] ما هو مستقبل الاحتجاجات في العراق؟
الرئیسیة >>  عمومی >> تیتر یک
29 July 2018 - 18:44 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 5935

ما هو مستقبل الاحتجاجات في العراق؟

يمكن للمرء أن يقول إن ما يحدث في العراق يقوم على المطالب الحقيقية والعادلة للشعب، و لكن طموح أعداء وحدة العراق أمر لا يمكن تجاهله و ينبغي أن تحاول الحكومة والشعب العراقي معالجة مثل هذه المؤامرات إلى جانب بعضها البعض أثناء حل المشاكل في المستقبل.
موقع البصیرة / قاسم غفوري
في الأسابيع الأخيرة ، شهد العراق احتجاجات شعبية في مدن مختلفة، الاحتجاجات التي يشکل محورها الرئيسي انتقاد الوضع الاقتصادي و المعيشي، ويطالب الشعب باهتمام المسئولین بالمشاكل الاقتصادية و ليس المشاکل السياسية فقط، لقد حدث هذا الوضع في العراق ، في حين ان هناک بعض النقاط  للملاحظة حول هذه المسالة.
تظهر التطورات الأخيرة في العراق أن هذا البلد واجه العديد من الأزمات الأمنية والهيكلية في السنوات الأخيرة،  و تجدر الاشارة الی انه من عام 2003 إلى عام 2011 ، منع وجود القوات الأمريكية والبريطانية تحقيق المشاريع الاقتصادية والتنموية،  في حين أن الفساد المتبقي من الماضي في البنية السياسية لهذا البلد قد أدى إلى تفاقم هذا الامر، و بعد انسحاب القوات الأمريكية في عام 2011 ، استمرت التهديدات الإرهابية في العراق ؛ بحيث اشتدت هذه الأزمات في عام 2014 مع وجود تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل ، وأصبح العراق متورطًا في الحرب على الإرهاب،  و كانت هذه الحقبة مليئة بالأزمات التي منعت السلطات العراقية من التركيز على القضايا الاقتصادية والتنموية،  و خلال هذه السنوات لم يدخر الشعب العراقي أي جهد في شكل قوى تعبئة شعبية من أجل تحرير البلاد،  و كان لتكوين قوات التعبئة الشعبية ، التي كانت عنصرا هاما في مكافحة الإرهاب ، أثر كبير في إنهاء حياة الإرهاب في العراق.
وكانت الجولة التالية من التطورات العراقية هي إجراء الانتخابات البرلمانية التي أجريت في مايو 2018، وعلى الرغم من التهديدات الأمنية هناک إقبال كثيف على المراكز الانتخابية من قبل الناخبين الذين بدؤوا بالتوافد على صناديق الاقتراع لإظهار أنهم يبحثون عن بلد مستقل وحر.
في هذه الأثناء ، ان الصادمات مع الإرهاب والتحديات الأمنية ، وبالطبع بعض التوترات والتنافسات السياسية غير الصحيحة، مثل عمل اقليم كردستان العراق في إجراء الاستفتاء الانفصالي ، وكذلك طلب الحصص في تشكيل حكومة جديدة أدت إلى عدم مراعاة مطالب الناس ، مما اسفرعن عقد تجمعات شعبية احتجاجًا على هذا الوضع، اما الآن السؤال الذي يطرح نفسه هو انه هل يمکن لعقد مثل هذه التجمعات تلبية المطالب الشعبية ، أم هل يجب الأخذ بنهج آخر؟
وتظهر التجربة أن بعض التيارات الداخلية العراقية التي هي من الناجين من نظام البعث، والولايات المتحدة و شرکائها الاقليميين الذين يرون الازمة في العراق تساوي مصالحهم تسعی الی تفاقم الوضع الاجتماعي و الامني لهذا البلد، إنهم دائمًا ما ينتظرون الاضطرابات الأمنية والاجتماعية لاستخدامها للتأثير على العراق، والآن يمكن أن تتم هذه العملية في سياق الاحتجاجات الشعبية،  و محور هذه الخطة هو تحويل الاحتجاجات الهادئة الشعبية إلى صراع مسلح وتوترات عرقية ودينية، و لذلک، يجب أن تكون أولوية الشعب العراقي والحكومة العراقية مواجهة هذه المؤامرة و يمكن أن يكون نهج الناس لمتابعة متطلباتهم القانونیة و كذلك یجب لرجال الدولة الاهتمام علی مطالب شعبهم، و في تلخيص لما تم ذكره ، يمكن للمرء أن يقول إن ما يحدث في العراق يقوم على المطالب الحقيقية والعادلة للشعب، و لكن طموح أعداء وحدة العراق أمر لا يمكن تجاهله  و ينبغي أن تحاول الحكومة والشعب العراقي معالجة مثل هذه المؤامرات إلى جانب بعضها البعض أثناء حل المشاكل في المستقبل.

الترجمة: ميترا فرهادي

mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@