] هل ستحدد سوتشي وجهة الجيش السوري المقبلة؟
الرئیسیة >>  عمومی >> المواضیع الاخیرة
31 July 2018 - 08:50 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 5950

هل ستحدد سوتشي وجهة الجيش السوري المقبلة؟

في الوقت الذي تؤكد فيه الشواهد ان زمرة داعش الارهابية تعيش لحظات الإحتضار، وتلفظ أنفاسها الأخيرة في سوريا، يستعد الجيش السوري لتطهير مدينة إدلب من براثن الإرهاب وطرد التكفيريين منها.
موقع البصیرة / ابورضا صالح
وبعد ان فشلت جهود امريكا وربيبها الكيان الإسرائيلي اللقيط وبعض الدول العميلة لهما في المنطقة لإسقاط الدولة الشرعية في سوريا، يتهيأ الجيش السوري اليوم لتطهير ما تبقى من الأرض السورية المُدَنسة بوجود التكفيريين الدخلاء على سوريا وشعبها. فطالما أكد سماسرة الحرب على سوريا ضرورة توفير الأمن للكيان الإسرائيلي المحتل، فيما شارك البعض في العدوان على سوريا، عسى أن يتمكن من نقل أزماته الداخلية لخارج الحدود، وبالتالي كان يحلم البعض الآخر بتوسيع رقعة بلاده بعد تجزئة الجمهورية العربية السورية. وفي هذا الإطار تم خلق وإفتعال الجماعات الإرهابية وزجها الى داخل سوريا، لتعبث بالأمن السوري، ويظهر للعالم ان الازمة السورية هي ازمة داخلية، في حين ان الحقيقة كانت شيئا آخر.

ففي سوريا تم إفتعال حرب نيابية بين الغرب وبعض المشايخ العربية، على حساب سوريا وعلى الارض السورية التي تشكل الخط الأمامي لمقاومة الإحتلال الاسرائيلي في المنطقة. واليوم وبعد سبعة أعوام من مقاومة الشعب السوري لكل أنواع المؤامرات التي فُرضت عليه، تؤكد الشواهد الميدانية أن الشعب والمقاومة والدولة السورية، يقفون صفا واحدا في الدفاع عن سورية وسيادتها. خاصة وان الجيش السوري والقوات الرديفة تمكنوا من طرد الإرهابيين من الجنوب السوري، أو أجبروهم على التخلي عن المواجهة العسكرية، والتوجه الى إدلب حسب الإتفاقات التي حسموها مع قادتهم، الأمر الذي حمل القوات الكردية في محافظة الرقة والمناطق الشمالية للبلاد والتي تتلقى الدعم من امريكا للمسارعة بالإستسلام، والرضوخ لحوارات المصالحة والعودة لحضن البلاد.

الجدير بالذكر ان زمرة داعش التي كانت تسيطر على الكثير من الأرض السورية، وإقتربت من عاصمتها وراحت تُعلن، أن عاصمتها الاقليمية ستكون في الشام، أصبحت في وضع لا تُحسد عليه، وهاهي اليوم تلفظ أنفاسها الاخيرة في منطقة "حوض اليرموك" حسب المعطيات الميدانية، وإن اقل من 2% مما تبقى من فلولها مازالوا يعبثون بأمن محافظة درعا السورية من خلال الجحور التي يختبئون فيها بمحيط درعا. فقد اصبحوا أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما ان يواصلوا الإقتتال كما يفعلون في الوقت الراهن، وإما أن يستسلموا للموت الذي سيُمطره على رؤوسهم الجيش السوري والقوات الشعبية، وهذا ما جعل الجيش السوري يتأمل في تقدمه لحسم المعركة ميدانيا، عسى ان يكون بين المتبقين من فلول الدواعش من يندم على فعلته، ليتخلص من جحيم الموت المطبق عليهم.

ومما لاشك فيه ان الجيش السوري بات قاب قوسين من حسم الحرب على داعش وأخواتها، خاصة وأن القوات الكردية المعارضة في شمال سوريا، وافقت على الدخول في حوار المصالحات ونبذ الإقتتال، وإن ما يسمى بأصحاب "القبعات البيض" تم تهريبهم مؤخرا إلى داخل فلسطين المحتلة لتنقلهم قوات الكيان الاسرائيلي الى الأردن. فأصحاب "القبعات البيض" في الحقيقة كانوا قادة الحرب الناعمة على الدولة السورية، وتوثيق ما يروق لهم من صور وتقارير مزورة ضدها. وبعد هروبهم الى داخل فلسطين المحتلة، تبدو إدلب الجبهة الوحيدة التي، لم تحظ بالفتح، فهي الآن الملجأ الأول والأخير للإرهابيين الذين مازالوا يرفضون رمي السلاح أو الرضوخ لحوارات المصالحة الوطنية. وتؤكد التقارير الواردة منها أن غالبية قاطنيها هم من أنصار ما يسمى بـ "جماعة النصرة"، وما تبقى من ارهابيين دخلوا على سوريا من منافذ شتى واستقروا في ضواحيها الشمالية لينعموا بالدعم والإسناد التركي. فتركيا كانت قد توهمت خطأ بأنها لو دعمت هذه الجماعات ستتخلص من معارضتها الكردية المتمثلة بحزب العمال الكردستاني، ومن أجل ذلك دخلت قواتها المناطق الشمالية لسوريا حتى وصلت الى ادلب، رافعة شعار دعم الجماعات السورية المعارضة، زاعمة أنها يحق لها – كما كانت تحلم سابقا- دخول الأراضي السورية، من أجل ضمان أمن مناطقها الحدودية مع سوريا.

أما الشواهد الحالية تؤكد ان الإتفاق السوري الروسي الايراني يستثني جماعة "جبهة النصرة" من حوارات المصالحة التي لم توافق عليها الجماعة اساسا، ولا يمنحها حق البقاء في المناطق التي تشملها سياسة "خفض حدة التوتر"، ما دفع تركيا لتلجأ الى تغيير اسم الجماعة، علها تحظى(الجماعة) بالبقاء لفترة أطول في ادلب وتواصل تقديم المعلومات لداعميها الأتراك. ويرى المراقبون ان إطلاق تسمية "حماة الدين" على هذه الجماعة من قبل تركيا، يأتي في هذا الاطار.

وأخيرا وفي ظل الظروف الراهنة يبدو أن اجتماع اليوم في "سوتشي" الروسية سيُركز على قضية ادلب، ومن الطبيعي ان مثل هذا الإجتماع قد يُواجه بعض الصعوبات ولن يحسم الاجتماع لصالح الدولة السورية على المدى القريب، الأمر الذي سيضع الجيش السوري أمام أمر واقع، للبدء بمهمة تطهير إدلب والمناطق الشمالية للبلاد، حيث ستكون تركيا اول معارض لها، شأنها شأن معارضاتها لعمليات تطهير المناطق الأخرى من قِبل الجيش السوري.

المصدر:  العالم
mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@