التطورات في جنوب سوريا والسيناريوهات المستقبلية

موقع البصیرة / محمدرضا بلوردي

ان مسيرة التطورات في جنوب سوريا تكون بحيث من المتوقع أن تفوز قوات الجيش السوري وحلفاؤه في هذه المنطقة ویخرج هذا الجزء من الأراضي السورية في النهاية عن سيطرة  الجماعات المسلحة، وهذا في حين إن عدم وجود دعم واضح من قبل الولايات المتحدة للإرهابيين في هذا الجزء من سوريا وإجبار الكيان الصهيوني على قبول الحقائق الميدانية للتطورات في سوريا يودي الی تعزيز هذه العملية، وفي الوقت نفسه، سيعقد لقاء بين رئيسي الولايات المتحدة وروسيا، دونالد ترامب و فلاديمير بوتين في منتصف الشهر الميلادي الحالي و من المتوقع أن يكون هذا القاء حاسما في الحل السياسي للأزمة السورية ومسيرة التطورات الاقتصادية لهذا البلد، بالإضافة إلى تأثيره على العلاقات بين البلدين.

يجب ألا يغيب عن الأذهان أنه على الرغم من الإنجازات الأخيرة للجيش السوري وحلفائه ، وعلى الرغم من الأداء الناجح لروسيا في التطورات الأخيرة في سوريا، لا يزال لدى الأميركيين أدوات و عتاد يمكنهم ممارسة الضغط من خلالها، لذلك ، لا يمكن أن نتوقع أن يستسلم الأمريكيون لمحورهم المقابل في الظروف الحالية.

على أي حال ، ما هو متوقع هو مجموعة من السيناريوهات التي يمكن تصورها للمشهد السوري وفقا لنوع السلوك و الاجراءات من الجهات الإقليمية و الدولیة  و في الوقت نفسه، إن وجود جمهورية إيران الإسلامية في سوريا ومطالب الأمريكيين هي من بين أهم العوامل المؤثرة في هذه السيناريوهات.

بشكل عام ، ونظراً لمستقبل العلاقة بين القوتين الرئیسیتین في المشهد السوري (روسيا والولايات المتحدة) ، يمكن  تقديم السيناريوهات المطروحة حول التطورات في سوريا على النحو التالي:

السيناريو الأول ؛ نجاح روسيا والولايات المتحدة في التوصل إلى توافق حول سوريا ؛ في هذا السيناريو ، يمكن تقديم سلسلة من الحلول لمستقبل سوريا ، وهي:

1.انسحاب امريكا وتركيا من سوريا مقابل انسحاب إيران وحزب الله من هذا البلد ؛ وقد طرح هذا الحل من قبل الروس ايضا.

2. تواجد القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا و انسحابها من التنف مقابل فصل القوات الإيرانية عن حدود الجولان المحتلة وابتعادها عن إسرائيل.

3. الحفاظ على الوضع الحالي و بقاء القوات الأمريكية في سوريا حتى يتم توفير حل سياسي شامل للأزمة السورية.

السيناريو الثاني: الخلاف بين روسيا والولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق و  في مثل هذا السيناريو ، يمكن توقع العواقب التالية:

1.تحرك الجيش السوري لتحرير أجزاء من اراضي هذا البلد ، التي تسيطر عليها قوات «القسد » (القوات السورية الديمقراطية)، والأميركيون أيضا لديهم قواعد هناك. و في هذا المجال ، يمكن الاعتماد علي دعم حركة المقاومة الشعبية الداخلية لاستهداف الأمريكيين وإجبارهم على مغادرة سوريا.

2. تحرک الجيش السوري باتجاه مناطق في ريف حماة وريف إدلب لتحريرها من سيطرة جماعة جبهة النصرة الإرهابية.

3. یمكن تخيل الجزء الأصعب من هذا السيناريو في المناطق التي تنتشر فيها قوات الجيش التركي. لان التاريخ لقد اظهر أن الأتراك لا يتراجعون عن  المقاومة الشعبية علي عكس الأمريكيين ولا يغادرون الأراضي المحتلة حتى تفشل.