دولية اقليمية عربية خليجية سعت منذ اللحظات الاولى لاندلاعها لتدمير هذا البلد المحاذي للاراضي الفلسطينية المحتلة اضافة لتدمير وتقسيم وتقزيم وتجزئة الدول القوية بأبنائها في المنطقة ونعني بذلك الدول المحيطة أو القريبة من الكيان الاسرائيلي ومنها العراق وفي مرحلة لاحقة اليمن، لما تشكله هذه الدول العربية من قلق متراكم يؤزم اساس الوجود المفتعل لهذا الكيان اللقيط المزروع دوليا وبالقوة في المنطقة.
موقع البصیرة / علي النعيمي
من هنا يمكننا تسمية المنتفعين من تدمير سوريا والعراق واليمن بمحور الشر الذي تتزعمه الولايات المتحدة وتسعر اواره "اسرائيل" وتنفخ في ابواقه الاعلامية والتنفيذية دول اقليمية وعربية منها السعودية والاردن القريب جدا من ساحة الحرب السورية.

ان تدخل محور الشر في سوريا تدخل غير شرعي سعى جهده وبكل ما اوتي من امكانات لتقويض الانتصارات السورية المتتالية السابقة في الغوطة الشرقية ومن ثم الحد من التقدم السوري (جنوب غرب) باتجاه الجولان والاراضي الفلسطينية المحتلة وايضا الحدود مع الاردن.

غير ان خارطة سير المعارك الحالية تشير الى احتمال فتح الجيش العربي السوري خلال الساعات المقبلة محورا جديدا يمتد من مدينة خربة غزالة، وآخر من درعا المحطة للوصول إلى معبر نصيب الحدودي وهو "أحد المعبرين الحدوديين بين سوريا والأردن ويقع بين بلدة جابر الأردنية في محافظة المفرق، وبلدة نصيب السورية في محافظة درعا".

الاستسلام الاردني للامر الواقع

حاولت عمّان جملة من الاتصالات السياسية والميدانية، للوصول إلى هدنة مؤقتة تتيح بحثا اوسع لملف "التسوية" في الجنوب السوري، مع تواصل تضييق الحصار على المسلحين الذين باتوا اليوم محاصرين في جيب ضيق جدا تسعى سوريا لتحريره باسرع وقت ممكن.

ورغم بدء سريان هدنة لمدة 12 ساعة ابتداء من منتصف الليلة الماضية (ليل الخميس الجمعة) بين الجيش السوري والمسلحين جنوبي البلاد، غير ان عزم الجيش لا يلين عن توسيع محاور القتال في ريف درعا الشرقي، وغرب الشيخ مسكين، إلى جانب استهدافه المستمر لمحيط مدينة درعا للوصول إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن والسيطرة عليه بشكل كامل.

وما اندفاع القوات نحو منطقة غرز والواقعة بين درعا البلد وبلدة نصيب الحدودية الا تأكيدا لهذا الاتجاه، حيث يسعى الجيش لقطع خطوط إمداد الفصائل بين منطقة طريق السد ودرعا البلد باتجاه الحدود الأردنية، تزامنا مع الضغط على منطقة الصوامع للسيطرة على بلدة أم المياذن وبالتالي الوصول إلى نصيب.

الانزواء الاميركي والاستسلام للامر الواقع

حرب الإرادات داخل سوريا كانت الغلبة فيها حتى اليوم للمحور السوري والحلفاء الشرعيين، ما دفع القوات الاميركية المحتلة وهي (وجود غريب غير شرعي) الى الانزواء والاكتفاء بالمناطق الشرقية حتى الحدود العراقية من هذا البلد مستعينة ببعض الجماعات الارهابية المسلحة.

لم تكتف الولايات المتحدة بالانزواء شرقا بل استعانت بسياسة التخلي عن الاصحاب والاصدقاء والذيليين "الذين تستفيد منهم آنيا لتمرير مصالحها"، في ساعة الشدة التي اعتادتها سابقا كما فعلتها من قبل مع عميلها القوي "عربيا" في المنطقة "صدام"، فبعثت رسالة للمسلحين تؤكد لهم ضرورة الاعتماد على انفسهم وعدم استفزاز القوات السورية والسعي للحفاظ على عوائلهم وذويهم ما يعني (الاستسلام للامر الواقع)..

الاستسلام الاسرائيلي للامر الواقع

أعدت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي، تقريرا حول الجنوب السوري جاء فيه: "باتت المعارضة السورية تدرك وكذلك الجانب الأردني أن إسرائيل سلّمت بعودة الرئيس الأسد إلى الجنوب السوري وإلى الحدود مع اسرائيل"، وهو ما يؤكد الاستسلام الاسرائيلي للامر الواقع.

لقد سعى الكيان الاسرائيلي جاهدا لابعاد الجيش العربي السوري وخصوصا حلفائه رجال المقاومة عن الجولان والاراضي الفلسطينية المحتلة متوسلا بالدبلوماسية على اعلى مستوياتها مع الروس للتوصل الى تسوية تبعد الخطر عن الاراضي التي يحتلها.

غير ان بعض الانباء تشير الى مشاركة حزب الله في المعارك الدائرة في الجنوب السوري وبشكل علني ضمن تشكيلاته التقليدية على عكس ما نشرته بعض مواقع المعارضة من أن مقاومي حزب الله يقاتلون بلباس الجيش السوري، تواجد وقتال حزب الله علنا وضمن تشكيلاته التقليدية يشير الى فشل المساعي الاسرائيلية الدبلوماسية جملة وتفصيلا الرامية لابعاد مقاتلي حزب الله والايرانيين عن حدود الاراضي المحتلة.

وذلك ما المح اليه الرئيس السوري بشار الاسد من ان الحلف الثلاثي السوري الروسي الايراني لمكافحة الارهاب يمكن اعتباره رباعيا بدخول المقاومة اللبنانية حزب الله الى المعركة ضد الارهاب.

خارطة مواجهة جديدة

لا يخفى ان منطقة الجولان السوري المحتل وعموم الاراضي السورية القريبة من الاراضي الفلسطينية المحتلة تعتبر خطا احمر للكيان الاسرائيلي لما تشكله من خطر وجودي لهذا الكيان اللقيط بالمنطقة، وان ما يتم تحريره اليوم يعتبر ساحة مواجهة استراتيجية لتقويض هذا الكيان مستقبلا.

ان تحرير هذه الارض السورية الجنوبية من المسلحين والارهاب بكافة اشكاله سيجعل الجيش السوري وحلفاءه وجها لوجه مع قوات الاحتلال الاسرائيلي في الجولان المحتل وفي جنوب وادي اليرموك.

هذا المطلب هو ما اكد عليه الرئيس السوري بشار الاسد مرار، أن سوريا لن تتوقف عن الرد على اعتداءات كيان الاحتلال الإسرائيلي، وأن أول ضرب للكيان الاسرائيلي سياسيا وعسكريا وبكل المجالات هو ضرب الارهابيين داخل سوريا.


mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@